شرق أوسط
مواقف ترامب المتقلبة حيال سوريا
ـ واشنطن ـ ادلى الرئيس دونالد ترامب بمواقف متقلبة حيال النزاع السوري، من اعلان نيته “النأي بالنفس” من هذه الحرب الى شن هجوم على تنظيم داعش الى اعلان عزمه على سحب كل القوات الامريكية من هذا البلد بخلاف ما يرى مسؤولون في ادارته.
انتقاد التدخل الامريكي
قال ترامب في 2013 قبل وقت طويل من اعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية “يجب ان ننأى بانفسنا من سوريا”.
في تلك الاونة، قرر الرئيس الديموقراطي باراك اوباما تقديم “دعم عسكري” للفصائل السورية المعارضة، لكن ترامب اعترض عبر تويتر معتبرا ان “+المعارضين+ سيئون مثل النظام”.
كذلك، تناول الجدل يومها “الخط الاحمر” الذي رسمه اوباما في موضوع استخدام الاسلحة الكيميائية.
فقد عارض ترامب ان ترد واشنطن في حال استخدام تلك الاسلحة وقال “لا تهاجموا سوريا، اصلحوا الولايات المتحدة”، ساخرا من “التصريحات الغبية حول الخط الاحمر”. ولاحقا، اتهم اوباما بانه “عزز” موقع بشار الاسد عبر التراجع عن مهاجمة دمشق.
الهدف “تدمير” تنظيم داعش
في تموز/يوليو 2016 اعتبر المرشح ترامب ان “تنظيم داعش يشكل بالنسبة الينا تهديدا اكبر من الاسد”.
وسرعان ما طلب من ادارته مع دخوله البيت الابيض بداية 2017 ان تضع خطة معركة تقضي بتعزيز الجهد الذي كان بدأه اوباما على راس تحالف دولي، عبر ارسال مزيد من القوات الى سوريا. والهدف “تدمير تنظيم داعش”.
وتزامن ارسال هذه التعزيزات مع سلسلة هزائم مني بها التنظيم الارهابي وخسارته غالبية المناطق التي كان يسيطر عليها، ما اتاح لادارة ترامب ان تعلن نجاح استراتيجيتها.
انسحاب ام لا انسحاب؟
في ضوء هذه الانتصارات، اظهر ترامب رغبة سريعة في سحب القوات الامريكية المنتشرة في سوريا في اسرع وقت، بحجة ان الهدف العسكري الرسمي من نشرها ينحصر بالحاق هزيمة دائمة بالارهابيين.
والدافع الدائم لهذا الموقف هو ان التدخل الامريكي في الشرق الاوسط يكلف مليارات الدولارات، والافضل ان يتم استثمارها في الولايات المتحدة مع ترك “الاخرين” يقومون بالمهمة الميدانية، وخصوصا دول الخليج.
بدا في نيسان/ابريل ان الرئيس اتخذ قرار الانسحاب، لكن حلفاءه ومستشاريه تمكنوا من اقناعه بعدم تحديد جدول زمني لذلك لان هزيمة تنظيم داعش لم تكتمل بعد.
والحجة نفسها لجأ اليها في الاسابيع الاخيرة دبلوماسيون امريكيون مكلفون الملف السوري لتبرير وجود على الارض يأملون بإطالة امده.
ولكن رغم اعتبار الخبراء ان تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدا، اكد ترامب الاربعاء ان التنظيم الارهابي “هزم”، معلنا عزمه على سحب كل القوات الامريكية المنتشرة في شمال سوريا وقوامها 2000 جندي.
ضربتان
بمعزل عن التدخل العسكري ضد الارهابيين، شكل الهجوم الكيميائي في بلدة خان شيخون في نيسان/ابريل 2017 والذي نسب الى نظام الاسد، منعطفا بالنسبة الى ترامب. فبعدها هاجم “الخطوط الحمراء” التي رسمها اوباما مشددا على ان اي تدخل ضد نظام دمشق يستوجب موافقة الكونغرس، قرر الرئيس الامريكي توجيه ضربة الى قاعدة عسكرية سورية.
وقال يومها ان “هذا الهجوم على اطفال كان له تأثير كبير علي، ان موقفي من سوريا والاسد تبدل في شكل واضح”.
وبعد عام، نفذت ضربة اخرى محددة الهدف بدعم من فرنسا والمملكة المتحدة بعد هجوم كيميائي اخر في دوما.
لهجة مختلفة حيال الاسد
ليس تنحي الاسد شرطا مسبقا بالنسبة الى ادارة ترامب، فمصيره “يقرره الشعب السوري”، رغم ان الامريكيين يأملون بمجيء قادة جدد في سوريا في ضوء انتخابات حرة ترعاها الامم المتحدة ويشارك فيها جميع السوريين الذين هجرتهم الحرب الى دول مجاورة. (أ ف ب)