شرق أوسط
قمة مجلس التعاون الخليجي تعقد في الرياض وسط عدة أزمات
ـ الرياض ـ تستضيف السعودية الأحد القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي التي تعقد في أجواء أزمات متنوعة منها الخلاف مع قطر والحرب في اليمن بالإضافة إلى مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية في اسطنبول.
ومع أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للمشاركة في قمة الدول الست الأعضاء في المجلس التي ستعقد في الرياض، إلا أنه لم يؤكد مشاركته.
وكانت السعودية والامارات والبحرين ومصر، قررت قطع علاقاتها مع قطر متهمة الدوحة بدعم الإرهاب والتقرب من ايران. وتنفي قطر هذه الاتهامات. لكن النزاع مستمر منذ 18 شهرا ولم تظهر مؤشرات إلى قرب تسويته.
وأعلنت قطر الأسبوع الماضي انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2019.
من جانبه، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة أن “قطر حرقت جميع سفن العودة، ولم يعد لديها أي سفينة من جهتها يمكن أن تعيدها إلى المجلس”.
والى جانب قطر والامارات والسعودية والبحرين، يضم مجلس التعاون الخليجي الكويت وسلطنة عمان اللتين لا تزالان تقيمان علاقات مع الدوحة.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أن الدورة ال 39 للمجلس أن العلاقات مع إيران “ستكون أحد القضايا التي سيبحثها قادة دول المجلس” خاصة بعد إعادة تطبيق العقوبات الأميركية على طهران.
ويبدو الإنقسام جليا في المجلس، بين الدول التي تتبع سياسة متشددة ضد طهران كالرياض وأبوظبي والمنامة، وتلك التي تقيم علاقات مع طهران مثل مسقط والكويت.
وتسعى الدوحة أيضا إلى تعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع طهران.
حرب اليمن
تأتي القمة الخليجية بينما يواصل وفدا الحكومة والمتمردين الحوثيين محادثاتهما التي بدأت الخميس في ريمبو في السويد برعاية الأمم المتحدة، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل ودفع 14 مليون شخص الى حافة المجاعة.
ومن المتوقع أن تستمر هذه المحادثات أسبوعا.
وتقود السعودية بمشاركة الإمارات تحالفا عسكريا في البلاد دعما لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وكانت قطر عضوا في التحالف قبل أن تنسحب منه.
وأوقع النزاع في اليمن منذ آذار/مارس 2015 أكثر من عشرة آلاف قتيل وتسبّب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وتشكلّ محادثات السلام الجارية أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
واثارت صور أطفال يمنيين يعانون من سوء التغذية بأجسادهم النحيلة للغاية والعاجزة عن الحركة استنكارا وغضبا في العالم، ما تسبب للسعودية خصوصا بإحراج، كونها أحد أبرز أطراف النزاع.
وتأتي القمة أيضا بينما تتعرض السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان لضغوط دولية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
و أقرّت الرياض، بعد نفي طويل، بأنّ خاشقجي قتل داخل قنصليتها في اسطنبول. ولكنها سعت إلى إبعاد الشبهات عن الأمير محمد.
وحظي ولي العهد السعودي بدعم قوي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يرى في الرياض شريكا استراتيجيا مهما في الشرق الأوسط إضافة إلى دورها كأكبر مصدر للنفط وبين أهم الجهات التي تشتري الأسلحة الأميركية. (أ ف ب)