السلايدر الرئيسيشرق أوسط
ليلة الاغتيالات والاعدامات.. يد الغدر طالت نعالوة والبرغوثي.. وعملية طعن جديدة في القدس المحتلة استشهد منفذها وإصابة شرطيين إسرائيليين
فادي أبو سعدى
ـ رام الله ـ من فادي أبو سعدى ـ أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” أنه اعتقل عدة اثنين من الفلسطينيين متهمين بالضلوع في عملية إطلاق النار قرب مستوطنة عوفرا. وادعى الجيش الإسرائيلي، أن القوة الخاصة من المستعربين “جنود من جيش الاحتلال بزي مدني” حاولت اعتقال مشبوه بالقرب من قرية سردا، شمال رام الله، وأطلقت النار عليه بعد أن حاول الفرار.
ووفقاً لتقارير فلسطينية، بعد فترة وجيزة من الحادث، اعتقل الجيش الإسرائيلي مشتبه به آخر في الهجوم وحاصرت منزلاً في رام الله بالقرب من المقاطعة “مقر الرئيس الفلسطيني” في محاولة لاعتقال المزيد من المتهمين. ونتيجة لعمل القوات الإسرائيلية، اندلعت مواجهات بين الجنود والفلسطينيين في عدة مواقع في رام الله.
كما ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن الشاب المصاب استشهد بعد وقت قصير، وهو صالح البرغوثي، 29 عاماً، من قرية كوبر، شمال رام الله. وأعلن الهلال الأحمر أنه تم إبلاغه بوقوع جرحى في القرية وأنه أرسل طواقم طبية إلى المكان. وعثرت قوات الجيش الإسرائيلي في رام الله على المركبة التي استخدمها الفدائيون في الهجوم على المستوطنة.
والشهيد هو نجل عمر البرغوثي، أحد كبار قادة حماس في الضفة الغربية، والذي اعتقلته إسرائيل عدة مرات، وقبع في السجن الإسرائيلي لمدة 28 سنة متراكمة. كما تم اعتقال ابنه الأكبر عاصم في السجن الإسرائيلي لمدة 11 عاما بسبب نشاطاته ضد الاحتلال، بما في ذلك التخطيط لاختطاف جنود.
وقال أحد سكان كوبر الذي يعرف العائلة، لصحيفة “هآرتس” إن صلاح لم يُعرف بأنه ناشط من حماس وأنه من غير الواضح في هذه المرحلة ما إذا كان متورطًا في عملية عوفرا. ووفقاً للتقارير الفلسطينية، فقد أكد البرغوثي الأب، أن سيارة الأجرة التي أصابتها قوات جيش الاحتلال تعود إلى ابنه.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال قبل وقت قصير من استشهاد البرغوثي “قتلة دنيئين، أكثر المجرمين الأخساء على الأرض. قوات الأمن تطارد القتلة، وآمل أن نسمع قريبا أخبار حول الموضوع. لن نتوقف حتى نعثر عليهم وننفذ القانون بحقهم”. وقال الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين: “لن نرتاح حتى تقطع يد الإرهاب الإجرامي”.
وبعد عملية اعدام البرغوثي بسويعات قليلة، أعلنت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، استشهاد المُطارد أشرف وليد نعالوة، في اشتباكٍ مسلح مع الاحتلال داخل أحد المنازل في مخيم عسكر الجديد شمال شرق نابلس. ووفق بيانٍ لجهاز مخابرات الاحتلال “الشاباك” فإن القوة الخاصة “يمام” حاولت اعتقال نعالوة، لكنه خاض اشتباكاً مسلحاً مع أفرادها انتهى باستشهاده.
في السياق ذاته، أكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة شبّانٍ من عائلة بشكار خلال اقتحام المخيم، تزامناً مع اندلاع مواجهاتٍ في المكان. يُذكر أن الاحتلال يُطارِد المقاوم أشرف وليد نعالوة منذ تنفيذه عملية داخل مستوطنة “بركان” الصناعية في السابع من شهر أكتوبر الماضي، أسفرت عن مقتل مستوطنيْن اثنين وإصابة آخر.
من جهتها أصدرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بيانًا نعت فيه الشهداء، وهم الشهيد أشرف نعالوة الذي دوخ الاحتلال على مدار أكثر من 9 أسابيع بعد عملية بطولية نوعية في مغتصبة “بركان”، والشهيد صالح البرغوثي منفذ عملية مغتصبة “عوفرا” الإثنين الماضي شمال رام الله.
وأكدت الحركة في بيان وصل “” ان جذوة المقاومة في الضفة لم ولن تنطفئ حتى يندحر الاحتلال عن كامل أرضنا، ونستعيد حقوقنا كاملة غير منقوصة. وان خيار الشعب الفلسطيني هو المقاومة، وبها ندحر الاحتلال ونحرر أرضنا ومقدساتنا.
كما قالت ان الضفة المحتلة ستبقى عصية على الكسر، وإن اغتيالات الاحتلال الجبانة لن تثنينا عن حمل البندقية ومواصلة المقاومة، فقد عرف شعبنا خياره بالتحدي ولن يحيد أو يتراجع مهما كلف ذلك من ثمن. ودعت الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة للتوحد خلف راية المقاومة، مؤكدة أن دماء نعالوة والبرغوثي لن تضيع، وإن حماس وفصائل شعبنا المقاومة ستواصل مقاومتها ثأرا لدماء شهدائنا وحتى تحرير الأرض والإنسان.
من جهتها ترحمت حركة فتح على اروح الشهداء نعالوه والبرغوثي، وقال منير الجاغوب رئيس المكتب الاعلامي مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح، ان “الاحتلال يستطيع بقوته وجبروته ان يقتحم مدننا وقرانا ومخيماتنا، ولكنه لن يقحم الخوف والإرهاب الى نفوسنا. سنبقى صامدين في معركة الوجود فوق ارضنا الفلسطينية ولن نرحل باقون هنا”.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أعلن في القدس المحتلة فجر اليوم الخميس، استشهاد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في شارع الواد بالبلدة القديمة في القدس المحتلة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن شهود عيان قولهم، ان الاحتلال باغت الشهيد بأكثر من عشر رصاصات وتركته ينزف لأكثر من نصف ساعة، قبل أن يعلن عن استشهاده، بعد طعنه عنصرين من جنود الاحتلال.
وعقب والعملية، أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس، ومنعت الفلسطينيين من دخوله لأداء صلاة الفجر، ما اضطرهم للصلاة في الشوارع القريبة من الأقصى في أجواء باردة وماطرة.