السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
في غزة: الزوجة الثانية وسيلة لتأديب الزوجة الأولى في نظر الرجال
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ لم تتوقع “أم محمد” 34 عاماً أن، تكون نهاية الخلافات بينها وبين زوجها، هو زواجه من امرأة أخرى، فكانت تعتقد، تهديده لها بالزواج من امرأة أخرى، مجرد كلام، ولكن المستحيل في نظرها أصبح سهلاً وتزوج زوجها، فتاة بالعشرين من عمرها ومنذ تلك اللحظة انقلبت حياتها رأس على عقب.
منغصات الحياة
وتقول” تزوجت زوجي وأنا الثامن عشر من عمري وهو لا يكبرني بشيء، وكنا سعداء جداً، ولكن مع تقدم العمر، والإنجاب، نشبت الخلافات البسيطة كأي زوجين يختلفون، وكان في كل مرة يهددني انه سيتزوج بفتاة صغيرة لكي يقهرني وانا لا أأخذ كلامه في محمل الجد، ولكن المزاح أصبح جديا، فتزوج من فتاة عمرها لا يتجاوز العشرين ومن هنا بدأت منغصات الحياة.
وتضيف” بعد أن تزوجها أصبح لا يهتم بي ولا كأني موجودة في حياته أصبحت زوجته الجديدة كل اهتماماته وأولوياته يشتري لها الجديد وحتى أبناءه لم يعد يتذكرهم بلبس جديد، أو برحلة ترفيهية كما كان يفعل في السابق، فحياتي أصبحت تشبه الجحيم أنام بدموع، وأستيقظ بدموع والهموم تملأ قلبي.
موضة قديمة
وتكمل حديثها” في يوم من الأيام بعد أن زادت الأمور عن حدها أردت أن أراجعه عن ما يفعله، فقال لي “أنتٍ موضة قديمة ” خلصت مدتك” وأنا لازم أعيش حياة جديدة انتٍ عيشي لأولادك وانا خلجني أعيش لزوجتي الجديدة فقررت أن أعيش معلقة من أجل ابنائي فقط .
لم تتوقع نرمين( 28 عاماً )،حين وافقت على الزواج “كزوجة ثانية” بعد تجربه زواج لم يكتب لها النجاح أن زواجها هو لتأديب الزوجة الأولى، حيث كانت تضايق زوجها بكثرة المشاكل مع أهله، وعدم احترامها له.
وتقول: “اكتشفت أن زواجي مجرد وسيلة لتأديب الزوجة الأولى والتي أصبحت تهتم بزوجها بدرجة كبيرة بعد أن علمت بخبر زواجه؛ ما جعله يتجاهلني ولا يؤدي واجباته تجاهي رغم إنجابي ابناً منه””.
زواجاً تقليدياً
في حين تقول منال(32 عاماً) تقدم لي أحد زملاء العمل بطلب الزواج مني وأوضح أنه أعجب بي، إضافة لبحثه عن زوجة أخرى يقترن بها، وذلك أن زواجه الأول كان تقليدياً بعد أن فرضت عائلته عليه الزواج من قريبته؛ مما جعلهم يعيشون غرباء ولا يحملون أي مشاعر تجاه بعضهم البعض”.
وأضافت: “كانت بداية زواجي في الشهور الأولى جيدة، إلاّ أنها تبدلت بعد أن لاحظت على زوجي ميله الشديد لزوجته الأولى وأبنائه؛ ما أكد لي بأن قصته بعدم وجود أي مشاعر بينهم مجرد كذبة لإقناعي بالزواج منه؛ مستغلاً بذلك تقدمي في العمر، حيث يطالبني أكثر من مرة بأن أشكره لأنه تعطف وستر علي””.
و يقول الداعية والمحامي الشرعي عماد حمتو تعدد الزوجات مسنون مع القدرة ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾
أسباب الشر والانحراف
ويضيف” تعدد الزوجات يحصل به للجميع غض الأبصار وحفظ الفروج وكثرة النسل وقيام الرجال على العدد الكثير من النساء بما يصلحهن ويحميهن من أسباب الشر والانحراف. أما من عجز عن ذلك وخاف ألا يعدل فإنه يكتفي بواحدة لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ﴾ [النساء: 3].
ويؤكد حمتو أن تعدد الزوجات عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان ضرورياً لتبليغ رسالة إلى الأمة جمعاء، ولكي يحلل تعدد الزوجات في ظل أطر إسلامية تحفظ الحقوق والعدل مصداقاً لقول الله تعالى: (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة).
أطر وروابط
ويوضح أن التعدد في الإسلام محدود بأطر وروابط العدل وحفظ الحقوق أن يكون الإنسان عنده قدرة مالية، وقدرة بدنية، وقدرة على العدل بين الزوجات.
ويقول أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى الدكتور درداح الشاعر” يجب على كل زوج أن يعرف أن القوامة هي القدرة على تحمل المسئولية ومواجهة المشاكل وليس الهروب منها وتخطيها للوقوع بأكبر منها، مشيراً إلى أن الرجل الذي يهرب من مشاكله من زوجته الأولى، ويعالجها، بانتقامه بالزواج الثاني يعاني من الضعف والخذلان ويعتبر سلوكه غير سوي وشخصيته ضعيفة وغير قيادية ولا تستحق القوامة.
المقومات الحياتية
ويشير إلى أن الرجل الذي ينتهج هذا الأسلوب يوقع نفسه في دوامة ومشاكل متزايدة، وقال: لأن الزواج المتعدد شرع للتكافل الاجتماعي وليس للعقاب والانتقام، والقرآن الكريم -وفي سورة النساء- وجد الحل لأي مشكلة تواجه الزوجين ومن أهمها الحوار، وهذا أصبح من أولويات اهتمام الجمعيات، التي تهتم بحماية الأسرة والدورات المكثفة، ثم إذا لم يفد الحوار فيكون الهجر، وهو أسلوب يعالج به حتى في النظريات بالعلاج النفسي، ومن ثم إدخال حكم بينهما.