السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
احتضن مرضى الشلل الدماغي في غزة.. أراد أن يثأر لوفاة إبنته بثقافة الخير والأمل
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ اعتاد على فعل الخير، ونقل هموم الفقراء والمحتاجين لمساعدتهم، وعندما فقد ابنته “سجى” قبل أن تتم عامها الثاني، دخل صراع مع واقعه وتغلب عليه وأراد أن يحول حزنه على ابنته إلى ابتسامة ينشر عبيرها على كل الوجوه التي تتألم، وتشابه معاناتها.
الإعلامي بسام البطة مقدم برنامج “نافذة الخير” على قناة فضائية الأقصى هو والد الطفلة “سجى” التي فقدت حياتها بعد معاناتها مع مرض الشلل الدماغي فلم يستسلم وأراد أ ن لا يتعرض مرضى الشلل الدماغي في قطاع غزة لما تعرضت له ابنته، فراودته فكرة مشروع يحميهم من الموت لرعاية طبية مباشرة.
ويقول ” في يوم من الأيام ابنتي “سجى” أصيبت بارتفاع حاد في درجة حرارة جسدها وتم نقلها على أثرها إلى المستشفى، ولكن الأطباء بالمستشفى لم يقوموا بالتشخيص الصحيح لحالتها، وأصيبت بمرض الشلل الدماغي نتيجة “خطأ طبي” وبعد صراع طويل مع هذا المرض توفاها الله.
انعدام المسؤولية
ويضيف” تأثرت كثيراً بوفاتها، ولكني لن أستسلم، وأردت أن أخذ بثأرها ولكن بالشكل الإيجابي وليس بالشكل السلبي، فأخذت أبحث عن المصابين بذات المرض التي توفيت ابنتي بسببه وإيجاد مكان يهتم ويأوي أولئك الأطفال ,الذين غالبا ما تكون أسرهم مفككة فيصبح هؤلاء المرضى في مهب ريح الضياع وانعدام المسؤولية تجاه وجودهم ,وهم في أمس الحاجة لاحتضانهم بين أجواء أسرية آمنة تحفظهم.
ويمضي قائلاً” قمت باستئجار شقة صغيرة وكانت مكان لمركز يحمل اسم طفلتي “سجى ” لعلاج مرضى الشلل الدماغي الذين لا تلقون اهتمام من أي جهة، فأردت أحتضهم وأقدم لهم الرعاية من
خلال المركز الصغير مشيرا إلى ان الشقة الصغيرة تم توسيعها من أيدي الخير الداعمة أيضا ليستقر في عمار سكنية مكونة طابقين وتحوي الآن خمسون حالة مرضية”.
ويوضح أن المركز جاء نظراً لازدياد حالات الشلل الدماغي نتيجة الحروب والأمراض، وأصبح هناك عدد كبير من المصابين في الأسر الفقيرة وغالبها تتكون من ثلاث إلى أربع حالات، سواء كبارا أو صغارا، إضافة إلى عدم وجود مؤسسات داعمة لهذه الفئة الضعيفة لا من جانب الإيواء أو الرعاية اليومية، خاصة أن بعضهم أطفال من أسر متفككة نتيجة طلاق أو موت المعيل وفقدوا المكان الآمن”.
واقع اقتصادي صعب
ويؤكد البطة أن “مركز سجى ” يهتم بفئة ضعيفة ومهمشة من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي الذين يعانون بالدرجة الأولى من تفكك أسري، أو واقع اقتصادي صعب يؤدي إلى موت بعضهم بسبب الإهمال أو الحاجة”، مشيراً إلى أن نسبة المعاقين في القطاع وصلت 3% وما نسبته 60% منهم مصابون بالشلل الدماغي .
توفير سبل الدعم
ويلفت والد الطفلة “سجى” على أن المركز يعمل على ثلاثة اتجاهات: الأول الإيواء الدائم لبعض الأطفال (20 طفلاً) من مصابي الشلل الدماغي من سن عام إلى ١٢ عاماً، وبعض كِبار السن
الذين لا يجدون من يحتضنهم، والثاني إيواء بعضهم (30 طفلاً) لثماني ساعات في اليوم وتقديم خدمات العلاج الطبيعي والتأهيل المجتمعي، لتخفيف العبء على أسرهم, أما الاتجاه الثالث فهو تقديم الرعاية المنزلية للمصابين من الأطفال وكبار السن في بيوتهم من خلال فرق متخصصة حسب وضع المصاب.
الرعاية الكاملة للمرضى
وبين أن المؤسسات التي تهتم بمصابي الشلل الدماغي بغزة يقتصر دورها على العلاج الطبيعي والتأهيل الوظيفي، أما الإيواء الدائم لهم فهذه خدمة غير متوفرة، إلا في مركز سجى مشيراً إلى أن المركز يوفر الرعاية الصحية والاجتماعية الكاملة للمرضى.
ودعا مدير المركز المؤسسات الأهلية والدولية الخيرية إلى دعم ومساندة مصابي الشلل الدماغي في القطاع وتوفير الأجهزة والمعدات الطبية التي يحتاجونها لتخفيف معاناتهم، وتمويل المشاريع الخيرية والإغاثية والطبية التي تخدم مثل هذه الفئات لحساسيتها وأهميتها.