مشعل السديري
قناة السويس المصرية، هي فكرة اقتصادية طرحها المهندس الفرنسي دي ليسيبس على الخديو سعيد، ولاقت قبولاً منه وبدأ الحفر في عام 1859 وانتهى عام 1869، وأثناء الاحتفالات بافتتاحها، كان من ضمن الحضور الفنان الفرنسي بارتولدي، فاقترح إقامة تمثال ضخم من البرونز والحديد على مدخل القناة من الجهة الشمالية، غير أن الخديو إسماعيل الذي انتهى المشروع في عهده اعتذر لأنه لم يستطع تأمين تكاليفه، فطبقوا الفكرة نفسها على تمثال الحرية في أميركا، الذي من المعروف أنه يزن 125 طناً ويرتفع ما يقارب 100 متر، وهو لشابة امتشقت بيمناها مشعلاً يرمز للحرية، وفي يسراها حملت كتاباً نقشوا عليه تاريخ 1776 للتذكير بيوم إعلان الاستقلال الأميركي.
وفي مصر، كانوا سيصنعون تمثالاً يمثل الفلاحة المصرية، ترفع بيدها اليمنى مشعلاً يضيء كفنار للسفن المقبلة، وبيدها اليسرى تحمل ما يطلق عليه المصريون (البلّاص) الذي يضعون فيه بالعادة إما العسل أو الجبن أو الزيتون، كناية عن الخير العميم.
وبعد اعتذار الخديو، أقاموا تمثالاً ولكنه أقل ضخامة لصاحب الفكرة دي ليسيبس، نسفه عبد الناصر فيما بعد.
وقناة السويس أسهم في حفرها اكتتاب من عدة دول، الحصة الكبرى هي لبريطانيا وفرنسا، واستأجروها من مصر لمدة 99 سنة.
غير أن الغلطة الفادحة التي ارتكبت هي تأميم القناة قبل أن ينتهي زمن الاستئجار، وكان من نتائج ذلك قيام ما يسمّى العدوان الثلاثي عام 1956.
واستغلتها إسرائيل فرصة نزلت عليها من السماء واحتلت سيناء ووصلت إلى قناة السويس، وشددت على أنها لن تخرج منها إلاّ بعد أن تتمركز قوات للأمم المتحدة على الحدود بينها وبين مصر، ويسمح لسفنها التجارية والحربية بالعبور في مضيق العقبة – وهذا ما حصل – ما مكنها من تقوية علاقاتها ومد يدها إلى أفريقيا وآسيا.
ولو أن عبد الناصر تمتع بالصبر وبُعد النظر الذي تمتع به الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لما حصل ما حصل، خصوصاً أن مصر صبرت 92 سنة على تلك الاتفاقية، ولم يتبقَ سوى 8 سنوات فقط، وتعود بعدها القناة قانونياً لمصر (بارد مبردة)، والمضحك المبكي أيضاً أن القناة ظلت مقفولة 8 سنوات بعد حرب 67.
والمفارقة أنه الشيء نفسه أيضاً، فبريطانيا استأجرت هونغ كونغ من الصين لمدة 99 سنة، وعندما انتهت المدّة عادت إلى حضن الصين بكل سلاسة وهدوء، رغم أن ماو عدو لبريطانيا أكثر من عبد الناصر، وعدد سكان بلاده أكثر، وجيشه أقوى، وبلاده أغنى، ومع ذلك لم يتهور ويخاطر ببلاده.
فسبحان مقسم الأرزاق والعقول والأعصاب.
وفي مصر، كانوا سيصنعون تمثالاً يمثل الفلاحة المصرية، ترفع بيدها اليمنى مشعلاً يضيء كفنار للسفن المقبلة، وبيدها اليسرى تحمل ما يطلق عليه المصريون (البلّاص) الذي يضعون فيه بالعادة إما العسل أو الجبن أو الزيتون، كناية عن الخير العميم.
وبعد اعتذار الخديو، أقاموا تمثالاً ولكنه أقل ضخامة لصاحب الفكرة دي ليسيبس، نسفه عبد الناصر فيما بعد.
وقناة السويس أسهم في حفرها اكتتاب من عدة دول، الحصة الكبرى هي لبريطانيا وفرنسا، واستأجروها من مصر لمدة 99 سنة.
غير أن الغلطة الفادحة التي ارتكبت هي تأميم القناة قبل أن ينتهي زمن الاستئجار، وكان من نتائج ذلك قيام ما يسمّى العدوان الثلاثي عام 1956.
واستغلتها إسرائيل فرصة نزلت عليها من السماء واحتلت سيناء ووصلت إلى قناة السويس، وشددت على أنها لن تخرج منها إلاّ بعد أن تتمركز قوات للأمم المتحدة على الحدود بينها وبين مصر، ويسمح لسفنها التجارية والحربية بالعبور في مضيق العقبة – وهذا ما حصل – ما مكنها من تقوية علاقاتها ومد يدها إلى أفريقيا وآسيا.
ولو أن عبد الناصر تمتع بالصبر وبُعد النظر الذي تمتع به الزعيم الصيني ماو تسي تونغ لما حصل ما حصل، خصوصاً أن مصر صبرت 92 سنة على تلك الاتفاقية، ولم يتبقَ سوى 8 سنوات فقط، وتعود بعدها القناة قانونياً لمصر (بارد مبردة)، والمضحك المبكي أيضاً أن القناة ظلت مقفولة 8 سنوات بعد حرب 67.
والمفارقة أنه الشيء نفسه أيضاً، فبريطانيا استأجرت هونغ كونغ من الصين لمدة 99 سنة، وعندما انتهت المدّة عادت إلى حضن الصين بكل سلاسة وهدوء، رغم أن ماو عدو لبريطانيا أكثر من عبد الناصر، وعدد سكان بلاده أكثر، وجيشه أقوى، وبلاده أغنى، ومع ذلك لم يتهور ويخاطر ببلاده.
فسبحان مقسم الأرزاق والعقول والأعصاب.
الشرق الأوسط