السلايدر الرئيسيشرق أوسط

كاميرات المراقبة.. وسيلة الحماية “القاتلة للفلسطينيين” في ظل الاحتلال

فادي أبو سعدى

ـ رام الله ـ من فادي أبو سعدى ـ منذ أن نفذت عملية مستوطنة عوفرا الفدائية التي أصيب فيها سبعة إسرائيليين بجراح بين متوسطة وحرجة، وقوات الاحتلال تحاول الوصول بشتى الطرق للمنفذ، أو للخلية التي نفذت العملية، وذلك لن يتم بدون استخدام كاميرات المراقبة التي يضعها الفلسطينيون على محالهم التجارية وشركاتهم ووزاراتهم وحتى منازلهم كنوع من الحماية، التي تتحول في مثل هذه القضية إلى حماية قاتلة لهم ولمن نفذ العملية من المقاومة الفلسطينية.

ومنذ وقوع العملية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مدينة البيرة في محافظة رام الله، وهي التي تعتبر عاصمة السلطة الفلسطينية السياسية والأمنية حتى الآن. وجاء الاقتحام ليومين متتاليين لذات الشارع، لقناعة الجيش الاسرائيلي أن من نفذ العملية، لا بد له من سلوك هذا الشارع على وجه الخصوص، وبالتالي يريد جيش الاحتلال فحص الكاميرات في كل الشارع وكافة مداخله ومخارجه وطرقه الفرعية.

وأعلن جيش الاحتلال عبر تصريح رسمي، أنه قام بتعزيز تواجده على عدة طرق في وسط الضفة الغربية “أي رام الله ومحيطها” لزيادة الحراسة على الطرقات ومحيط المستوطنات. كما أعلن أنه يواصل البحث عن الخلية التي نفذت عملية إطلاق النار قرب مستوطنة عوفرا، لكن الجهد الاستخباري ينصب الآن على جمع المعلومات من خلال تسجيلات كاميرات المراقبة التي يتم جمعها.

وشمل الاقتحام الأول وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” وفي اليوم الثاني محيط وزارة المالية التابعة للحكومة الفلسطينية، وهي المقابلة لوكالة وفا. وقال ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن “الجيش لم يقتحم مبنى وزارة المالية، كما تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل إنه يهدف إلى الحصول على تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة”.

وتوغلت أكثر من أربعين سيارة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في البيرة، وأحاطت مقر وزارة المالية، واقتحم قوات الاحتلال أحد المحال التجارية، واحتجزت العاملين فيه، وصادرت تسجيلات لكاميرات المراقبة الخاصة.

ووفقًا لتقرير بثه التلفزيون الاسرائيلي فإن قوات الاحتلال تنفذ اقتحامات بشكل مكثف واستثنائي وبمشاركة قوات كبيرة حتى خلال ساعات النهار في مدينة رام الله وشط الضفة الغربية، كما تغلق المداخل جميعها، وتجري عمليات تفتيش دقيقة في كل مكان. وأعلن مصدر إسرائيلي أنه تم اعتقال أربعة شبان من داخل متجر شمال رام الله، لكن حتى الان لم يتمكن جهاز المخابرات الاسرائيلي من تحديد هوية منفذي العملية.

وحسب تقديرات جيش الاحتلال فإن الأمور تسير باتجاه الاعتقاد أن من نفذ العملية الفدائية هي خلية وليس منفذ واحد، وتأمل إسرائيل بالوصول للمنفذين في أسرع وقت ممكن، خاصة وأن العملية التي سبقتها والتي نفذت في مستوطنة “بركان” شمال الضفة الغربية، ما زال من نفذها حر طليق، لم تستطع قوات الاحتلال الإمساك به، رغم الاعلان عن هويته، واقتحام طولكرم مدينته ومنزله هناك أكثر من مرة منذ تنفيذ العملية.

وفي كل مرة تنفذ فيها المقاومة عمليات فدائية، تخرج أصوات سريعة من الفلسطينيين، وخاصة من الفصائل الوطنية والإسلامية، تناشد الفلسطينيين شطب تسجيلات الكاميرات في تلك المنطقة والمنطقة المحيطة لها، خشية من قدوم قوات الاحتلال الإسرائيلي لفحص هذه التسجيلات، وبالتالي نقوم “نحن الفلسطينيون” بمساعدة جيش الاحتلال من الوصول إلى الفدائي الفلسطيني الذي نفذ عملية ضد أهداف إسرائيلية في منطقة مُحتلة عسريًا، فيما وحسب القانوني الدولي المقاومة مسموحة في تلك المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق