السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
بعد المماطلة بدفع بدل الإيجار: المدمرة بيوتهم في غزة يسكنون مدارس الأونروا
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ تمتنع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عن دفع بدل الإيجار لأصحاب المنازل خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، فتوافدت تلك العائلات صباح اليوم الثلاثاء للسكن في مدارس الأونروا بعد طردهم من منازلهم لعدم دفعهم الإيجار منذ عدة أشهر.
ولا يزال نحو 1612 أسرة ممن هدمت منازلهم في العام 2014 دون مأوى ولم يتم إعادة إعمار منازلهم من جديد وكانوا يسكنون في منازل مستأجرة منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي، في حين كانت تتولى الوكالة الأممية بتسديد بدل الإيجار؛ ولكنها توقفت عن ذلك منذ عدة شهور ما فاقم معاناتهم وأوضاعهم الصعبة.
واستقبل موظفو وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” واللاجئون في قطاع غزة، يوم أمس الاثنين ، المفوض العام للأونروا “بيير كرهيبنول” ونائبه والوفد المرافق له الذي وصل إلى قطاع غزة ، عبر حاجز بيت حانون/إيرز شمال القطاع، بمسيرات حاشدة أمام مقراتها الرئيسة المنتشرة في القطاع، تعبيراً عن رفضهم لكافة القرارات التي تم اتخاذها بحق عدد من الموظفين والمواطنين خلال الأزمة المالية.
المواطن أبو محمد ارحيم(52 عاماً)، هدم منزله خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ولم يبقى له مكان يؤويه هو وعائلته المكونة من سبعة أفراد، سكن في بيت للإيجار تولت” الأونروا” دفع المبلغ، حتى يتم اعمار منزله.
يقول” منذ خمسة أشهر لم نحصل على دولار واحد من” الأونروا” وفي كل مرة نذهب لنطالبهم بالمبلغ، لدفع بدل الإيجار يتذرعون بالأزمة المالية التي يزعمون أنهم يمرون بها، فهذه أزمة مفتعلة ومقصودة، لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وسلب حقوقهم”.
ويضيف” نحن لم نتمكن من دفع المبلغ المستحق للإيجار لعدم توفر فرص عمل، وبعد تراكم المبالغ علينا أصبحنا مهددين بالطرد من المنازل لنبقى بالشارع لا يوجد لنا مأوى، فنحن قررنا أن نسكن في مدارس” الأونروا” كما فعلنا بعد تدمير منازلنا، لإيجاد حلاً بدل من بقائنا في الشارع”.
ويتابع” نحن لا نريد سوى حقوقنا، كل يوم نسمع أنه تم ادخال أموال من دول مانحة لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال خلال الحرب، ولم نرى شيئاً فمعاناتنا تزيد يوماً بعد يوم، فنحن نريد بناء منزلنا التي دمرت لكى نعيش بكرامة وينتهي مسلسل التشريد”.
ويلفت إلى أنهم لم يغادروا مدارس الأونروا إلا بعد تحقيق مطالبهم، ودفع بدل الإيجار ومعرفة مصيرهم.
في حين يقول المواطن سليم الغز (47عاماً)،” قررنا التوجه لمدارس الأونروا اليوم، بعد مماطلة الوكالة بدفع بدل الإيجار، فنحن قبل ذلك حذرنا بأننا سوف نتوجه إلى المدراس لنسكن بها في حال عدم التوصل لحل معناتنا وتوفير مبلغ الإيجار، فلا نريد سوى أن نعيش بكرامة”.
يضيف” وكالة الغوث تكفلت بنا منذ هدم منازلنا، وتعهدت بدفع بدل الإيجار، لحين توفر المنح لإعادة اعمار منازلنا، وكانوا يقدمون لنا طرود غذائية، فبدأو بالتقليص وحرمنا من الطرد الغذائي، وشيء فشيء أصبحوا حتى وصلت التقليصات إلى عدم دفع مبلغ الإيجار المستحق شهرياً”.
ويتابع” سنبدأ الأسبوع الجاري بخطوات تصعيدية كبيرة، تشمل الاعتصام الدائم أمام مكاتب ومقرات الوكالة، ومنع دخول وخروج الموظفين منها، والمبيت داخل مقرات ومدارس الوكالة في غزة لحين إيجاد حلول لإنهاء معاناتنا”.
وتعاني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأونروا” أزمة مالية خانقة، من جراء تجميد واشنطن 300 مليون دولار من أصل مساعدتها خلال هذا العام، وتقدّر الأمم المتحدة احتياجات “الأونروا” بـ217 مليون دولار، لاستمرار تقديم خدماتها وتوفير المساعدات الغذائية والدوائية للاجئين الفلسطينيين.