السلايدر الرئيسيشرق أوسط

مصر تستكمل خطة استهداف إفريقيا بعد سنوات الابتعاد 

العمل على إرساء مبدأ المصالح المشتركة مع إفريقيا، وتوجيه الاستثمارات إلى إفريقيا، وفتح أسواق مشتركة

ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ تستكمل اليوم مصر ، مساعي التوجه الأكبر في سياستها الخارجية نحو إفريقيا، لتعويض ما فات في عقود سابقة، وهي الأولوية التي وضعها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منذ استلام السلطة في يونيو 2014، بالعمل على إرساء مبدأ المصالح المشتركة مع إفريقيا، وتوجيه الاستثمارات إلى إفريقيا، وفتح أسواق مشتركة، والتي تستمر مع اجتماعات منتدى “إفريقيا 2018″، المعروف بـ”الكوميسا”، الذي يُعقد بمدينة شرم الشيخ يومي 8 و9 ديسمبر الجاري، وهو المنتدى الذي يقدم مصر كبوابة استراتيجية لإفريقيا، الكيانات الاقتصادية الكبرى في أوروبا وآسيا، في ظل الرهان على القارة السمراء كمستقبل اقتصادي واستثماري للعالم.
منتدى “الكوميسا”، الذي يعتبر عملية اندماج بين دول التجمع بشكل يساهم بفاعلية في إزالة القيود الجمركية والقيود غير الجمركية، أمام حركة التجارة البينية الإفريقية، يحظى بحضور رؤساء أفارقة، لبحث أطر  جذب الاستثمار الأجنبى المباشر، ومناقشة الأفكار مع ممثلي وكالات ترويج الاستثمار، وتبادل الآراء حول أفضل الممارسات المحلية، يأتي في ظل إجمالي استثمارات الشركات المصرية فى دول منطقة الكوميسا، البالغ عددها 21 بلداً، حوالي 4.4 مليار دولار، وتركزت فى 8 دول من دول المنظمة، فيما حققت مصر صادرات لدول التجمع بلغت 1.6 مليار دولار، عام 2017، واستقبلت واردات
بـ 608 ملايين دولار، من دول الكوميسا، خلال عام 2017

“الكوميسا”، هي  منظمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا، وتضم 21 دولة، وانضمت لها مصر عام 1998، ومن أبرز دول التجمع، كينيا، السودان، موريشيوس، زامبيا، زيمبابوي، زامبيا، أوغندا، إريتريا، إثيوبيا، جيبوتي، ملاوي، مدغشقر، رواندا، بوروندي، جزر القمر، ليبيا، سيشل، تنزانيا، وتعداد سكان دول الكوميسا يبلغ 550 مليون نسمة، فيما يبلغ إجمالى الناتج المحلي الإجمالي لدول التجمع 768 مليار دولار.

الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الإفريقية، السفير أحمد حجاج، قال إن مصر ترعى للمرة الثالثة اجتماعات الكوميسا، وسط حضور عدد من رؤساء الدول الإفريقية، ورؤساء الاتحاد الإفريقي، البنك الدولي، بنك التنمية الإفريقي، وسيتم التصديق على توسيع اتفاقية التجارة البينية، التي ستساهم بتوسيع منطقة التجارة الحرة، في ظل ما شهدته مدينة شرم الشيخ العام الماضي من إنشاء منطقة تجارة حرة، من 26 دولة إفريقية، لافتاً إلى أن التجارة البينية الإفريقية ضعيفة لا تزيد على 15% والبقية للدول الاستعمارية وأمريكا والصين، ومن المحتمل زيادة التجارة الحرة، ومشاركة استثمارات ضخمة من الخارج في هذه الاجتماعات.

ويوضح “حجاج”، في تصريحات خاصة لـ””،  أن الاجتماع سيقدم لقاءات لريادة الأعمال للشباب الإفريقي، باعتبار أن الشباب هم من سيحكمون القارة بالمستقبل، ولذلك يجب تدريبهم على ريادة الأعمال للتجهيز للحكم المستقبلي، مشيراً إلى أن الأهمية السياسية للقمة، مرتبطة بنجاحها الاقتصادي، مما يعطي لمصر زخماً كبيراً في رئاسة الاتحاد الإفريقي، في ظل إعطاء القاهرة بعداً لهذه المهمة، والعمل على إنهاء النزاعات لدول القارة في وقت دمرت البنية للكثير من الدول، وهذا ما سيحتاج لعمل استثماري وتنموي كبير.

وتابع “حجاج” حول عودة مصر لمحيطها الإفريقي بعد عقود من الهجرة: “مصر في بعض الأحوال بعقود سابقة كانت أقل نشاطاً وزخماً من فترات سابقة، أما الآن فإن أكبر عدد من السفارات انتشاراً بالقارة هي السفارات المصرية، وأكبر عدد سفراء أفارقة في دولة متواجدون بالقاهرة، وهذا استهداف لقوة العلاقات الإفريقية، في ظل أن الرئيس السيسي، لا يمل من زيارة الدول الإفريقية، ولا يكل من دعوة الرؤساء الأفارقة لزيارة مصر”.

بينما لفت نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، السفير صلاح حليمة، إلى أن المنتدى جاء قبيل تولي مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقي، موضحاً أن الهدف زيادة الاستثمارات، وبالتالي حجم التجارة البينية، ومصر تلعب دوراً كبيراً في الدفع بتحقيق برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وذلك تعزيز للدور المصري المستقبلي تجاه إفريقيا، مشيراً في تصريحات خاصة لـ””،  إلى أن المنتدى ينظم من وزارتي الخارجية والاستثمار ووكالة الكوميسا، وبالتالي الهدف تنشيط عملية الاستثمار، وفتحها بين الدول الإفريقية، وتشجيع جذب الاستثمارات الخارجية من القارة، وهذا التوسع يُعطي زيادة لفرص التشغيل والحد من الهجرة غير الشرعية، وتعويض ما فات من خسائر في الحروب، والدفع بزيادة معدلات النمو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق