السلايدر الرئيسيشرق أوسط
عشر عمليات فدائية وقعت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في الضفة الغربية
فادي ابو سعدى
- قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تعقب منفذي عملية عوفرا وتقتحم مكاتب وكالة “وفا“
ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ قال مسؤولون كبار في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن رغبة الفلسطينيين في شن هجمات في الضفة الغربية قد ازدادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. وفي النصف الأول من عام 2018، وقعت سبع هجمات بالرصاص في منطقتي رام الله وغلاف القدس، ومنذ الهجوم على مفترق غوش عتصيون في أيلول، الذي قتل خلاله المستوطن آري فولد، تم شن حوالي عشر هجمات أو محاولات لتنفيذ عمليات فدائية.
وقال ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى لجيش الاحتلال “حدثت مؤخراً زيادة في مؤشرات العمليات”. وأضاف: “طرأت زيادة في عدد العمليات الفدائية، وكانت هناك محاولات من حماس لتوجيه هجمات في الضفة الغربية.
الهجمات التي توجهها حماس أكثر تعقيدا من الهجمات الفردية. “ومع ذلك، وبحسب المسؤول الرفيع فإن الهجمات الفدائية التي تقف وراءها حماس، يسهل إحباطها بسبب وجود بنية تحتية وتخطيط مبكر. وقال: “للمنفذ المنفرد بصمات قليلة ومن الصعب الوصول إليه قبل وقوع العملية، ولكن في الهجمات التي تنفذها البنية التحتية لحماس، نحن نعمل بشكل أفضل وهناك الكثير من عمليات الإحباط في مرحلة الاستعدادات”.
ومع ذلك، فقد وقعت في النصف الأول من عام 2018، سبع عمليات هجوم بالرصاص على الطرق الخاضعة للواء بنيامين (منطقة رام الله، البيرة وغلاف القدس). ويشعر الجهاز الأمني بالقلق أمام النجاح المتنامي للعمليات المنظمة في تنفيذ الهجمات ونقل ساحة النشاط من غزة إلى الضفة الغربية. ويرى أن أحد أسباب هذا الانتقال هو الرغبة في تحقيق الهدوء في قطاع غزة وإعطاء فرصة لعملية الترتيبات المتبلورة.
وأشار ضابط كبير في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، إلى أن أخطر العمليات التي وقعت في الضفة مؤخرا، هي تلك التي نفذها أشرف وليد نعالوه في المنطقة الصناعية بركان، قبل شهرين، علما ان قوات الأمن لم تتمكن من القبض عليه حتى اليوم. وقال: “الفدائي الذي يتمكن من الفرار يترك تأثيرا كبيرا على الأرض، ولهذا السبب تم نشر الفرقة العسكرية على نطاق واسع الآن”.
ويشار إلى أن بعض الحوادث التي وقعت منذ إطلاق النار في بركان كانت هجمات مستلهمة أو انتقامية، مثل طعن جندي الاحتياط في أكتوبر – انتقاما لمقتل الفلسطينية عائشة الرابي، 47 عاما، من قرية بديا، نتيجة رشق الحجارة على سيارتها بالقرب من مفرق تفوح.
وتلاحظ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن السلطة الفلسطينية وقواتها الأمنية تحاولان محاربة محاولات حماس لإشعال الضفة الغربية. وعلى غرار الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك، تقوم السلطة الفلسطينية باعتقال نشطاء حماس الذين يعملون على إنشاء بنية تحتية في الضفة الغربية، والعمل ضد الفدائيين المنفردين على الشبكات الاجتماعية.
في غضون ذلك يبين التحقيق الأولي الذي أجرته المؤسسة الأمنية عقب إطلاق النار على مستوطنين بالقرب من عوفرا، أنه تم تنفيذه من قبل فلسطينيين، قاد أحدهما السيارة، فيما أطلق الآخر النار على الإسرائيليين السبعة الذين أصيبوا.
وتواصل قوات الاحتلال البحث عن منفذي العملية، لكن، في هذه المرحلة، من غير الواضح لها ما إذا كانا ينتميان إلى أي منظمة أو عملا بمفردهما. وكشف التحقيق أيضا أن السلاح الذي تم استخدامه كان سلاحا قياسيا. وعادة ما يشير استخدام مثل هذه الأسلحة، كبنادق الكلاشينكوف أو بنادق M-16، إلى وجود بنية تحتية منظمة، مثل بنية حماس.
إلى ذلك، قال شهود عيان في رام الله إن قوة عسكرية إسرائيلية داهمت وفتشت مكاتب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”. ووفقاً للتقارير، فإن القوات قامت بفحص بطاقات هوية موظفي الوكالة وأجرت تفتيشا على خوادم الكمبيوتر والكاميرات الأمنية في المكاتب.
وفي أعقاب الهجوم على المكاتب، اندلعت اشتباكات بين القوة وعشرات من الشبان الفلسطينيين، أصيب خلالها فلسطينيان بالذخيرة الحية، وأربعة بالرصاص المطاطي و20 آخرين بسبب استنشاق الغاز، وفقا لمؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني. ووقع الهجوم على مكاتب “وفا”، بعد ساعات قليلة من اندلاع اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية في منطقة البيرة، شمال شرق رام الله. ووفقاً لتقارير فلسطينية، فإن قوات كبيرة من الجيش قامت بتفتيش المنطقة منذ الصباح بحثا عن منفذي الهجوم قر ب عوفرا.
وقال مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي: “في أعقاب الهجوم على مفترق عوفرا، يقوم جنود الجيش الإسرائيلي وشرطة حرس الحدود وقوات الأمن بتمشيط القرى في منطقة لواءي السامرة وبنيامين بحثا عن المنفذين. وفي الوقت نفسه، تستمر جهود الاستخبارات. وسيواصل الجيش الإسرائيلي العمل لاعتقالهم وضمان أمن السكان”.