السلايدر الرئيسيشرق أوسط

“سراديب تركيا المظلمة”… كيف يعتقل ويعذب اردوغان معارضيه؟

ـ اسطنبول ـ بث التلفزيون الألماني الرسمي تقريرا وثق فيه عمليات اختطاف وتعذيب نفذتها المخابرات التركية في داخل البلاد و9 دول أخرى ضد المعارضين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب التقرير، الذي أعده موقع “correvtiv.org” بعنوان “سراديب تركيا المظلمة”، فإن نظام أردوغان يستغل إمكانيات وقوة الدولة والمؤسسات الاستخباراتية التابعة لها، من أجل خطف الأشخاص المعارضين له داخل تركيا وخارجها، ويتحفظ عليهم لفترة طويلة ويمارس ضدهم كل أنواع التعذيب.

ورصد التقرير اختطاف أجهزة الاستخبارات التركية للمعارضين من عدد من الدول، بينها كوسوفو، والجابون، والسودان، ومولدوفا، وأذربيجان، وأوكرانيا، وماليزيا، وسويسرا، ومنغوليا.

ويضم التقرير مقطع فيديو لعملية اختطاف تمت في عاصمة كوسوفو بريتشينا بتاريخ 29 مارس/أذار 2018، في الساعة الثامنة صباحا، يظهر فيه شخصان يوقفان سيارة، كان الأول يتحدث مع السائق الذي يحمل اسم يوسف كارابينا، والثاني يتجول حول السيارة، ثم يمسك رجلًا يجلس في المقعد المجاور للسائق من رقبته، ويخرجه من السيارة عنوة.

يبدأ التقرير رحلة من كوسوفو في تمام الساعة الثامنة صباحا يوم الخميس الموافق التاسع والعشرين من مارس الماضي.
المكان: موقع ما على أطراف بريشتينا عاصمة كوسوفو.

تقف سيارتان من الحجم الكبير، إحداهما سيارة عائلية والأخرى سيارة للشرطة، إلى جوار مشتل لبيع أوعية النباتات وبذور الأشجار.

يقترب رجلان في زي الشرطة من سيارة أشارا إليها بالتوقف. بدا الأمر وكأنه عملية تفتيش روتينية للاشتباه.
يتحدث أحد عنصري الشرطة إلى السائق عبر النافذة. وفي الوقت نفسه، يدور زميله ببطء حول مؤخرة السيارة.
ودون سابق إنذار، يفتح ضابط الشرطة باب المقعد المجاور للسائق ويمسك شاغله من عنقه ويجبره على الخروج من السيارة.

تقفز امرأة فجأة من المقعد الخلفي للسيارة وتبدأ بالصياح.

وبينما يحدث كل هذا، يجذب الضابط الآخر السائق إلى خارج السيارة ويقيده بالأصفاد ويقتاده إلى سيارة الدورية.
يلحق به زميله سريعا ويبتعدان في عجالة.

تركض المرأة نحو الطريق وتحاول بكل ما أوتيت من قوة إيقاف سيارة. تصرخ مذعورة “نحن مدرسون! هذا أفعال أردوغان.”

قبل ذلك بدقائق قليلة، حطت طائرة رحالها غير بعيد في مطار بريشتينا الدولي. كانت طائرة خاصة من نوع بومباردييه شالينجر مسجلة بالكود (تي.سي-كيه.إل.سي).

عند الساعة العاشرة صباحا تقريبا، تقلع الطائرة مرة أخرى وعلى متنها سائق السيارة التي تم اعتراض طريقها، وخمسة رجال آخرين.

كانوا جميعا باستثناء واحد فقط مدرسين في مدرسة محمد عاكف في بريشتينا. أما الوجهة الرسمية للطائر فكانت قاعدة عسكرية قرب أنقرة.

لحسن الحظ، التقطت كاميرات المراقبة قرب المشتل المجاور للطريق ما جرى من البداية إلى النهاية.

وتنفذ المخابرات التركية أعمال الترحيل والاختطاف غير القانوني في مختلف دول العالم لمعارضيها منذ انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز عام 2016 من خلال التنسيق مع أجهزة مخابرات تلك الدول أو حتى دون تنسيق.

ونقل التقرير عن نائبة برلمانية في دولة كوسوفو قولها عن حادثة الاختطاف هذه: “إنها أخطر حادثة منذ استقلالنا ضربت سيادة كوسوفو بعرض الحائط، ومن المؤسف أن هناك من تورط في هذه الحادثة من موظفي أجهزتنا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق