السلايدر الرئيسيمال و أعمال
نظرا لعدم توفر فرص عمل.. تربية الحمام في غزة.. من هواية إلى مصدر رزق
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ كانت تربية طيور الزينة في غزة تعد هواية بهدف التسلية عند معظم الشبان، ولكن منذ فرض الحصار الإسرائيلي على غزة قبل نحو (إثنى عشر عاماً)، تحولت هذه الثقافة إلى مصدر دخل اقتصادي لدى الكثيرين بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية، وغياب فرص العمل وتفشي البطالة حتى باتت تجارة واسعة في غزة.
ويعتبر قطاع غزّة مساراً هاماً للطيور المهاجرة في رحلة تبدل الفصول، فموقع وادي غزّة يعدّ من أكبر المواقع الطبيعية التي تضم عشرات الأنواع من الطيور الإقليمية والعالمية المهددة بالانقراض، والتي تأتي إلى القطاع خلال مواسم الهجرة، كطير الفر السُماني أو النورس الصغير، والحسون الجميل وغيرهما. وبحسب مختصين، يوجد في قطاع غزّة نحو 300 نوع من الطيور والحيوانات البرية، خاصة شرقي وادي غزّة.
عالم الطيور
ويقول محمد مقداد، أحد مربّي طيور الزينة “لدى مزرعة صغيرة هي عبارة عن غرفة فوق سطح المنزل، مخصّصة للطيور. تحتوي على أزواج من الحمام الإسكندراني والدجاج البدو وبعض العصافير. أتابع كل ما هو جديد في عالم الطيور، خاصة تلك التي تدخل إلى قطاع غزّة”.
ويضيف” هناك أنواع أحب اقتناءها إلا أن أسعارها مرتفعة تفوق قدرتي المادية”. يعلق ممازحاً “أحب رؤية الطيور والاستماع إلى أصواتها، وتمضية معظم الوقت بالقرب منها”.
ويتابع” كانت بدايتي بتربية بعض أنواع الطيور في غرفة صغيرة داخل منزلي، هكذا بدأ حديثه بسام النجار (35 عاما) وهو من الرواد الأوائل في تربية الطيور الغربية المختلفة عن الطيور الموجود في قطاع غزة”.
زيادة رأس المال
ويردف مقداد قائلاً:” في البداية كنت أقوم ببيع وشراء كميات قليلة، وتدرجت حتى أصبحت أشتري كميات أكبر فأكبر، وبدأت أتعرف على التجار ومربي تلك الطيور، ونتبادل التجارة فيما بيننا حسب كل شخص ما يلزمه وما يتناسب معه، وبدأ رأس المال يكُبر من أرباح تلك الطيور “.
ويكمل “بعد أن تعرفت علي كم كبير من تجار الطيور، وبعد امتلاكي عدد كبير من الأصناف، دفعني ذلك إلي تكبير المشروع، وبدأت ببناء حظائر جديدة داخل فناء منزلي وعلي الأسطح، وذلك من شدة حبي بتلك الطيور”.
مغامرة
ويلفت إلى أن تربية الطيور تحتاج إلي مغامرة، وخاصة أمثال تلك الطيور الغربية التي يكون رأس مالها كبير، لان في بعض الأحيان يتعرض للخسارة بفعل الأمراض التي تصيب الطيور في حالة تقلبات الطقس ما يعني وجود فايروسات في الأجواء، وأيضا بسبب تدني الأسعار، لأنها مرتبطة بالأوضاع الاقتصادية داخل البلد، كغيرها من أنواع التجارة الأخرى.
ويعلق قائلاً “أحيانًا نتعرض للخسارة بسبب تدنى الأسعار، وهي مرتبطة بالوضع الاقتصادي وتقلبات الطقس، ففي بعض الفصول تتدنى الأسعار لأنها تكون عرضة للنفوق كالطقس البارد الذي لا تتأقلم معه بعض الطيور”، مشيراً إلى أن معظم الطيور تتأقلم مع طقس قطاع غزة وتتكاثر.
ويصف مقداد تربية تلك الطيور رغم ارتفاع ثمنها بأنها “ممتعة” وتجعله يعيش في عالم آخر، كونه يقضي معظم يومه في الاعتناء بها، واستقبال الزبائن والأصدقاء الذين يفضلون رؤيتها والجلوس قربها.
مصدر رزق
أما حسام سمور “25 عاماً” فيُربي الكثير من الطيور الغريبة باهظة الثمن بقيمة تزيد عن 10ألاف دولار، لكنه يكُثر من تربية الدواجن والعصافير المميزة، ويقول” إنّ هواية تربية الطيور بدأت قبل نحو عشر سنوات، بعد أن فقد مصدر رزقه، عنما منع الاحتلال دخول العمال للعمل داخل الكيان الإسرائيلي مطلع انتفاضة الأقصى عام 2000م”.
وجلب سمور بعض الطيور التي تُربى وتتكاثر محليًا في البداية وتاجر بها لسنوات، حتى تعرف على بعض التجار في الأسواق الشعبية المحلية في قطاع غزة، فكبر المشروع لديه، عبر شراء طيور باهظة الثمن، تنتمي لجنسيات أجنبية مختلفة.
ويلفت إلى أن لديه كثير من الطيور أبرزها (الدراج الذهبي) المعروف باسم (الفزن)، ويعود أصله للغابات والجبال في الصين والمملكة المتحدة وطوله ما بين 90-105 سم، وذيله يمثل ثلثي طوله، ولونه من الأعلى ذهبي والردف والجسم أحمر مشرق، والبرتقالي للرأس ويمكن أن ينتشر في العرض، والتي تظهر باعتبارها بالتناوب على شكل مروحة بألوان الأسود والبرتقالي والتي تغطي كل الوجه ما عدا عينه زاهية..