أوروبا
تيريزا ماي تتعهد بمواجهة اقتراع بسحب الثقة في البرلمان “بكل ما لديها”
ـ لندن ـ تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الأربعاء بأنها ستواجه تصويتا بسحب الثقة من قيادتها لحزب المحافظين الحاكم، حيث أدت الاضطرابات بشأن استراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى تعميق الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد.
وبعد إعلان حزبها المحافظين أن نواب الحزب سيجرون في وقت لاحق اليوم تصويتا لحجب الثقة عنها، قالت ماي في كلمة، من أمام 10 داوننج ستريت، مقر إقامتها ومكتبها، :”سأكافح هذا التصويت بكل ما لدي”.
وأضافت أن أي تغيير في القيادة الحزبية أو الوطنية من شأنه تعريض اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي”بريكست” “الموجود بين يدينا الآن” للخطر.
وتابعت ماي قائلة إن من شأن هذا أيضا أن يخلق “حالة من الغموض لا نستطيع تحملها في الوقت الحالي”، وأضافت :”إضاعة أسابيع في تمزيق أنفسنا سيؤدي فقط إلى مزيد من الانقسام”.
وفي معرض حديثها في وقت لاحق أمام مجلس العموم، المجلس الرئيسي المنتخب في البرلمان ، حثت ماي أعضاء مجلس العموم على “الاعتراف بأن لدينا … واجبًا رسميًا لتحقيق نتيجة استفتاء [خروج المملكة المتحدة] الذي جرى في عام 2016”.
وقالت ماي “أعتقد أن أفضل طريقة للقيام بذلك هو اتفاق خروج جيد مع الاتحاد الأوروبي يحمي الوظائف ويحترم الاستفتاء، وأعتقد أن هذا هو الاتفاق الذي تفاوضنا عليه”.
أعلن جراهام برادي، رئيس ما يعرف باسم “لجنة 1922” النافذة في حزب المحافظين إن النواب سيصوتون في وقت لاحق اليوم لحجب الثقة من ماي، ذلك بعد تلقي 48 طلبا بهذا الشأن.
وستلقي ماي كلمة في اجتماع مجلس العموم في تمام الساعة 1700 بتوقيت جرينتش وسط تكهنات، عززها بيان للحكومة البريطانية، بأن رئيسة الوزراء قد تشير إلى أنها على استعداد للتنحي بعد مغادرة بريطانيا للتكتل الأوروبي في آذار/مارس 2019 ، ولكن قبل الانتخابات العامة المقبلة المقررة في عام 2022 ، في حال حظيت بدعم أعضاء المجلس.
وقالت الحكومة البريطانية “هذا التصويت لا يتعلق بمن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة، بل يتعلق بما إذا كان من المنطقي تغيير زعيم الحزب في هذه المرحلة من مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
ويجري التصويت بين الساعة 1800 و2000 بتوقيت جرينتش.
وتحتاج ماي إلى دعم ما لا يقل عن 158 نائبا من بين إجمالي 315 نائبا محافظا في البرلمان من أجل البقاء في المنصب.
وأعرب عدد من الوزراء في الحكومة البريطانية عن ثقتهم من أن تيريزا ماي ستفوز بالتصويت.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إنها حددت 174 نائبا من الذين أعربوا علنا عن دعمهم لماي، في حين تعهد 38 نائبا فقط بالتصويت ضدها.
وفي حال نجاة ماي من التصويت، فلن يكون من حق اللجنة الدعوة إلى تصويت آخر لحجب الثقة عنها قبل عام، أما إذا خسرت التصويت فلن يحق لها التنافس على قيادة الحزب.
ويأتي التصويت في أعقاب قرار ماي إرجاء تصويت كان مقررا إجراؤه خلال الأسبوع الجاري على الاتفاقية التي توصلت إليها مع الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بلادها من الاتحاد، إضافة إلى إقرارها بأن التصويت كان سيشكل هزيمة “كبيرة”.
واجهت ماي معركة شرسة من أجل إقناع البرلمان بالاتفاق. ويخشى المعارضون للاتحاد الأوروبي من أن الاتفاق يعني ارتباطا أقوى من المرغوب بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بينما يقول مؤيدو خروج أسهل إن الاتفاق سيذهب بالأمور بعيدا.
وقامت ماي يوم أمس بجولة أوروبية شملت برلين ولاهاي وبروكسل، أملا في الحصول على تنازلات من أوروبا.
إلا أن القادة الأوروبيين أكدوا أنهم لن يعيدوا التفاوض على اتفاق الانسحاب، وأنهم، في أحسن الأحوال، سيقدمون إيضاحات للاتفاق للمساعدة في تمريره من البرلمان. (د ب أ)