السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
شباب الجزائر يصر على المغامرة رغم هيجان البحر …إحباط محاولة 14 مهاجر غير شرعي إلى أوروبا
نهال دويب
ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ لم يمنع الهيجان ” المخيف ” للبحر والأمواج العاتية التي ضربت شواطئ عدد من المدن الساحلية وانخفاض درجة الحرارة خلال الساعات الماضية، الشباب الراغبين في الوصول إلى الضفة الأخرى من ركوب ” قوارب الموت “.
وأعلنت قوات خفر السواحل الجزائرية، اليوم السبت، إحباط محاولة 14 شخصا كانوا يحاولون الهجرة غير الشرعية من شواطئ غربي البلاد باتجاه السواحل الأوروبية.
وقالت قوات خفر السواحل الجزائرية، في بيان لها، إن عناصرها اعترضت محاولة 14 شخصا يحاولون الانطلاق من سواحل (أرزيو) بولاية (وهران) غربي البلاد باتجاه أوروبا في هجرة غير شرعية على متن قارب تقليدي الصنع.
ويتراوح أعمار المهاجرين غير الشرعيين ما بين 19 و 35 عاما، بينهم طفلة في الخامسة من العمر.
وأضافت قوات خفر السواحل، أنه تم اقتياد المركب وإعادته إلى اليابسة وتحويل ستة من الموقوفين إلى مركز صحي بسبب معاناتهم من انخفاض في درجة الحرارة فما تم تسليم البقية للسلطات القضائية.
وتزامنا مع هذه العملية، لفظت أمواج البحر بمحافظة الشلف, غربي البلاد، جثتين لشابين، بعدما كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا.
وكشفت مصالح الدفاع المدني، أن الجثتين اللتين عثر عليهما يرجح أنهما لمهاجرين غير شرعيين تُوجدان في حالة متقدمة من التعفن، تم نقلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى محلي، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة لتحديد هويتهما.
وتحولت بعض الشواطئ الجزائري إلى مسارح لحوادث مأساوية، أبطالها شباب جزائريون يرغبون في الوصول إلى الضفة الأخرى لتحقيق ” الحلم “، لكن يجهل الكثير منهم ما ينتظرهم هناك للأسف بدليل ما ينشر يوميا عن ” أبطال الهجرة العربية ” الذين وصلوا وتخطوا عقبة البحر، فالكثير منهم ينام في الأزقة وسط الجرذان، يقتاتون من المزابل فيما يضطر البعض الأخر إلى امتهان السرقة للظفر بلقمة تسد رمقه في آخر اليوم.
وكشف تقرير حقوقي أصدرته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، اليوم السبت، أن ” الآلاف من الشباب الجزائريين يغامرون بحياتهم وحياة أطفالهم ومستقبلهم، فالهجرة غير الشرعية ترتفع يوما بعد يوما وسنة بعد أخرى”.
واستدل التقرير الحقوقي بإحصائيات قيادة حرس السواحل التابعة للقوات البحرية، بان قوات حرس الشواطئ للقوات البحرية سجلت في سنة 2015 إحباط محاولات هجرة غير شرعية لـ 1500 مهاجرا غير شرعي، وفي سنة 2016 بأن قواتها أحبطت محاولات غير شرعية 1206 مهاجرا غير شرعي، أما في 2017 فتم إحباط محاولات هجرة غير شرعية لـ 3109 مهاجرا غير شرعي، كما تم أيضا في سنة 2018 إحباط محاولات هجرة غير شرعية لـ 2402 مهاجرا غير شرعي.
وحسب الأرقام التي تحوز عليها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين عبر حدود القارة الأوروبية البرية البحرية والجوية بلغ أكثر من 14 ألف مهاجر غير شرعي خلال سنة 2017، و 12700 خلال 10 اشهر من سنة 2018 وشملت قرارات الترحيل نصف عدد الموقوفين.
وقالت الرابطة إن البحر أصبح يحصد أرواح شباب في عمر الزهور.
وحمل التقرير الحقوقي الاتحاد الأوروبي الذي يرفض منح تأشيرة الدخول الى ترابه، وصار الحل الوحيد لدى الشباب هو تبني رحلة الموت.