شرق أوسط
ألمانيا تقدم التمويل لإعادة بناء مسجد تاريخي في الموصل العراقية
ـ اربيل ـ تعتزم ألمانيا تمويل إعادة بناء مسجد في مدينة الموصل العراقية بعد أن ظل لمدة ثلاثة أعوام تحت سيطرة تنظيم داعش.
وأعلن وزير الخارجية الالماني هايكو ماس اليوم الأربعاء في ختام زيارة للعراق استغرقت ثلاثة أيام أن بلاده ستوفر 450 ألف يورو حتى عام 2021 لإعادة بناء المسجد.
ويقع مسجد “الأغوات”، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي، بجوار جسر تاريخي يمر فوق نهر دجلة عند مدخل “بازار الموصل”، ويعد بقبته البيضاء الكبيرة واحدا من أكثر المساجد تميزا.
وقال ماس إن مشروع إعادة بناء المسجد الذي سيتم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، يرجع إلى ” بدء مرحلة جديدة في العراق في أعقاب الحرب والصراع”، مشيرا إلى أن بلاده تسعى بذلك إلى الإسهام في التعايش السلمي للديانات والمؤسسات الدينية المختلفة في العراق.
واضاف السياسي الاشتراكي أن ” التراث الثقافي يخلق الهوية وهذا أمر مهم أيضا بالنسبة لتحقيق مصالحة دائمة”.
يذكر أن القوات المسلحة العراقية استعادت الموصل عام 2017 عقب سيطرة تنظيم داعش عليها لمدة ثلاثة أعوام. وقد تعرضت المدينة للتدمير على نطاق واسع خلال هذه السنوات. وفي الوقت نفسه، فإن الأوضاع الأمنية المتدهورة في المدينة تحول دون عودة الكثير من النازحين. ولا يزال تنظيم داعش يشن هجمات في الموصل لإرهاب المواطنين. وتعهد ماس خلال زيارته للعراق بتقديم مزيد من المساعدات للمساهمة في إعادة الإعمار واستقرار البلاد. وبمساعدات تبلغ قيمتها 5ر1 مليار يورو، تعتبر ألمانيا أكبر الدول المانحة للمساعدات في العراق بعد الولايات المتحدة.
وكان ماس زار مخيم “حسن شام” الواقع على مسافة 40 كيلومترا من الموصل، والذي يقيم به حاليا 3300 نازح عراقي من إجمالي 8ر1 مليون نازح داخلي لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم حتى عقب مرور عام على الانتصار العسكري على داعش.
ويشكو القائمون على إدارة المخيم من نقص الدعم المالي، حيث أخبروا وزير الخارجية الألماني خلال تفقده المخيم أنه في حال عدم تقديم مساعدات، ستنقطع الكهرباء عن المخيم بحلول العام الجديد.
وقال ماس إن العراق ” في مفترق طرق سيتقرر عنده ما إذا كان العراق سيسير نحو المستقبل باستقرار أم سيتواصل وجود قلاقل”.
وزار ماس في ختام جولته “دير مار متى” السرياني الأرثوذكسي في الموصل وهو واحد من أقدم الأديرة المسيحية في العالم كما التقى ممثلين عن طوائف دينية مختلفة.
ويبعد الدير أربعة كيلومترات عن الجبهة لكنه كان محميا من قبل مقاتلين أكراد ولم يتمكن تنظيم داعش من الاستيلاء عليه. (د ب أ)