العالم
أعمال عنف جديدة في نهاية الحملة الانتخابية في بنغلادش
ـ دكا ـ انتهت حملة الانتخابات العامة في بنغلادش الجمعة بمزيد من أعمال العنف الدامية واعتقال نشطاء من المعارضة، ما أثار قلقا دوليا في وقت تسعى رئيسة الوزراء الشيخة حسينة للفوز بولاية رابعة غير مسبوقة.
وقتل أحد أنصار حزب “رابطة عوامي” الحاكم على يد مؤيدي الحزب القومي لبنغلادش المعارض الذي قال بدوره إن أكثر من 19 من نشطائه تم توقيفهم قبيل الانتخابات التي تجرى الأحد.
وانتهت الحملة الانتخابية رسميا الساعة 8,00 صباحا (02,00 ت غ) الجمعة بعد سبعة أسابيع من المواجهات في الشوارع واتهامات للسلطات بشن حملة قمع ضد المعارضة.
وأشار استطلاع للرأي إلى أن الشيخة حسينة هي الأوفر حظا للفوز في الانتخابات رغم الجدل القائم.
وقالت الشرطة إن مناصر حزب رابطة عوامي تعرض للضرب حتى الموت في مدينة سيلهيت (شمال شرق) في ساعة متأخرة الخميس.
وكانت الشرطة قد أعلنت عن مقتل اثنين من أنصار رابطة عوامي منذ انطلاق الحملة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر. وقال الحزب القومي لبنغلادش إن ثمانية من مناصريه قتلوا في مواجهات على خلفية الانتخابات.
وقال قائد شرطة سيلهيت شاه هارون الرشيد لوكالة فرانس برس إن اثنين من أنصار الحزب القومي لبنغلادش قتلا في مواجهة مع أنصار رابطة عوامي.
وتم اعتقال 19 من نشطاء الحزب القومي لبنغلادش حين داهمت الشرطة وقوة عسكرية مركزا انتخابيا لأحد مرشحيه والعديد من القرى في جنوب بنغلادش، وفق ما أكدت الشرطة ومسؤولين من الحزب لوكالة فرانس برس.
وتظاهر الالاف من أنصار رابطة عوامي في دكا في ساعة مبكرة الجمعة فيما بذل المرشحون جهودا أخيرة لاستمالة الناخبين.
والحزب القومي لبنغلادش الذي يقول إن آلافا من نشطائه تم توقيفهم في محاولة للتأثير على نتيجة الانتخابات، قال إنه مُنع من إقامة تجمعه الانتخابي الأخير في العاصمة.
ورفضت الشيخة حسينة الاتهامات باستخدام أساليب سلطوية، وحضت في بيانها الانتخابي الأخير الناخبين البالغ عددهم 104 ملايين على إعادة انتخابها من أجل تعزيز التنمية الاقتصادية في الدولة الفقيرة الواقعة في جنوب آسيا.
وسجل اقتصاد بنغلادش نموا لافتا بمعدل 6,3 بالمئة كل عام منذ فوز الشيخة حسينة الكاسح في كانون الأول/ديسمبر 2008.
وقالت في ساعة متأخرة الخميس “لا يزال هناك الكثير من العمل عالقاً ويعتمد على تصويت الناس لنا. ويمكننا بعد ذلك العودة إلى الحكم وإنجازه”.
قلق دولي
يتهم الحزب القومي لبنغلادش رئيسة الوزراء بقمع الديموقراطية وحرية التعبير، ولا سيما مع سجن زعيمته خالدة ضياء هذا العام بتهم فساد.
ويقول الحزب إن 9222 من ناشطيه وأنصاره اعتقلوا خلال الحملة الانتخابية وإن نصف مرشحيه تعرضوا لهجمات من جانب أنصار الحزب الحاكم.
ويقول الحليف الإسلامي للحزب “الجماعة الإسلامية” إن أكثر من 3600 من نشطائه اعتقلوا أيضا.
واعتمدت المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي لحشد الأصوات وقالت إن العديد من الناخبين أجبروا على البقاء في منازلهم بسبب مضايقات.
وأبطأت السلطات خدمة الانترنت في أنحاء بنغلادش الجمعة وتم تعليق خدمة جي-3 وجي-4 لعدة ساعات في مسعى للتصدي “للدعاية” بحسب مسؤول.
وكثف الحزب القومي لبنغلادش نداءاته للناخبين للادلادء بأصواتهم الأحد. وقال نائب رئيس الحزب فخر الاسلام المغير “في ذلك اليوم ستصبح البلاد لكم. ستستعيدون ملكيتها”.
وأثارت الأحداث التي رافقت حملة الانتخابات في بنغلادش قلقا دوليا.
وقال السفير الأمريكي إيرل ميلر إن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء الدرجة المرتفعة من أعمال العنف في الأسبوعين الماضيين” وذلك في أعقاب اجتماع مع رئيس لجنة الانتخابات مساء الخميس.
وأضاف أنه فيما جميع الاحزاب كانت ضحية “يبدو أن مرشحي حزب المعارضة تحملوا عبء أكثرية أعمال العنف”.
وقال ميلر إن الجميع في بنغلادش يجب أن يكون قادرا على التصويت “بعيدا عن العنف والترهيب والإكراه”، وفقا لمتحدث.
وأظهر استطلاع للرأي أن الشيخة حسينة ستفوز بغالبية مريحة.
وحققت زعيمة حزب رابطة عوامي فوزا كاسحا في 2008 وقاطع الحزب القومي لبنغلادش انتخابات 2014 بعد أن قال إنها ليست حرة ونزيهة، ما كفل لها الفوز مجددا.
لكن منذ فوزها الأخير يتهم المجتمع المدني ومجموعات حقوقية حكومة الشيخة حسينة بإسكات المعارضة والصحافة.
وحكم على ضياء، وهي من أشد خصوم رئيسة الوزراء، في وقت سابق هذا العام بالسجن 17 عاما بتهم فساد يقول حزبها إنها ذات دوافع سياسية. (أ ف ب)