أوروباالسلايدر الرئيسي
السترات الصفراء” تتظاهر مطالبة باستقالة ماكرون وقوات الأمن تعتقل مئات منهم
أحمد كيلاني
ـ باريس ـ من أحمد كيلاني ـ اشتبكت قوات الأمن الفرنسية مع متظاهري “السترات الصفراء”، الذين خرجوا في تظاهرات جديدة اليوم ضد سياسات الحكومة الاقتصادية وضد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بهدف تفريق المتظاهرين الذين ردوا بإطلاق الحجارة، وأطلقوا شعارات طالبت الرئيس ماكرون بالاستقالة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن سائق شاحنة عرف عن نفسه باسم داني انه يخطط كغيره للسير باتجاه القصر الرئاسي للتعبير عن غضبه حيال ماكرون المتهم بمحاباة الأغنياء، مضيفاً “أنا هنا من أجل ابني، ولا يمكنني تركه يعيش في بلد يستغل الفقراء”.
وذكرت وزارة الداخلية الفرنسية أن 31 ألفاً من حركة “السترات الصفراء” تظاهروا اليوم في أنحاء مختلفة من فرنسا، بينما تم اعتقال 700 شخصاً في باريس وحدها.
وطوقت قوات الشرطة متظاهري “السترات الصفراء” في الشانزليزيه وفرضت عليهم حصاراً بهدف منعهم من التوجه إلى قصر الاليزيه، في مؤشر على اتباع الشرطة استراتيجية جديدة، وذلك على خلاف ما ظهر الأسبوع الماضي من ارتباك واضح اتسم به تعامل الشرطة مع التظاهرات.
وبدت استراتيجية الشرطة الجديدة في التعامل مع المتظاهرين من خلال استخدام القوة بشكل أكبر حيث استهدفت بالاعتقال كل من حاول القيام بأعمال عنف.
وكانت قوات الشرطة قد قامت بعمليات تفتيش واسعة استهدفت الأشخاص الواصلين إلى محطات القطارات وفي المواقع التي تركزت فيها الاحتجاجات على غرار الشانزليزيه.
وقالت المتحدثة باسم شرطة العاصمة جوهانا بريميفيريه إن الشرطة عثرت على مطارق وأقنعة للغاز وكرات حديدية بحوزة المتظاهرين أثناء عمليات البحث.
وأضافت المتحدثة “لقد أدرك المواطنون جيداً أنهم إذا أرادوا التظاهر بشكل سلمي، فيجب عليهم أن يخضعوا لعمليات تفتيش”، موضحة أن 1500 متظاهر تمكنوا من المرور عبر نقاط تفتيش صارمة الإجراءات ودخلوا شارع الشانزليزيه.
وتركزت عمليات الاحتجاج في جادة الشانزليزيه وبالقرب منه، حيث تم رصد 1500 متظاهر، بينما تظاهر عدة مئات حول ميدان الباستيل، شرقي باريس، في الوقت الذي حاول فيه أخرون عرقلة المرور في القطاع الشرقي من الطريق الدائري حول العاصمة، والمعروف باسم “بريفيريك”.
وكانت السلطات الفرنسية قد نشرت 89 ألف رجل أمن في جميع أنحاء فرنسا استعداداً لمواجهة التظاهرات، بينما تم إغلاق برج إيفل وساحة دار الأوبرا في باريس والعديد من المتاحف والمواقع السياحية في المدينة.
وأغلق أصحاب متاجر جادة الشانزليزيه أبواب متاجرهم بهدف تجنب أعمال السلب والنهب التي قام بها بعض المخربين الأسبوع الماضي.
ومنذ بداية التظاهرات في السابع عشر من الشهر الماضي، طالب المتظاهرون بتحسين أوضاعهم الاقتصادية ورفع الحد الأدنى للأجور ورفع معاشات المتقاعدين، إلا أن تلك المطالب تحولت منذ الأسبوع الماضي إلى مطالب سياسية تدعو لتنحي ماكرون واستقالة الحكومة وإجراء انتخابات تشريعية جديدة.
ويرى بعض المحللين السياسيين أن لا مفر أمام ماكرون من إجراء تغيير وزاري جديد يشمل رئيس الوزراء واتخاذ قرارات قوية بهدف نزع فتيل أخطر أزمة يتعرض لها منذ وصوله إلى قصر الإليزيه.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب قد التقى ليل أمس، وفداً من مجموعة وصفت نفسها بـ”المعتدلة” ضمن حركة “السترات الصفراء” والتي حثت الناس على عدم الانضمام إلى التظاهرات.
وقال أحد المتحدثين باسم الحركة كريستوف شالينسون إنّ رئيس الوزراء “استمع إلينا ووعد برفع مطالبنا إلى رئيس الجمهورية، ونحن الآن ننتظر ماكرون”، معبراً عن أمله في أن يتحدث الرئيس “إلى الشعب الفرنسي كأب، بحب واحترام، وأن يتّخذ قرارات قويّة”.
ومن المقرر أن يلقي ماكرون خطاباً في مطلع الأسبوع المقبل يتحدث خلاله عن آخر التطورات، بعد أن التزم الصمت طيلة الأيام السابقة منذ عودته إلى البلاد بعد مشاركته في قمة العشرين في الأرجنتين.
وكان وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير قد قال إن “الأسابيع الثلاثة الأخيرة شهدت ولادة وحش خرج عن السيطرة”، متعهداً أن السلطات الفرنسية “لن تتهاون” مع الأشخاص الذين يحاولون التسبب بمزيد من الفوضى.
من جهتها، أصدرت السفارة الأمريكية تحذيراً لمواطنيها في باريس داعية إياهم إلى “تفادي الظهور وتجنب التجمعات”، فيما حضت الحكومات البلجيكية والبرتغالية والتشيكية مواطنيها الذين ينوون التوجه إلى باريس على تأجيل سفرهم.
وفي مؤشر خطير على أعمال عنف وشيكة، ذكرت وكالة “فرانس برس” أن بينوا بوتيري، النائب في البرلمان عن حزب ماكرون تسلم رصاصة بالبريد أمس الجمعة أرفقت برسالة كتب عليها “في المرة المقبلة، ستكون بين عينيك”.