السلايدر الرئيسيشرق أوسط
إقليم كردستان العراق يترقب تشكيل حكومة قوية في ظل المحاولات الإيرانية لزعزعة وحدة الصف الكردي
سعيد عبدالله
ـ السليمانية ـ من سعيد عبدالله ـ يترقب الشارع الكردي في اقليم كردستان العراق المباحثات الجارية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاصل على المرتبة الأولى في الانتخابات البرلمانية التي شهدها الإقليم في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، والأحزاب الأخرى لتشكيل حكومة الاقليم في ظل استمرار التدخلات الإيرانية في شؤون كردستان.
وتمخض الاجتماع الذي عقده المكتبين السياسيين للحزبين الرئيسيين في الاقليم (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) اليوم الثلاثاء في أربيل عن اتفاق الجانبين على أربع نقاط رئيسية تمثلت بتنظيم العلاقات الثنائية بين الجانبين بشكل أفضل بشكل تكون مناسبة للمرحلة الحالية سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا بحيث تكون سندا لحكومة إقليم كردستان، والعمل على حل المشاكل العالقة بين حكومة الاقليم والحكومة الاتحادية في بغداد، وتذليل العقبات التي تقف أمام المباحثات بين أربيل وبغداد للمضي قدما لحل مسألة كركوك والمناطق المتنازع عليها الأخرى، مع التأكيد على ضرورة أن يكون الحضور الكردي في بغداد فعالا وقويا. وقرر الجانبان ضمن النقاط الأربع تشكيل لجنة لاعداد مشروع ينظم العلاقات بين الحزبين بشكل عام وتوحيد مواقفهما من القضايا داخل الاقليم وفي العراق وخارجه، إضافة الى تقديم الدعم اللازم للجنة الخاصة بتشكيل الكابينة التاسعة لحكومة إقليم كردستان.
وكشف قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني لـ”” أن وفدا رفيع المستوى من قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني سيجتمع غدا الأربعاء مع قيادة حركة التغيير، مؤكدا أن الاجتماع يأتي ضمن مباحثات الديمقراطي الكردستاني لتشكيل حكومة الاقليم الجديدة، وألمح القيادي في الديمقراطي الكردستاني الى أن حزبه يجري مباحثات مكثفة لتشكيل حكومة الاقليم بأسرع وقت ممكن، مبينا أن حكومة الاقليم الجديدة ستركز خلال الأعوام الأربعة المقبلة على تحقيق الاستقرار والحكم الشامل والعمل المشترك
وأعلن المجلس القيادي للحزب الديمقراطي الكردستاني في الاجتماع الذي عقده برئاسة زعيم الحزب مسعود بارزاني في 3 كانون الأول/ ديسمبر الحالي في أربيل عن ترشيح مسرور بارزاني، مستشار مجلس أمن إقليم كردستان الحالي لرئاسة حكومة الاقليم الجديدة، ورشحت نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الاقليم الحالية لمنصب رئيس الاقليم.
من جهته دعا كارزان عمر، مواطن من مدينة السليمانية، الأحزاب الكردية الى اجتياز خلافاتها والعمل من أجل توحيد الموقف الكردي وتشكيل حكومة قوية، وأضاف لـ”” “نحتاج حكومة قوية اقتصاديا وسياسيا تتمكن من مواجهة التحديات الإقليمية “.
أما المواطنة شهين سالم الموظفة في مدينة رانيا، فتؤكد لـ”” “ننتتظر حكومة قوية تنفذ الإصلاحات في كافة المجالات مع الحفاظ على الواقع الأمني في الاقليم كي تتمكن في ظل الأمن والاستقرار السياسي والاقتصاد الازدهار وتأمين الرخاء”.
ورغم التقارب بين الحزبين الرئيسين في الاقليم، الا أن المحاولات الإيرانية لزعزعة أمن الإقليم والسيطرة عليه من خلال الأطراف السياسية الكردية الحليفة لطهران مستمرة، وبحسب معلومات دقيقة حصلت عليها “” يعمل فيلق القدس الإيراني وقائده الإرهابي قاسم سليماني المتواجد في العراق منذ أشهر، على شق الصف الكردي وتقسيم إقليم كردستان الى ادارتين، ومن ثم الغاء نظام الإقليم الفيدرالي وتحويله الى محافظات تابعة للحكومة العراقية في بغداد، وتشير المعلومات الى أن سليماني زار خلال الأشهر الماضية مدينة السليمانية المحاذية لإيران والخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني الكردستاني عدة مرات اجتمع خلالها مع قياديين بارزيين في الاتحاد الوطني الكردستاني للإشراف على عمليات نقل الأموال الصعبة والنفط الخام من العراق عبر حدود مدينة السليمانية الى ايران رغما عن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على النظام الإيراني.
وبحسب مصادر كردية مطلعة، تورط الحرس الثوري الإيراني الذي يمتلك نفوذا واسعا في محافظة السليمانية المحاذية لإيران، خلال السنوات الماضية في العديد من أعمال العنف والفوضى الذي شهدها مدن الاقليم، فالنظام الإيراني يعتبر إقليم كردستان خطرا على مشروعه التوسعي في المنطقة، خصوصا أن قيادة الإقليم رفضت عدة مرات طلبات الحرس الثوري بفتح الطريق البري أمام إيران لنقل السلاح والجنود الى سوريا وميليشيا حزب الله اللبناني.
وهاجمت الميليشيات التابعة لإيران والحرس الثوري في تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي مدينة أربيل عاصمة الإقليم، لكن قوات البيشمركة تصدت للهجوم الإيراني وأوقفته عند ناحية التون كوبري شمال كركوك بعد معارك طاحنة قتل خلالها أكثر من 150 عنصرا من عناصر الحرس الثوري والميليشيات.
واعتبر علاء النشوع، الخبير السياسي والاستراتيجي العراقي التدخلات الإيرانية في الإقليم ضغطا تمارسه طهران ضد واشنطن، من خلال إقليم كردستان الذي يعتبره النظام جزءا من المصالح الأمريكية، “إيران تتدخل في الإقليم عن طريق بعض الاحزاب الكردية التي تؤيد السياسة الايرانية في المنطقة عبر التستر على القواعد الايرانية التي نصبت بالقرب من الحدود القريبة مع محافظة السليمانية ليتسنا للقادة الايرانيين التحرك والتدخل بسهولة في شؤون المنطقة والتأثير على القرار الامريكي في المنطقة”.
وأضاف النشوع أن امريكا قادرة على تقويض النفوذ الايراني من خلال الكثير من الفاعليات التي تقوم بها، سواء أكانت سياسية او على صعيد المصالح مع دول المنطقة وخاصة دول الخليج العربي وعلاقاتها الأخرى في المنطقة التي تستطيع من خلالها محاصرة ايران وجعلها تنهار اقتصاديا، الذي سيؤدي لاحقا الى انهيارها سياسيا أيضا.