ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ انطلاقاً من 25 الجاري، حتى 25 كانون الثاني/يناير في العام الجديد، لن تكون هذه الفترة بالسهلة على الشرطة المصرية، المعنية بحماية الأمن الداخلي للبلاد، فهي الفترة التي تتصاعد أحمالها مع كل عام على جهاز الشرطة، بالدرجة الأولى، لمواجهة المخاطر الامنية، في ظل ما تحمله هذه الفترة من مناسبات ذات عيار ثقيل، يمنع فيها نهائياً لأي فرد شرطي، بداية من العسكري المجند، مروراً بضباط وقيادات الجهاز الأمني، وصولاً إلى وزير الداخلية، الحصول على أية إجازات.
أربع مناسبات ليست بالسهلة، بدأت بمواجهة عنيفة بين الشرطة المصرية، وحركة “حسم” المصنفة إرهابياً، وهي الذراع العسكرية لجماعة “الإخوان المسلمين”، المحظورة بحكم قضائي داخل مصر، عندما تم نهاية الأسبوع الماضي، تصفية وضبط عناصر إرهابية، تابعة لـ”حسم”، كانت تخطط لتفجيرات واعتداءات تستهدف الكنائس المصرية في الأيام المقبلة بأعياد المسيحيين، سواء كانوا غربيين أو شرقيين.
مع يوم 25 من كانون الاول/ديسمبر الجاري، تكون المناسبة الأولى، وهي عيد الميلاد للمسيحيين المحتفلين بالتقويم الغربي، وعلى الرغم من أن المحتفلين من حجم المسيحيين في مصر، يكونون من النسبة الأقل، إلا أن بداية الأحداث تتطلب يقظة واستعداداً وهو ما جاء بإعلان وزارة الداخلية بحالة الاستنفار، وانطلقت التشكيلات تجوب نواحي الجمهورية، وسط تحركات من فرق التدخل السريع، التي تجوب محافظات البلاد والطرق السريعة، وما يقابلها من أكمنة وأقوال أمنية سريعة ومتحركة.
وتستمر المناسبات، التي تحتاج إلى تأمين أمني كبير، مع 31 كانون الاول/ديسمبر الجاري، حيث الاحتفال بنهاية عام، وبداية عام جديد، وهي المناسبة التي تأخذ شكلاً احتفالياً للمصريين بمختلف طبقاتهم في الكثير من الأماكن، وعلى المستوى الديني أيضاً، تقام الصلوات في الكنائس من جانب المسيحيين، ويأتي الحدث الأهم في هذا الشهر، مع يومي 6 و7 كانون الثاني/يناير، وهو الاحتفال بعيد القيامة المجيد للمسيحيين الشرقيين “الأقباط”، وهم النسبة الأكبر من المسيحيين في مصر، والتي تدخل في صلوات ليلة 6 يناير، ثم يكون الاحتفال بالعيد يوم 7 كانون الثاني/يناير.
الثقل الأمني الجديد، الذي أضيف لهذه الأحداث الدينية التاريخية، هو ذكرى ثورة 25 يناير، التي كانت في عام 2011، والتي يتنوع شكل تجدد إحيائها من عام إلى آخر، لاسيما من جماعة “الإخوان المسلمين”، التي تدعو لإحياء ذكرى الثورة، بعد سقوط نظامها في عام 2013، عقب ثورة شعبية في 30 حزيران/يونيو، أطيحت بحكم الجماعة، في الوقت الذي كانت تحكم الجماعة، عندما كانت في صدارة السلطة في عامي 2012 و2013 الأصوات، المطالبة بإحياء الذكرى، وهي المناسبة، التي تأخذ اهتماماً أمنياً كبيراً في حماية الأرواح والمنشآت، تحسباً من عناصر تعمل على استغلال المناسبة في تهديد الأمن الداخلي.
وفي هذا الإطار، قال مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد صادق، إن فترة الأعياد التي تبدأ مع العام الجديد هي الأصعب على الشرطة المصرية، نظراً لما تتطلبه من تأمينات خاصة، في ظل وجود التهديدات الإرهابية، والتي يقابلها يقظة الأمن بالضربات الاستباقية، التي بدأت بمحاصرة حركة “حسم” الإرهابية، مشيراً إلى ما يتزامن من احتفالات عامة، بمناسبة العام الجديد، وممارسة الطقوس الدينية، لافتاً إلى أن احتفالات أعياد الأقباط تشكل أهمية خاصة في تأمين دور العبادة، وتسهيل ممارسة طقوس الاحتفالات بصفة عامة.
ويوضح صادق في تصريحات لـ””،أن المناسبات الخاصة بأعياد المسيحيين، الغربيين منهم والشرقيين، تشكل أهمية كبيرة في تأمينها، وأيضاً ضغوطاً في القيام بالأعمال المطلوبة، في ظل ما يمتلكه الأمن المصري من خبرة كبيرة، مشيراً إلى أن ما يتردد عن إحياء ذكرى 25 يناير، فهو أمر ليس من اهتمامات المواطن المصري، بالنزول إلى الشارع، ولكن الأمر يتعلق بأعباء تأمين المنشآت والمواطنين من أي مستغلين يستهدفون أعمالاً تخريبية.
بينما لفت الخبير الأمني، العميد حاتم صابر، إلى أن الشرطة رفعت درجة الاستعداد القصوى في جميع المحافظات، وأوقفت جميع الإجازات بسبب تأمين تلك المناسبات، لافتاً إلى أن الفترة من 25 ديسمبر، حتى 25 يناير، تكون الشهر الأكثر استفاراً واستعداداً تحسباً لأي موقف، في ظل الضربات التي وجهت لحركة حسم، التي تعمل دائماً على استهداف الكنائس.
وأوضح صابر في تصريحات لـ””،أن منظومة التسليح تتجدد من حين إلى آخر، و لا يتعلق تطويرها بحدث ما، وتتطور يوماً عن يوم، والاستعداد البشري، يكون الأهم للتعامل مع هذه المنظومة.