السلايدر الرئيسيشرق أوسط
تسجيل صوتي لعجوز أردنية وزوجة ابنها يتحول إلى “أيقونة” تحمل اسقاطات سياسية
رداد القلاب
ـ عمان ـ رداد القلاب ـ تحولت قضية تسجيل مكالمة بسيطة بين عجور اردنية وزوجة ابنها حول”شرشف” الهدية التي حصلت عليها العجوز من احد معارفها ابان زيارته المملكة العربية السعودية إلى جارتها، إلى موجة ساخرة بين الاردنيين وتم استخدام القصة في اسقاطات سياسية.
التسجيل الصوتي “البسيط” بين العجوز وزوجة ابنها، حيث فجر غضب الوالدة واتصلت بولدها بطريقة محكية وعنيفة “صراخ ” تطالبه بإعادة “الشرشف ” ورافضة اي تعويض او بدل نقدي وسط تعليقات شعبية من الامهات ترافق حالات مشابهة.
وتحولت القضية البسيطة إلى قضية رمزية وذلك بحسب مقال لاستاذ العلوم السياسية د. يوسف ربابعة الذي قال :” القصة على المستوى الأدبي تحولت إلى حالة رمزية تلبس قناعا لتكشف عن جوانب سياسية قد يكون الكشف عنها من المحرمات، أو استخدام الرمز للسخرية ضمن أوعية حاملة لدلالات متعددة، فالحجة قد تكون امرأة وقد تكون مجموعة وقد تكون شعبا بكامله، والشرشف قد يكون قطعة قماش وقد يكون شركة أو مؤسسة وقد يتحول إلى وطن، أما “الكنّة” فقد تكون امرأة بسيطة وقد تكون وزيرة أو أميرة أو ملكة، والابن قد يكون موظفا أو مسؤولا أو وزيرا أو أميرا أو ملكا، حيث يتسع الرمز تحت الغطاء لانكشافات متعددة بحسب المتلقي.
ويضيف د. الربابعة في مقال نشره موقع “نيسان “الالكتروني الاردني : يبدو مطلب الحجة التي في الفيديو بسيطا عند الناس، بوصفها غاضبة من قضية ربما لا يجب الالتفات إليها، لكنها من وجهة نظر إنسانية فهي تعبر عن فكرة وليس عن قيمة مادية للشرشف، فكرة الهدية والتصرف بها على غير الوجه الذي أُهديت من أجله، وهذه قضية مهمة على المستوى الإنساني، لأن “الهدية لا تُهدى ولا تُباع”.
وتداول الاردنيين على مدار اليومين الماضيين الحديث الهاتفي البسيط والعادي بين أم عجوز وإبنها تُصر فيه بلغة شعبية دارجة على استعادة شرشف قماشي قد اصبح متداولا على نحو عاصف وغير مسبوق بين الاردنيين.
ويعلق الاكاديمي الاردني الربابعة بالقول: عملية البحث عن الشرشف لا تهدف لإيجاده، بل المطلوب أن يبقى البحث مستمرا، ليكشف عن دلالات جديدة، وليستر أي دلالة قد يكون التعبير عنها ممنوعا، أو يعرض صاحبها للملاحقة، وبخاصة مع الحديث عن قانون الجرائم الإلكترونية. فلم يعد الشرشف قطعة قماش رخيصة السعر، بل أصبح تعبيرا غاليا قد يكلف صاحبه ثمنا باهظا في حالة الانكشاف …… صحيح أن الشرشف يتستر بالرمز لكنه يكشف الدلالة بكل وضوح وبلا غموض.
وغصت مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة بتعليقات هائلة ساخرة كما حملت صور لاطفال وشيوخ ونساء تطالب باستعادة “الشرشف ” بالتزامن مع عملية اسقاط سياسي “فكاهية ” بسبب ذلك التسجيل العادي ، الذي كان يمكن ان يثير الضحك فقط لولا الحراك الشعبي حيث استعمل معارضون بارزون وحراكيون بالجملة وموظفون في الدولة واقعة الشرشف عشرات المرات.
يبقى الشخص الذي صور الفيديو “مجهولاً” ، والذي فتح تسخير الفيديو على كافة الاحتمالات، سواءا بقصد او بدون قصد، لأن صورة “الشرشف “جعلت القصة مكتملة الأركان، في ظل احتجاجات اسبوعية كل خميس تدعو إلى الحكومة وتغيير النهج ومطالبة باستعاد اموال الاردنيين المنهوبة من قبل فاسدين منهم معروف ومنهم مازال غير معروف .
وبدأت قصة “الشرشف ” الاردني سعودي الأصل عندما قامت سيدة اردنية بزيارة منزل ولدها المتزوج وحملت معها هدية هي عبارة عن “شرشف ” من القماش احضرته من السعودية، التي يحج اليها الاردنيون لاداء مناسك الحج والعمرة وزيارة الحرمين الشريفيين وقبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، لتكتشف العجوز لاحقاً ان زوجة ابنها أهدت الشرشف.
.
يا جماعة الخير .. العجوز هي عجوز حورانية من درعا / سورية .. واللهجة واضحة مية بالمية .. شكرا لكم