السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
مشروع مغربي موريتاني واعد لنقل الغاز عبر “الكركرات”
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ أفادت مصادر مطلعة، أن الشهر الجاري، قد يشهد تطورا ملحوظا فى علاقات التعاون الإقتصادي بين موريتانيا والمملكة المغربية، وذلك بعدماى استقبلت العاصمة الموريتانية نواكشوط عدة وفود مغربية آخرها وفد يضم كبار الفاعلين الإقتصاديين المغاربة يتقدمهم وزير الخارجية السابق صلاح الدين مزوار.
وأضافت ذات المصادر، أن المغرب قرر الاستثمار في الغاز الموريتاني على الحدود مع السنغال، لتسهيل مشروعها الاستراتيجي مع نيجيريا في نقل الغاز عبر أنبوب يمر في المياه الأطلسية لموريتانيا، المعروف بـ “الأنبوب الغازي المغربي ـ النيجيري”.
يأتي ذلك في وقت تعتزم فيه الرباط ونواكشط، تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، ومن أجل بحث سبُل تنمية العلاقات الاقتصادية بينهما لتكون في مستوى علاقات حسن الجوار التي تجمع المغرب بموريتانية.
ويعتمد المخطط الاستراتجي لدى الرباط فى الأساس على فتح باب التركيز على بوابة موريتانيا أمنيا واقتصاديا. كما يهدف أولا لتثبيت طريق تجاري بري عبر منطقة “الكركرات” يتوفر على حماية امنية مشتركة .
و تقوم الخطة الثانية للمخطط، على ضخ استثمارات فى منطقة انواذيبو الحرة يتبعها تمويل خط من داخل “المنطقة العازلة” المحاذية لحدود موريتانيا الشمالية لتحييد جبهة البوليساريو الإنفصالية وإبعادها عن المنطقة.
ويرى مراقبون، أنّ التحركات الأخيرة لموريتانيا إزاء المغرب، هي بسبب الحفاظ على مصالحها، خاصة في ظلّ الدينامية التنموية التي أطلقها المغرب في أقاليمه الجنوبية، وكذا المشاريع القارية الضخمة التي انخرط فيها، مثل أنبوب الغاز الذي سيربط بين المملكة ونيجريا. مبرزين، أن استمرار النزاع في الصحراء يضيع على موريتانيا فرصا كثيرة على المستوى التنموي والاقتصادي، في ظل المشاريع التنموية المحلية والقارية التي انخرط فيها المغرب.
ويذكر أن البلدين عاشا لحظات توتر عصيبة السنة الماضية، كان سببها الاستفزازات المتتالية للسلطات الموريتانية المتمثلة في التنسيق مع السلطات الجزائرية لغلق حدودها الشمالية المعبر البري الوحيد بين موريتانيا والمغرب (الكركرات)، مع العمل على فتح معبر جديد على الحدود الجزائرية الموريتانية (شوم – تيندوف).
هذا وتعتبر منطقة الكركرات، منطقة حدودية عازلة منزوعة السلاح بـالصحراء بين المغرب وموريتانيا، تمتد منطقة الكركرات نحو خمسة كيلو مترات في منطقة منزوعة السلاح خالية من أي وجود عسكري لأي من الأطراف الثلاثة (المغرب وموريتانياوالبوليساريو).
ومنذ منذ أغسطس/آب 2016 والمنطقة تشهد تحركات عسكرية متبادلة بينالرباط وجبهة البوليساريو قبل أن يعمد الطرفان إلى سحب قواتهما من المنطقة.
واعتبرت منطقة الكركرات المعروفة بـ “قندهار” نظرا لحالة الفراغ التي تعيشها، وازدهار عمليات التهريب فيها. منطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاق وقف إطلاق النار 1991 الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي يعتبر الجدار الذي شيده المغرب منتصف الثمانينيات خطا لوقف النار، حيث تنتشر القوات الأممية (مينورسو) لمراقبة تنفيذه، ولكن جبهة البوليساريو تصف تلك المناطق خارج الحزام بالمناطق المحررة.
وكانت موريتانيا والمغرب قد تقاسما الصحراء طبقا لـ اتفاقية مدريد عام 1975، بيد أن نواكشوط انسحبت عام 1979 من وادي الذهب بعد توقيعها اتفاق سلام مع جبهة “البوليساريو” حيث تخلت موريتانيا بموجب هذه الاتفاقية عن أيّ مطالبات بخصوص الصحراء، لكن المغرب استعاد منطقة وادي الذهب واعتبرها جزءا لا يتجزأ من أراضيه.