السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
الإسلاميون يتصدرون نوايا تصويت التونسيين في المحطات الانتخابية القادمة
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ تصدرت حركة النهضة التونسية نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية المزمع إجراءها في الأشهر القادمة من عام 2019 بـ36.1 بالمئة، بفارق مريح أمام خصمه السياسي حزب نداء تونس الذي احتل المرتبة الثانية بنسبة 29.8 بالمئة.
ورغم الانتقادات التي تحيط بهذا الحزب الإسلامي منذ أشهر، خصوصا مع انتهاء حقبة التوافق مع الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي، إلا أنه يتصدر منذ مدة استطلاعات الرأي حول الأحزاب التي تحظى بخزان انتخابي للفوز في المحطات الانتخابية القادمة.
وأجرت مؤسسة سيغما كونساي استطلاع الرأي ويشمل الفترة من 29 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 6 ديسمبر/كانون الأول حيث تمكنت الجبهة الشعبية (ائتلاف يساري) من الفوز بالمرتبة الثالثة بنسبة 6.7 بالمئة، يليها التيار الديمقراطي بنسبة 5.6 بالمئة، اما حزب الدستوري الحر فحصل على المرتبة الرابعة بـ4 بالمئة.
ويأتي تصدر النهضة نوايا التصويت، في وقت تحاصرها ملفات عدة سياسية وقضائية على غرار ملف بلعيد والبراهمي والغرفة السوداء والجهاز السري، والتي أصبحت محل متابعة التونسيين خصوصا مع دخول الرئيس التونسي على خط هذه الملفات المثيرة للجدل.
ليس هذا فحسب، بل طالبت عديد القوى السياسية والشخصيات المعروفة في المشهد السياسي بتونس، بتجميد الحركة الإسلامية وحلها على وقع هذه الاتهامات المتعلقة بها والتي تمس من سيادة الأمن القومي.
إذ طالب الحزب الدستوري الحر وهو حزب محسوب على نظام بن علي، القضاء التونسي بتجميد نشاط حركة النهضة على خلفية تورط قياداته في الاغتيالات والإرهاب، وهو أمر غير مقبول بنظرها في مواصلة الحزب ونوابه في العمل السياسي أمام هذه المعطيات.
وعلى صعيد آخر، تصدر رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد، نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نهاية العام المقبل بـ17.9 بالمئة، يليه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بـ15.4 بالمئة، ثم أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد بـ14.8 بالمئة، ورئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي بـ11 بالمئة، في حين حصل رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة على 6.3 بالمئة.
وحول نتائج نوايا التصويت الحديثة، يقول المحلل السياسي التونسي صلاح الدين الجورشي في تصريح لـ””، إنه كان متوقعا تصدر حركة النهضة نوايا التصويت والمشهد السياسي ككل بتونس.
ويرجع المحلل التونسي ذلك، إلى أن الحركة الإسلامية ما تزال متماسكة وتتمتع بقاعدة انتخابية شبه ثابتة، خاصة وأنها تحظى بثقة كبيرة لدى أنصارها ومؤيديها.
ويرى الجورشي أن النهضة تحاول أن توظف الهجوم الذي تتعرض إليه مؤخرا، وتقدم نفسها كضحية في هذه المرحلة مع توالي الانتقادات والاتهامات، مشيرا إلى أن القضاء التونسي لم يصدر أحكاما قطعية بشأن المعلومات التي تتهم الحركة الإسلامية بالوقوف وراء الاغتيالات وغيرها من الملفات المتهمة بها.
وبخصوص استطلاع الرأي حول الانتخابات الرئاسية، يوضح المحلل السياسي في مجمل حديثه لـ”” أن تراجع حزب نداء تونس نظرا لأزماته الداخلية التي حالت دون ترميم البيت، أثرت بدورها على مكانة رئيس البلاد الباجي القائد السبسي، وبدا الشاهد أقوى بكثير في عملية استقطاب الرأي العام المحلي.
وحول صعود أسماء مستقلة بنوايا التصويت، من بينها أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد والذي أعلن ترشحه للرئاسة في الآونة الأخيرة، لاحظ الجورشي أن الرأي العام التونسي يبحث عن بديل ووجوه جديدة في المشهد العام بالبلاد، خاصة بوجود شخصيات تحظى بتعاطف كبير من التونسيين على خلفية مواقفهم في بعض القضايا الوطنية، على حد قوله.