شرق أوسط
اسرائيل تواصل مطاردة منفذي الهجمات في الضفة الغربية ومزيد من الضغوط على نتانياهو
ـ رام الله ـ تواصل القوات الاسرائيلية الجمعة مطاردة فلسطينيين نفذوا هجمات في اليومين الاخيرين، وذلك بعد أشهر من الهدوء النسبي في الضفة الغربية المحتلة، ما يعرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لمزيد من الضغوط من جانب حزبه اليميني.
وشهدت الضفة الغربية المحتلة حيث يقيم 400 الف مستوطن الى جانب اكثر من 2,5 مليون فلسطيني، الخميس هجوما على اسرائيليين هو الثالث في شهرين.
وتساءلت صحيفة يديعوت أحرونوت الجمعة في صفحتها الاولى “كيف يمكن تجنب انتفاضة؟” جديدة.
وقتل جنديان الخميس وأصيب جندي ومدنية بجروح بالغة حين ترجل شخص من سيارته وأطلق النار على موقف للحافلات قرب مستوطنة جعفات آساف القريبة من رام الله، وهي منطقة تجاور فيها المستوطنات الاسرائيلية القرى الفلسطينية. ولاذ مطلق النار بالفرار.
وأعلن الجيش الاسرائيلي بعدها إرسال تعزيزات مع اغلاق مداخل مدينة رام الله التي تشكل مقرا للسلطة الفلسطينية.
واندلعت مواجهات بين فلسطينيين والقوات الاسرائيلية في أمكنة مختلفة. ورشق مستوطنون يطالبون بالرد على الهجمات سيارات فلسطينية بالحجارة. وتعرض سائق عربي لحافلة اسرائيلية عامة لضرب مبرح بأيدي يهود متشددين في مستوطنة موديعين عيليت.
والجمعة، أصيب جندي اسرائيلي بجروح بالغة في هجوم جديد قرب مستوطنة بيت ايل حين هاجمه فلسطيني بسلاح ابيض وحجارة، وفق ما أفاد الجيش.
وفي هذه الاجواء المتوترة، دعت فصائل فلسطينية بينها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الى التظاهر بعد صلاة الجمعة.
وكانت حماس تبنت الهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين من الاسرائيليين في السابع من تشرين الاول/اكتوبر، إضافة الى هجوم آخر الاحد أسفر عن وفاة رضيع. وتوجه اسرائيل أصابع الاتهام الى حماس في هجوم الخميس.
ويسود التوتر الضفة المحتلة بعد أشهر من المواجهات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد اكثر من 230 فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي.
ثلاثة اهداف
وكتبت صحيفة اسرائيل هايوم أن حماس تحرك خلاياها في الضفة الغربية لتحقيق ثلاثة أهداف، “الانتقام للوضع في غزة وتقويض مواقف السلطة الفلسطينية ومواصلة الجهاد ضد اسرائيل”.
وتحيي حماس التي ترفض الاعتراف بوجود اسرائيل، الجمعة الذكرى الحادية والثلاثين لتأسيسها.
واغتالت القوات الاسرائيلية هذا الاسبوع فلسطينيين ينتميان الى حماس، قالت إنهما نفذا أو كانا ضالعين في هجمات تشرين الاول/اكتوبر والاحد. واعتقلت ليلا نحو اربعين فلسطينيا اعتبرت أنهم عملاء لحماس.
وتوصلت اسرائيل وحماس الى هدنة في قطاع غزة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر بعد تصعيد للتوتر كاد يؤدي الى اندلاع حرب جديدة. لكن وسائل الاعلام نقلت عن نتانياهو تحذيره للحركة من ان الهدنة في غزة لا يمكن ان تتزامن مع شن هجمات في الضفة الغربية.
وبات نتانياهو يقود اليوم غالبية ضعيفة في ضوء رفض قسم من ائتلافه الحكومي وقف اطلاق النار في غزة، ويواجه اليوم ضغوط المستوطنين ومحاميهم.
وأعلن الخميس انه يعتزم اضفاء طابع “قانوني” على آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية.
وجميع مستوطنات الضفة الغربية غير قانونية استنادا الى القانون الدولي. كذلك، يعتبر قسم كبير من المجتمع الدولي أن الاستيطان يبقى العقبة الأكبر أمام تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
من جهتها، تميز إسرائيل بين المستوطنات التي وافقت على تشييدها وتلك “العشوائية”.
وأمر نتانياهو بنشر مزيد من القوات وإقامة مزيد من الحواجز على طرق الضفة الغربية. وهدفه ايضا هو تدمير منازل منفذي الهجمات خلال 48 ساعة، وخصوصا بعدما تظاهر مئات من المستوطنين الخميس أمام منزله منددين به.
وتراوح مطالب هؤلاء بين استمرار إغلاق طرق الضفة وتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال عضو الكنيست القومي المتدين بيزاليل سموتريتش، وهو أيضا مستوطن، “اذا واصل الفلسطينيون التحرك بحرية وذبحنا، فلا سبب لاستمرار هذه الحكومة يوما واحدا إضافيا”.