العالم

الصين تستدعي السفير الأمريكي على خلفية توقيف مسؤولة هواوي

ـ بكين ـ استدعت بكين الأحد السفير الأمريكي إحتجاجا على توقيف المديرة المالية لشركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات في كندا، وطالبت واشنطن بالعدول عن طلب تسليمها إلى الولايات المتحدة.

وأكد بيان لوزارة الخارجية الصينية أن “الجانب الصيني يعارض ذلك بشدة ويحض بقوة الولايات المتحدة على منح أهمية كبرى لموقف الصين الرصين والعادل” حيال هذه القضية.

وأثار توقيف مينغ وانتشو التي تواجه اتهامات بالاحتيال في الولايات المتحدة مرتبطة بتعاملات أجرتها مع إيران بما يخرق العقوبات الأمريكية عليها، حفيظة بكين، ما يشكل تهديدا للهدنة في الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأبرز في العالم.

ولا تزال مينغ، ابنة مؤسّس هواوي رن زتشنغفي المهندس السابق في جيش التحرير الشعبي الصيني، محتجزة في كندا بانتظار قرار محكمة كندية بشأن الإفراج عنها بكفالة الاثنين.

واستدعى نائب وزير الخارجية الصيني لي وشينغ السفير الأمريكي تيري برانستاد غداة استدعائه سفير كندا جون مكالوم للاحتجاج على توقيف مينغ.

وأفاد بيان الخارجية الصينية أن “لي وشينغ لفت إلى أن الجانب الأمريكي انتهك بشكل جدي الحقوق المشروعة ومصالح مواطنين صينيين وأن طبيعة هذا الانتهاك سيئة للغاية”.

وحضت الصين الولايات المتحدة على “اتخاذ اجراءات فورية لتصحيح الممارسات الخاطئة وإلغاء مذكرة التوقيف الصادرة بحق المواطنة الصينية”.

وحذر البيان من أن بكين “سترد بشكل إضافي” على إجراءات الولايات المتحدة بدون أن يحدد طبيعة هذا الرد.

ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم السفارة الأمريكية في بكين للتعليق على الأمر.

 إجراءات تسليم طويلة

تم توقيف مينغ وانتشو البالغة 46 عاما في مدينة فانكوفر خلال تبديلها لطائرتها في كندا اثناء توجهها في رحلة من هونغ كونغ الى المكسيك، ما أدى الى تجدد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بعد توافقهما على هدنة في حربهما التجارية.

وتبادل البلدان خلال الأشهر الأخيرة فرض رسوم باهظة على سلع تجارية تتجاوز قيمتها 300 مليار دولار.

ويقول محللون إنّ مينغ ستكون ورقة مساومة في المفاوضات بينهما.

وستبقى مينغ محتجزة حتى الاثنين على الأقل حين تقرّر المحكمة ما إذا كانت ستسمح بالافراج عنها بكفالة.

وطلب محامي الحكومة الكندية جون جيب-كارسلي من المحكمة رفض اطلاق سراحها بكفالة، معتبرا أن مينغ متهمة “بالتآمر للتحايل على مؤسسات مالية”، ومؤكدا أنه في حال ادانتها سيحكم عليها بالسجن لأكثر من 30 عاما.

ويمكن لإجراءات التسليم في إطار اتفاق ثنائي بين كندا والولايات المتحدة أن تستغرق أشهرا وحتى سنوات قبل أن تصل الى نتيجة، بسبب إمكانات الطعن العديدة.

وترتبط كندا مع الولايات المتحدة باتفاق تسليم متهمين منذ سنين، يحتم عليها التعاون مع طلبات وزارة العدل الأميركية لتسليم المشتبه بهم.

لكن الاتهامات التي يواجهها المشتبه به المراد تسليمه يجب أن تكون أيضا جريمة في كندا، كما يجب أن تقرر محكمة كندية أن هناك أدلة كافية تدعم تسليم المشتبه به للسلطات الأمريكية.

وتم توقيف مينغ في اليوم الذي عقدت فيه قمة بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ اتفقا خلالها على هدنة في الحرب التجارية المستعرة بين البلدين.

وقال البيت الأبيض إنه أُبلغ مسبقا بتوقيف المسؤولة في المجموعة الصينية في اليوم نفسه الذي كان فيه ترامب يلتقي شي على العشاء.

والخميس، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أيضا أن توقيف مينغ ليست له دوافع سياسية. وقال “أستطيع أن اؤكد لكل واحد في هذا البلد إننا بلد يحترم استقلال القضاء”.

وقالت “هواوي” في بيان الجمعة إنها “ستواصل متابعة جلسة الاستماع حول الكفالة” الأسبوع المقبل، معربة عن “ثقتها بأن النظامين القانونيين الكندي والأمريكي سيتوصلان إلى النتيجة الصحيحة”.

وتؤكد الصين أنّ مينغ لم ترتكب أي مخالفات لا في كندا ولا في الولايات المتحدة، وتطالب باطلاق سراحها. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق