شرق أوسط
وزير الخارجية الإيراني يستبعد إجراء حوار مع واشنطن عقب انسحابها من الاتفاق النووي
ـ الدوحة ـ أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجددا اليوم السبت أن إيران لن تتحدث مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي إلا إذا تراجعت أمريكا عن انسحابها من الاتفاق، مضيفا ليس من سبب يدعو للحوار لأن الاتفاق هو نتاج حوار طويل وصعب وهو ما تحاول الولايات المتحدة التقليل من حجمه وقيمته.
وقال ظريف في جلسة خاصة ضمن أعمال منتدى الدوحة الثامن عشر والذي ينعقد بالدوحة تحت عنوان “صنع السياسات في عالم متداخل”، لن نتحدث الى شخص يضع علينا 12 شرطا للتفاوض.
وتابع ظريف “لا نطلب منهم المستحيل – أمريكا – فقط ألا يكونوا عدائيين تجاهنا بهذه الطريقة “، مشيرا إلى أن الحوار الذي جرى مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي كان جيدا ووفرنا خلاله كافة الوثائق ويجب احترام مخرجات ذلك الحوار ” ولن يكون هناك نقاش مجددا إلا إذا عدلت الولايات المتحدة عن انسحابها من الاتفاق وسعيها لإجهاضه “.
واستطرد ظريف قائلا إن الرئيس الأمريكي الحالي لا يحب سلفه ويسعى لفرض رؤية جديدة علينا.
وفي رد على سؤال مديرة النقاش روبن رايت الكاتبة بمجلة نيويوركر والباحثة في مركز وودرو ويلسون حول الانقسام بين الإيرانيين في التعامل مع الولايات المتحدة، قلل ظريف من أهمية الانقسام، قائلا من حسن الحظ إن هناك نقاشا مفتوحا والاختلاف موجود وإن البعض يرى فيه أمرا كارثيا وآخرون يرون بجدواه والبعض يرى أن الاتفاق النووي سيئ وآخرون يرون فيه اتفاقا جيدا، ويرى البعض أن على الولايات المتحدة أن توفي بتعهداتها بشأن الاتفاق.
ونوه ظريف إلى أن الخلاف يدور دوما حول السياسات الإيرانية الخارجية وأن 85 % من الإيرانيين يدعمون الاتفاق النووي، فيما يرى 15 % أن الولايات المتحدة ليست بشريك موثوق.
وفيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، أوضح ظريف أن طهران تواجه ضغوطا اقتصادية بسبب العقوبات، فأمريكا دولة عظمى وبإمكانها إحداث ضغوط مؤثرة على الدول الأخرى.
ومضى يقول إنهم يفرضون علينا عقوبات كما يفرضون عقوبات وغرامات مالية على من يتعامل مع إيران” ولهذا نجد صعوبات في إيجاد مؤسسات مالية قادرة على التعامل معنا وقادرة على تغطية تأمين تعاملاتها معنا”.
وقال ظريف إذا كان هناك من دولة في العالم تتقن الالتفاف على العقوبات فهي إيران، موضحا أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران على مدى أربعة عقود هي فرض العقوبات عليها، ونحن الآن أكثر قدرة على مواجهتها ولسنوات بقينا برغم العقوبات وسنبقى لفترة 40 عاما أخرى” .
وحول آفاق الحوار مع السعودية، قال وزير الخارجية الإيراني إن الأمر يتطلب بعض الوقت. مضيفا أن ” رقصة التانجو تحتاج لطرفين ، وإذا طلب أحدهم الزواج من امرأة فعلى النصف الثاني أن يقبل “.
وأوضح ظريف أن من صميم سياسة السعودية أن تمضي في خلق التوتر في العلاقات في المنطقة، مشيرا إلى أن الرياض لا تريد خفض التوتر في العلاقات وترى أن من مصلحتها زيادة التوتر.
وحول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قال ظريف إنه شأن داخلي وإيران لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى والأمر متروك للشعب السعودي وهذا شأنهم، لكن ما حدث في اسطنبول أمرا مؤسفا وغير مقبول ” لكنه ليس أكثر سوءا مما يجري في اليمن خلال السنوات الأربعة الماضية حيث قتل حوالي 85 ألف من الأطفال والملايين يواجهون الكوليرا وهي أسوأ أزمة انسانية يشهدها التاريخ المعاصر للعالم “.
وأعرب الوزير الإيراني عن تمنياته بأن الاتفاق الذي تم في استكهولم بين وفدي الحكومة اليمينية وجماعة أنصار الله الحوثية سيضع نهاية للمأساة التي يعيشها اليمن .
وتابع ظريف قائلا إن إيران قد تقدمت في نيسان/ أبريل 2015 بمقترحات لإنهاء الحرب في اليمن تضمنت وقفا لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لضحايا الحرب والحوار بين اليمنيين وإشراك الحكومات من دول الجوار. (د ب أ)