السلايدر الرئيسيتحقيقات
وصول مهاجرين من سوريا واليمن وفلسطين يثير مخاوف الجزائر… وقلق من تسلل عناصر “داعش” بينهم
نهال دويب
الجزائر ـ ـ نهال دويب ـ جددت الجزائر، مخاوفها من إمكانية توغل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أو ما يعرف بتنظيم ” داعش ” من مناطق توتر عربية إلى أراضيها ضمن قوافل المهاجرين غير الشرعيين الذين يتدفقون يوميا على الحدود الجزائرية من إفريقيا والساحل.
وكشف مسؤول حكومي جزائري مكلف بملف الهجرة على مستوى وزارة الداخلية، حسان قاسيمي، في برنامج بثته الإذاعة الحكومية الجزائرية، أن “قوات الجيش الجزائري تعترض يوميا طريق مهاجرين وإرهابيين قادمين من دول الساحل نحو الحدود الجنوبية للبلاد”.
وعززت الجزائر في السنوات الأخيرة، إجراءاتها الأمنية على حدودها مع الدول التي تشهد انفلاتا أمنيا وعززت الحراسة على المنشآت النفطية ومحيط الشركات وكذا قواعد الحياة جنوب البلاد، تحسبا لأي طارئ.
وسلط قاسيمي، في حديثه “الضوء على الظاهرة الجديدة والمتعلقة بوصول مهاجرين عرب قادمين من سوريا واليمن وفلسطين عبر دول إفريقية واقعة جنوب الصحراء”، وقال إن هذه الظاهرة تطرح مخاوف أمنية جدية، لأن أولئك المهاجرين يتخذون مسالك تؤطرها جماعات مسلحة، ويمرون بعواصم معروفة بأنها استغلت العديد من الملفات من أجل التحريض والإرهاب”.
وتمكن المئات من الفلسطينيين والسوريين من التوغل إلى الصحراء الجزائرية، بين هؤلاء المواطنين السوريين مقاتلين وضباط في الجيش السوري الحر وعناصر من منظمة الدفاع المدني السوري ومدنيون مطلوبون للنظام السوري.
وكان هؤلاء المواطنين السوريين يوجدون في محافظة تمنراست أقصى الجنوب الجزائري بعدما قدموا إليها من لبنان عبر حدود دولة مالي، وتم سحب جميع أجهزتهم من هواتف نقالة وحواسيب محمولة.
وتتخوف الجزائر أن يكون بين هؤلاء المهاجرون إرهابيون لهم علاقة بتنظيم “داعش” المتمركز حاليا في وسوريا والعراق وليبيا.
وأكد المسؤول الحكومي التزام الجزائر بتأمين وحماية حدودها في إطار مكافحة الهجرة غير القانوني، ملحا على ضرورة إيجاد توازن بين الرهانين الأمني والإنساني في معالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية.
وانطلقت بالجزائر، الثلاثاء، اشغال الاجتماع الـ 12 لنقاط الارتكاز للمركز الإفريقي الـ 12 لنقاط الارتكاز للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، وحذر خبراء أمنيون من عودة الجماعات الإرهابية على منطقة الساحل، وتم وضع خريطة عمل يعتمدها المركز في أشغاله لسنة 2019 في جلسات مغلقة.
وتشكل الحدود الجزائرية الليبية خطرا كبيرا على الجزائر بسبب التهديدات التي لازالت تشكلها الجماعات الإرهابية وتنظيم “داعش” وجماعات مسلحة أخرى في مناطق عديدة في ليبيا محاذية للحدود الجزائرية.
ودقت تقارير أمنية في الآونة الأخيرة ناقوس الخطيرة من إمكانية تسلل عناصر إرهابية كانوا ينشطون في سوريا والعراق وليبيا إلى منطقة الساحل القريبة من الحدود الجزائرية.
وكشف تقرير أمني أنجزه مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة، أن تنظيم “داعش” ما يزال ينشط في منطقة الساحل والصحراء الكبري، على الحدود بين مالي والنيجر على التماس مع حدود الجزائر الجنوبية.
وأَضاف مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة في تقرير نشر آب / أغسطس الماضي أن ما بين “ثلاثة وأربعة آلاف من مقاتلي التنظيم هم في ليبيا، بينما يتم نقل عدد من العناصر الفاعلين في التنظيم إلى أفغانستان”.
ويسعى تنظيم “داعش” جاهدا لاختراق الجزائر وعدد من الدول المجاورة لها، وفككت مصالح الأمن الجزائري، مؤخرا، شبكة إجرامية، كانت تتخذ من الجزائر مركز عبور لتهريب المهاجرين غير الشرعيين المغاربة والجزائرين، نحو ليبيا ومنها إلى أوروبا، عبر إيطاليا.
وكشف التحريات، التي باشرتها المصالح الأمنية الجزائرية، أن هذه العصابة الإجرامية، كانت تنشط في كل من المغرب وليبيا والجزائر لتموين تنظيم “داعش” الإرهابي بليبيا.
وحددت المصالح الأمنية هوية أحد المشتبه فيهم الرئيسيين، ويتعلق الأمر بالمدعو (ك. أ) والحامل للجنسية الجزائرية، موضحة أنه هو من كان يقوم باستقبال المهاجرين القادمين إلى الجزائر بطريقة شرعية عبر المطار الدولي هواري بومدين، ثم يتم تهريبهم إلى مدينة الدبداب الليبية عبر الحدود بناحية ولاية إليزي.
وكانت العصابة الإجرامية تطالب كل مهاجر غير شرعي مبلغ مالي يصل إلى 200 أورو لكل شخص مقابل ترحيله من ليبيا إلى إيطاليا، لتستعمل المبالغ، التي تجمعها، من أجل تمويل ودعم الجماعات الإرهابية الناشطة في ليبيا والتابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي.
وانفجرت هذه القضية بعد توصل مصالح أمن ولاية الجزائر بمعلومات تفيد بتدفق غير طبيعي لمهاجرين غير شرعيين عبر المطار الدولي هواري بومدين في الجزائر العاصمة.