مشعل السديري
اللصوصية أو السرقة من أرذل وأخس الصفات والأفعال، وبعضها مادي وبعضها معنوي، لا أريد أن أتكلم عن الجانب المعنوي من سرقة الأفكار، والشهادات، أو الاختراعات، والقصائد، أو انتحال الشخصيات، أو أكل الحلاوة بعقول الحسناوات، كل هذه وغيرها يطول شرحها، ولكن سوف يأتي دورها فيما بعد وفي الوقت المناسب.
ما أريد أن أتطرق إليه اليوم هي السرقات المادية، وما أكثرها في كل البلاد والأزمان، وأنا على يقين أنني مع كل كلمة أكتبها الآن تتم هناك في أماكن ما من العالم ما لا يقل عن عشر سرقات.
وسوف أركز على السرقات الغبية تحديداً، مثل ذلك الذي ارتكب سرقة في مدينة ديترويت الأميركية، ومن فرحته بنجاح سرقته نسي أن يفك رباط كلبه، وعندما وصلت الشرطة فكت رباط الكلب وتبعته حتى وصل إلى مكان صاحبه اللص وقبضوا عليه.
أو ذلك الحرامي المصري في السويس الذي استولى على سيارة، وعندما استوقفته الشرطة عند أحد مراكز التفتيش، إذا بها تتبين أن السيارة مسروقة، وأخذوا يفتشونها ووجدوا في شنطتها كمية كبيرة من المخدرات، واستطاعوا أن يصلوا إلى صاحبها، واعتقلوا الاثنين؛ «الأول» اللص الذي فضح أو نكب «الثاني» تاجر المخدرات بسرقته لسيارته، دون أن يتعمد ذلك.
وفي باريس تمكنت الشرطة من ضبط لص سرق متجراً للمجوهرات، أما كيف استطاعوا أن يهتدوا إليه؟! فهي بطريقة لا تخطر على البال.
فاللص المحترم أو «الجنتلمان»، عندما أخذ غلّـته من المجوهرات، أصر إلاّ أن يطبع قبلة حارة على خد مالكة المتجر، تعبيراً منه على شكرها لأنها لزمت الهدوء، وأسفاً منه على إزعاجها.
وما إن خرج حتى اتصلت هي بالشرطة، وعندما عرفوا أنه قد قبّلها استعانوا بالحمض النووي الذي تركه على خدها الأسيل، واستطاعوا أن يصلوا إليه ويكلبشوه.
غير أنني أختم وأؤكد أن السرقة أحياناً قد تكون فاتحة خير على المسروق، ومعكم حق لو أنكم تعجبتم من كلامي، ولكن خليكم معي شوية…
فهناك زوجان في مدينة سياتل الأميركية، سطا لص على نظارتيهما الشمسيتين من درج سيارتهما، وهذه السرقة كشفت لهما عن ورقة «يانصيب» كانا قد اشترياها قبل ثلاثة أشهر ونسياها، وعندما فحصا الأرقام الموجودة عليها، إذا بهما يتفاجآن بأنها هي الفائزة بمليون دولار، ولو أن تلك السرقة تأخرت أربعة أيام فقط، لما عرفا عن الورقة ولبطل مفعولها من أساسه.
ويقول الزوج في لقاء صحافي معه: «يا ليتني أعرف السارق، لكي أشكره وأقدم له هدية مجزية».
الشرق الأوسط