خالد القشطيني
كثيراً ما ألاحظ أن رجال الدولة وأهل السياسة صنفان؛ الصنف الأول هم من تواردت عنهم نكات وطرائف كثيرة، والصنف الثاني نسب إليه مثل ذلك من نكات وقفشات وطرائف كثيرة. خير مثال للصنف الأول من الساسة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان. ومن أحسن أمثلة الصنف الثاني الجنرال ديغول ورئيس الحكومة البريطانية لويد جورج. وإذا كانت النكات تعبر عن نفسية صاحبها وثقافته وتفكيره فمن دون شك أن ما نسب إلى ديغول ينسجم تمام الانسجام مع شخصيته المترفعة والمعتدة بنفسها ووطنيتها الخالصة. ربما تسألونني عن مثال لذلك، فهاكم هذه الواقعة.
حضر ذات يوم وفد من وفود اتحاد نقابات العمال الفرنسية لمقابلة الجنرال ديغول في شأن من شؤون الكتلة العمالية. كان رئيس الوفد مكلفاً بالتحدث عنهم، فقال للرئيس الفرنسي: «يا فخامة الرئيس، إننا كنا قد أوضحنا أكثر من مرة مطالبنا لأسلافك من رؤساء الجمهورية…».
وهنا قاطع الجنرال ديغول المتحدث العمالي قائلا: إنك على خطأ. فديغول ليس له سلف!
وفي مناسبة أخرى قام بزيارته أحد وزرائه، المسيو رينيه ماير وتكلم فسأل الرئيس ديغول قائلا: «ما هي وجهة نظرك يا سيدي الجنرال ديغول في هذه القضية؟».
أجابه ديغول قائلاً: أرفع وجهات النظر… وأقلها تلبكاً»!
وعندما تألف حزبه المعروف بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الجديدة، جرى نقاش في صفوف هذا الحزب الجديد عن الموقع الذي سيأخذه الحزب في السياسة الفرنسية. قالوا هل سيكون بجانب اليسار أم اليمين أم في الوسط؟ اضطر الأعضاء إلى استشارة الجنرال ديغول في هذا الموضوع الحساس فأجابهم قائلا: «ما أنتم أيها السادة تدعون أنفسكم «حزب ديغول»، فإن كل هذه الأمور لا تعني شيئا. فديغول ليس إلى اليسار ولا إلى اليمين. إنه فوق»!
كان هذا بعد صعود نجمه وتسلمه رئاسة الجمهورية. ولكنه قبل ذلك قضى عدة أعوام في متاهات المجهول ونساه العالم. وفي تلك المرحلة اقترح عليه أحدهم في سنة 1951 أن يتقدم لترشيح نفسه للانتخابات النيابية فصعقه هذا الجواب من ديغول: أنا نائب في المجلس؟ هل تتصورون الجنرال ديغول يطلب الإذن بالكلام من إدوارد هيريو؟
وفي إحدى زياراته لدولة أجنبية، سأله رئيس تلك الدولة: كيف حال فرنسا؟ فأجابه الرئيس الفرنسي قائلاً: ليست على ما يرام. فأنا أتقدم بالسن!
لا أدري كم من هذه القفشات صدرت منه حقاً، وكم انتحلها خصومه الكثيرون. وكان هو على علم بهم، فعندما التقى يوما بالكاتب والممثل الشهير هنري برنشتاين قال له: إنني أحبك كثيراً، لا من أجل مؤلفاتك، ولكن لأنك مثلي، لك أعداء كثيرون!
حضر ذات يوم وفد من وفود اتحاد نقابات العمال الفرنسية لمقابلة الجنرال ديغول في شأن من شؤون الكتلة العمالية. كان رئيس الوفد مكلفاً بالتحدث عنهم، فقال للرئيس الفرنسي: «يا فخامة الرئيس، إننا كنا قد أوضحنا أكثر من مرة مطالبنا لأسلافك من رؤساء الجمهورية…».
وهنا قاطع الجنرال ديغول المتحدث العمالي قائلا: إنك على خطأ. فديغول ليس له سلف!
وفي مناسبة أخرى قام بزيارته أحد وزرائه، المسيو رينيه ماير وتكلم فسأل الرئيس ديغول قائلا: «ما هي وجهة نظرك يا سيدي الجنرال ديغول في هذه القضية؟».
أجابه ديغول قائلاً: أرفع وجهات النظر… وأقلها تلبكاً»!
وعندما تألف حزبه المعروف بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الجديدة، جرى نقاش في صفوف هذا الحزب الجديد عن الموقع الذي سيأخذه الحزب في السياسة الفرنسية. قالوا هل سيكون بجانب اليسار أم اليمين أم في الوسط؟ اضطر الأعضاء إلى استشارة الجنرال ديغول في هذا الموضوع الحساس فأجابهم قائلا: «ما أنتم أيها السادة تدعون أنفسكم «حزب ديغول»، فإن كل هذه الأمور لا تعني شيئا. فديغول ليس إلى اليسار ولا إلى اليمين. إنه فوق»!
كان هذا بعد صعود نجمه وتسلمه رئاسة الجمهورية. ولكنه قبل ذلك قضى عدة أعوام في متاهات المجهول ونساه العالم. وفي تلك المرحلة اقترح عليه أحدهم في سنة 1951 أن يتقدم لترشيح نفسه للانتخابات النيابية فصعقه هذا الجواب من ديغول: أنا نائب في المجلس؟ هل تتصورون الجنرال ديغول يطلب الإذن بالكلام من إدوارد هيريو؟
وفي إحدى زياراته لدولة أجنبية، سأله رئيس تلك الدولة: كيف حال فرنسا؟ فأجابه الرئيس الفرنسي قائلاً: ليست على ما يرام. فأنا أتقدم بالسن!
لا أدري كم من هذه القفشات صدرت منه حقاً، وكم انتحلها خصومه الكثيرون. وكان هو على علم بهم، فعندما التقى يوما بالكاتب والممثل الشهير هنري برنشتاين قال له: إنني أحبك كثيراً، لا من أجل مؤلفاتك، ولكن لأنك مثلي، لك أعداء كثيرون!
الشرق الأوسط