العالم

ماتيس يقدّم استقالته في رسالة لاذعة إلى ترامب

ـ واشنطن ـ قدّم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس استقالته الخميس في رسالة لاذعة إلى الرئيس دونالد ترامب مذكرا اياه بواجبات الولايات المتحدة إزاء الحلفاء، غداة إعلان الأخير عن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وكتب ماتيس في رسالته “إن قوّة أمّتنا ترتبط ارتباطا وثيقا بقوّة نظامنا الفريد والمتكامل القائم على التحالفات والشراكات”، مذكّرا الرئيس بأن “الدول الديموقراطية ال29 في حلف شمال الأطلسي أعربت عن مدى صلابة التزامها من خلال القتال إلى جانبنا بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر”.

ويشكّل التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي يضمّ 74 بلدا ويستهدف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا دليلا آخر على هذا الالتزام، بحسب الجنرال السابق في قوات المشاة البحرية البالغ من العمر 68 عاما الذي شارك في القتال في حربي العراق وأفغانستان ولم يُلق يوما خطابا من دون أن يذكر فيه أنه قاتل مع حلفاء إلى جانبه.

وفي هذه الرسالة الممتدة على صفحة ونصف الصحفة التي عمّمها البنتاغون الخميس، أعاد ماتيس تأكيد قناعاته، مشيرا إلى أنها تختلف تماما عن تلك التي يتمسّك بها الرئيس، من دون أن يأتي على ذكر قرار الانسحاب من سوريا.

وكتب “قلت مثلكم منذ البداية أن القوات الأمريكية المسلّحة ليس لها أن تكون شرطي العالم”، في إشارة إلى التبرير الذي قدّمه ترامب لسحب الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا والمقدّر عددهم بنحو ألفين على أسرع وجه.

 “احترام” 

وشدّد ماتيس في رسالته على ضرورة “معاملة الحلفاء باحترام”، في وقت يضع انسحاب الولايات المتحدة قوات سوريا الديموقراطية التي تصنّفها تركيا في عداد “المجموعات الإرهابية”، في مهبّ الريح.

وقال الوزير الذي قرّر ترك منصبه في نهاية شباط/فبراير بعد اجتماع وزاري لحلف شمال الأطلسي في بروكسل “ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا لتعزيز نظام دولي يخدم أمننا وازدهارنا وقيمنا. ونحن نستمدّ القوّة في مجهودنا هذا من تحالفاتنا المتينة”.

وأضاف “أنا أيضا على قناعة بأنه ينبغي لنا أن نعتمد مقاربة حازمة لا لبس فيها إزاء البلدان التي تزداد مصالحها الإستراتيجية تعارضا مع مصالحنا يوما بعد يوما”، في إشارة إلى الصين وروسيا.

ومن شأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا أن يطلق يد روسيا التي لا تخفي ارتياحها ازاء هذا القرار.

وكتب ماتيس “لئن يحقّ لكم تعيين وزير دفاع تكون آراؤه أكثر تماشيا مع آرائكم، أعتقد أن انسحابي هو عين الصواب”، متعهدا بألا يوفّر جهدا “كي يجري الانتقال بسلاسة”.

وقد أشادت الأوساط السياسية الأمريكية بتصريحات ماتيس وعمله وزيرا للدفاع.

وكتب السيناتور الجمهوري بن ساس في تغريدة أن “الجنرال ماتيس قدّم للرئيس رأيا كان من الأجدى أن يأخذ به”، مشيرا إلى أن “النزعة الانعزالية إستراتيجية ضعيفة من شأنها أن تنعكس سلبا على الأمريكيين”.

وعلّقت الديموقراطية نانسي بيلوسي من جهتها “أعتقد أنه يجدر بالجميع في البلد قراءة رسالة الاستقالة هذه. فهي رسالة تعبق بالحسّ الوطني”.  (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق