السلايدر الرئيسيشرق أوسط
فلسطين: الضفة المحتلة على أعتاب انتفاضة جديدة بأدوات وأساليب حديثة
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ تعيش الضفة الغربية أجواء انتفاضة شعبية حقيقية، جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه موجات من الشباب المقاومين في كل مكان يحاول اقتحامه، فالهجمة الشرسة التي شنها الاحتلال ضد مدن الضفة الغربية، لا تزيد الفلسطينيين إلا تصميمًا على التصدي للاحتلال بالمقاومة الشعبية، ولا يعمق إلا إدراكه بأن الاحتلال لن يردع إلا بمقاومته والتصدي له.
الضفة الغربية تشتعل رغم محاولة التقليل مما يحدث على اعتبار انها هبات لأيام ويمكن السيطرة عليها وإخمادها وتذهب أدراج الرياح، ولكن ما يسجل من أعمال للمقاومة واحتدام المواجهات اليومية في كل مناطق الضفة الغربية، والمداهمة التي تقوم بها قوات الاحتلال وحملات الاعتقالات الواسعة بصفوفهم وسقوط أعداداً من الجرحى وإعدام منفذي العمليات الفردية”.
ويقول القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رباح مهنا “عملية رام الله التي جاءت رداً على إعدام ثلاث مقاومين بالضفة الغربية، هى رسالة من الشعب الفلسطيني إلى الاحتلال، أن قواعد اللعبة قد تغيرت وأن الدم سيقابله الدم، وأن الشباب الثائر لن يرضى بالذل والمهانة بعد اليوم”.
احتدام المواجهة
ويتابع : لا يمكن بأي حال أن تضمن القوة العسكرية الاحتلالية أمنهم وسلامتهم خاصة مع الطبيعة الجغرافية للضفة الغربية، ومواقع المستوطنات المحاذية للتجمعات السكانية الفلسطينية من شأن ذلك ان يسهل الاحتكاك المباشر بين كلا الطرفين وتداعيات ما سينتج عن احتدام المواجهة واقع لا يُمكن ان تحتمله دولة الاحتلال، ولا جماعات المستوطنين رديف القوة الاحتلالية في مستوطناتهم , هم اجبن من أن يواجهوا .
وأضاف “مجتمع الاحتلال الإسرائيلي يتمثل “بالمجرمين واللصوص، لصوص الأوطان وقتل الأطفال والنساء وهدم المستشفيات والمدارس والمؤسسات والبيوت فوق رؤوسها”، لافتاً إلى أن (إسرائيل)، تتحدث عن “تطوير منظومة الدفاع وليس الهجوم”، موضحًا أن ذلك يمثل كسرًا للنفسية الإسرائيلية.
الكفاح المسلح
وتابع ما يجري في الضفة يعطي إرهاصات واضحة لإمكان اندلاع انتفاضة شعبيّة تشمل كلّ أدوات النضال وأشكاله، بدءاً بالمظاهرات والاشتباكات مع الاحتلال على الحواجز، ومقاطعة إسرائيل، والذهاب إلى المحاكم الدوليّة، وصولا إلى الكفاح المسلح، والقيادة الموحّدة هي من تقرّر أيّ الأدوات ستستخدم في حال تمّ تشكيلها”.
ويضيف الأحداث الجارية في الضفة تُعيد للأذهان صور الانتفاضة الاولي التي انطلقت شرارتها من مخيم جباليا وانتقالها لكل الأراضي المحتلة يوم التاسع من ديسمبر من العام 1987م بعفويتها ومشاركة كل أطياف الشعب الفلسطيني في المواجهات الى ان تم تشكيل قيادة للانتفاضة توجهها استطاعت ان تُخرج القضية الفلسطينية من حالة التيه وتُعيدها لدائرة الاهتمام الدولي والأمر ذاته الآن يجب آن يكون مع الأحداث المشتعلة والغاضبة ضد قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه في الأراضي الفلسطينية.
توجيه العمل الوطني
ويردف بقوله “وجود قيادة وطنية موحدة من كل الفصائل الفلسطينية مهم وضروري لتوجهها وتطوير أداءها وأدواتها نحو فعل جماهيري له أهدافه ومهامه وأهمها إنهاء الانقسام وإعادة توحيد كل مكونات الشعب الفلسطيني و توجيه العمل الوطني نحو الاحتلال وحده، ليكون مؤثراً بكل فعله متجاوزا كل العوائق في إطار موحد تقوده القوي الحية تنقل المعاناة الفلسطينية لكل العالم، ليقف عند مسؤولياته الأخلاقية و الإنسانية وينهي احتلال ارض ويرفع المعاناة عن شعب شُرد وطرد من موطنه”.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صالح رأفت” ستشهد مدن الضفة الغربية انتفاضة شعبية جديدة، بعد سلسلة الاعتداءات الأخيرة، واقتحام القرى والبلدات بالضفة، وتنفيذ الإعدامات بحق ثلاثة شبان بدم بارد”.
ثم أضاف” سوف سكون هناك تحرك فلسطيني على كافة المؤسسات الدولية.الاحتلال الإسرائيلي اعتدى على كافة المواثيق والأعراف الدولية، فيجب دعم وتعزيز المقاومة الشعبية في الضفة الغربية”.
وفي السياق ذاته ، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في تصريحات صحفية “الضفة الغربية المحتلة تتغير فالسنوات العجاف التي عاشتها الضفة أزف رحيلها وهناك صفحة جديدة مع المحتل فتحت بالدم والشهادة والبارود والنار.. وان هناك شيء سيتغير، بل بدأ يتغير بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”، هذه الكلمات كافية لجعل العدو يقلق بشكل كبير على مستقبل جنوده ومستوطنيه في الضفة الغربية،
وأضاف” على العدو ان يتحضر لمواجهة مرحلة جديدة ومقبلة تختلف عن الماضي وان “الخطر” الذي يحاول العدو إبعاده عنه أو مواجهته سواء في جبهة قطاع غزة او غيرها من الجبهات، سيأتيه من الداخل ومن حيث يخشاه بشكل جدي وكبير اي من الضفة الغربية والقدس وبقية الأراضي المحتلة، بما يهدد امن الكيان الغاصب ليضع مصيره على المحك، خاصة إذا ما تماهت هذه المقاومة مع القدرات المتراكمة والمتعاظمة في غزة ناهيك عن قدرات المقاومة الإسلامية في لبنان وحساسية الوضع في جبهة الجولان بالنسبة للعدو، كل هذه الأوضاع تجعل الأمر أكثر خطورة للصهاينة عما في السابق وستدفعهم إلى التفكير مليا بالبركان الذي يغلي سينفجر ثورة فلسطينية متجددة في كل مناطق الضفة الغربية”.