السلايدر الرئيسيشرق أوسط
الأردن: مسجد “ارطغرل” يثير خلافا سياسيا في جرش .. وحكومة الرزاز لا تغض الطرف عن الاسلاميين او السفارات الاجنبية
رداد القلاب
ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ يبدو ان وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الاردنية ستدخل على خط الخلاف الناشب في قرية كفر خل التابعة لمحافظة جرش، شمالي الأردن بإلغاء تسمية مسجد القرية بإسم “ارطغرل ” والتي يقف خلفه انصار للحركة الاسلامية في المدينة.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية، لـ””، بإلغاء تسمية مسجد “ارطغرل ” في مدينة كفر خل التابعة لمحافظة جرش السياحية شمالي البلاد، وذلك فضا للاشتباك والجدل الحاصل بسبب التسمية لمسجد القرية والتي تتهم عناصر مقربة من الحركة الاسلامية في القرية بالوقوف خلف التسمية.
إلى ذلك نفى المصدر، التهمة الموجهة للحكومة الأردنية بمحاباة التيار الاسلاميين او حالة الغزل القائمة بين الطرفين وعلى حساب التيار المدني في البلاد وذلك من خلال التقارب بين حكومة الدكتور الرزاز منذ تسلمها مهام رئاسة الوزراء وما رافق تلك العلاقة مع نواب كتلة الاصلاح الاسلامية (جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي)، والتصريحات التي اطلقها الرزاز، أثناء اجتماعه بالكتلة الاسلامية في مجلس النواب الاردني، حيث أكد وقوفه ضد العلمانية في البلاد، وذلك رداً على نواب “الإصلاح” تحت القبة خلال جلسات الثقة بالحكومة في 19 تموز الماضي 2018.
وأكد ، على أن الوزارة ستقوم بتغيير اي تسمية قد تحمل دلالات خطرة او إثارة الرأي العام او التسبب في خلاف وشق صف الوحدة الوطنية في البلاد وكذلك إلغاء التسميات المخالفة لتعليمات ونظام التسمية المتبع في الوزارة والتي تنظم التسميات في البلاد.
وأوضح، ان التسمية لم تتم بعد وان الوزارة طلبت من مدير اوقاف محافظة جرش تقديم تقرير مفصل حول تمويل بناء المسجد والتسمية لعرضها على لجنة في الوزارة تنظر بتطبيق تعليمات التسمية، لافتا الى ان بعض الممولين لبناء المساجد يقترح اسما وغالبا ما تلبى رغبته وهذا خاص بالمساجد الواقعة في المحافظات والتي تتبع لتنظيم البلديات.
إلى ذلك عبر مواطنون في مدينة جرش الاثرية رفضهم لتسمية مسجد لبلدة كفرخل باسم “ارطغرل “، متهمين مناصري للحركة الاسلامية بالوقوف خلف التسمية، مشددين رفضة التسمية بسبب كثرة اسماء الصحابة الاجلاء وشهداء الاردن منهم ابن القرية الشهيد قائد فريق المهمات الخاصة محمد نواصرة.
كما رفض مواطنو المدينة تسييس المساجد وبيوت الله والمدارس والشوارع باعطائها اسماء يفرضها تيار معين في البلدة وذلك وبحسب ابن مدينة كفر خل الصحفي سامي محاسنة لـ””.
وفيما يقف على الطرف الاخر، مواطنون مؤيدون للتسمية المسجد بهذا الاسم، بسبب القيمة التاريخية التي يحملها الاسم.
رفض عضو في الحركة الاسلامية في الاردن ، الاتهامات المتمثلة بمحاباة رئيس الوزراء د. عمر الرزاز ووزير الداخلية سمير مبيضين ، باستصدار قرارات تتماشى مع الحركة كذلك الاستجابة السريعة لطلبات نواب كتلة الاصلاح الذراع النيابي لحزب جبهة العمل الاسلامي الارددني ، كما رفض اتهامات اهالي جرش حول تسمية مسجد “ارطغرل”.
ونقل عن رئيس الحكومة الاردنية ، طمأنته النواب ، المحسوبون على حزب جبهة العمل الإسلامي: بأنه “ليس علمانياً وليس مع فصل الإسلام عن الدولة”، بحسب ما نقله عضو الكتلة النائب سعود أبو محفوظ عن الرزاز اثناء أثناء اجتماعه بالكتلة .
واجتمع 3 وزراء من اعضاء حكومة الرزاز في وقت سابق مع قيادات من الجماعة على العشاء، بمنزل المراقب العام للجماعة عبد الحميد الذنيبات، وهو اللقاء الأول منذ أن أغلقت السلطات الأردنية في عهد حكومة عبد الله النسور عدداً من مقرات الجماعة، بما فيها المركز العام، وما رافق ذلك من تضييق على أنشطتها، وقطيعة استمرت على مدار سبع سنوات.
من الدلائل على العلاقة الطيبة بين رئيس الحكومة الحركة الاسلامية، عدم مشاركة الحزب والحركة في احتجاجات الدوار الرابع والوقوف موقف المتفرج، كما تقع بذات السياق استضافة التلفزيون الرسمي الأردني عضو كتلة الاصلاح النيابية النائب د. ديمة طهبوب، الامر الذي لم يحدث منذ سنوات.
وبحسب النائب المهندس خالد رمضان ،لـ” ” في وقت سابق ، فإن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز استطاع نسج تحالف مع الاسلاميين ورجال المال السياسي، جرى بموجبة تحييدهم عن احتجاجات الاردنيين ضد سياسات الحكومية التي افقرت الشعب وزجت باصحاب الراي والتعبير في السجون.
كما نفى المصدر في وزارة الاوقاف، تدخل السفارات الاجنبية في الاردن بالشؤون الداخلية سواءا الشؤون الدينية او السياحية او التاريخية.
وكان سفراء اجانب مقيمون في المملكة الاردنية الهاشمية، اثاروا جدلا بين المواطنيين ، جراء تدخلهم في السياسات الداخلية للبلاد او اجراء حوارات مع مجموعات او احزاب او مؤسسات مجتمع مدني وغيرها او الوقوف الى حركات مثيرة للجدل مثل “المثليين ” ووقوف السفارة الامريكية معهم.
ومن الامثلة على تدخل السفراء ، انتقاد السفير التركي في العاصمة الاردنية عمان سادات اونال، وبشكل علني مستوى الضرائب المرتفعة في الاردن وحملها مسؤولية إعاقة استثمارات بلاده في الاردن وبحجة الدفاع عن مصالح بلادة كما زار مدينة معان العام الماضي وتفقد السفير التركي، قصر الملك المؤسس وسكة الحديد وعدد من المناطق الاثرية التي تعود الى الحقبة العثمانية وسط حضور رسمي وشعبي على مستوى المحافظة.
كذلك الجدل الذي اثارته السفيرة الامريكية السابقة في الاردن اليس ويلز، داخل البلاد بتدخلها في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد وزيارة العشائر الأردنية.
ووفقا للتراث العثماني،فإن أرطغرل”الامير الغازي”، هو ابن سليمان شاه التركماني زعيم قبيلة قايىمن أتراك الأوغوز الذين نزحوا من شرق إيران إلى الأناضول هرباً من الغزو المغولي، كما تعني “طغرل ” في اللغة التركية “طائر العقاب وهو طير جارح ضخم قوي البنية وأرطغرل معناه: الرجل العقاب أو الجندي العقاب أو الطير الجارح البطل وانتجت تركيا عملا دراميا ضخما تحت اسم “ارطغرل”.