السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

الغموض يلف وفاة المصور التونسي: انتحار ام قتل

سناء محيمدي

ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ لم تنته بتونس حالة الجدل غداة وفاة المصور الصحفي عبد الرازق رزقي 29 عاما، لتضارب الروايات بين من يؤكد ان الحادثة هي عملية انتحار اختارها المصور الصحفي التونسي احتجاجا عن الاوضاع المعيشية في محافظته القصرين، التي تعاني من التهميش وغياب التنمية، وبين من يتحدث عن قتل وان احد المرافقين له هو من اشعل النار في جسد رزقي وهرب.

واتخذت حادثة المصور التونسي منحى اخر، بعد انتشار مقاطع فيديو توثق لحظة اشتعال النيران في جسم عبد الرزاق رزقي، حيث يظهر احد الاشخاص وهو يقف خلفه ويضرم النار في جسم المصور.

وتجري النيابة العمومية في محافظة القصرين جنوبي تونس، تحقيقات مع شاب تم إيقافه في وقت سابق كان يرافق الصحفي، أسفرت عن اعترافه بأنه هو من قام بإشعال الولاعة بالقرب من الرزقي عن غير قصد لتلتهم النيران الفقيد.

وفي تطورات جديدة للقضية، اصدر قاضي التحقيق الأول بالمكتب الثالث بالمحكمة الإبتدائية بالقصرين بطاقة ايداع بالسجن في حق المشتبه به في قضية مقتل المصور الصحفي عبد الرزاق الرزقي رغم انكاره جميع التهم المنسوبة إليه وذلك إلى حين إستكمال مختلف الإجراءات القانونية المتعلقة بهذه القضية، بحسب ما ذكره محامي الدفاع.

وأوضح المحامي في تصريح إعلامي أن المتهم نفى جميع التهم الموجهة إليه وكل ماراج من أخبار في الشارع التونسي وفي عدد من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول اضرامه النار في جسم عبد الرزاق رزقي مؤكدا أن ما تم ترويجه باطل ومجرد تهم كيدية، قائلا كل ما في الأمر أنه كان موجودا بالصدفة بساحة الشهداء وسط مدينة القصرين عندما جدت الحادثة وقد قام بعمل إنساني لنجدة الهالك لاغير.

وتحدثت مصادر أمنية عن تضارب في أقوال المشتبه به، حيث اعترف في البداية بإضرام النار في جسد الزرقي من الخلف باستخدام ولاّعة، لكنه أنكر هذا الأمر ليقول إنه قام باستعمال ولاعته بالقرب من الراحل من أجل إشعال سيجارة، قبل أن تشتعل النار “صدفة” في جسد الرزرقي.

من جانبها، نفت عائلة الصحفي أن يكون هو من أقدم على الانتحار بإحراق نفسه، مؤكدين ان شقيقهم الراحل لم يكن يعاني من الفقر، كما لم يكن لديه أي شعور باليأس، ونفوا ايضا شائعات تحدثت عن تعرضه للضرب من قبل محافظ القصرين أو اصطدامه مع قوات الأمن.

مؤامرة لاسقاط الحكومة

الغموض في هذه القضية، دفع بالبعض الى الحديث عن مؤامرة لاسقاط حكومة الشاهد عبر بث الفتنة في البلاد بتقديم قربان “بوعزيزي” جديد، حيث اشار سياسيون تونسيون الى ان أطراف سياسية تستغل حادثة وفاة عبد الرزاق الزرقي لإشعال البلاد وإسقاط حكومة يوسف الشاهد، حيث قال عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى النهضة “الزرقي ليس منتحرا ولم يحرق نفسه بل هناك من يريد حرق القصرين وحرق تونس، والتحقيقات ستكشف ذلك. ويجب ان يكون هناك اجراءات استثنائية أمنية ضد المهربين والارهابيين والفاسدين والمجرمين الذين يهددوا أهلنا في القصرين.

ودعا الهاروني رئيس الحكومة الى استعمال كل صلاحياته الدستورية وكل الامكانيات الأمنية والعسكرية للضرب بالقوة على كل المجرمين بكل أصنافهم، وان تركز على خدمة الجهات المحرومة وتتجاهل من يريدون اسقاطها وان من يسعون إلى تغذية انفجار اجتماعي لإسقاط الحكومة هم واهمون، على حد قوله.

بدوره، كتب الصحبي بن فرج النائب عن كتلة الائتلاف الوطني المحسوب على يوسف الشاهد على صفحته بالفيسبوك ان المقطع الذي سجّله الزرقي قبل مقتله يوحي بأن فريقا متكاملا قام بالاعداد للحادثة، قارورة البنزين، تحديد التوقيت، إختيار المكان، النقل المباشر على الفيسبوك، الخطاب الثوري، تحريض الجماهير للخروج والانتقام من الفقر والبطالة والتهميش. ينتقل فريق العمل والتصوير الى ساحة الشهداء بالقصرين، وفجأة. وكأن حدثا ما وقع خارج السياق المتوقع: تشتعل النيران. ولكن في ظهر عبد الرزاق. عادة ما يشتعل المنتحر حرقا من الامام وتكون حركاته مختلفة عما شاهدناه، حركات متخبطة، عمودية، في نفس المكان في اتجاه الخلف او الأجناب مع ما يوحي بأنه يحاول غريزيا إطفاء النار التي تلتهم صدره ووجهه على عكس ذلك، يجري الشاب هربا ،لا أحد منهم تدخل او نبّه أو نصح أو منع أو بلّغ. فقط اكتفوا بمتابعة العمل والتصوير والمرافقة الى النهاية.

ورغم هذه المعطيات المتقلبة في قضية المصور التونسي، تعتزم نقابة الصحفيين التونسيين خوض إضراب عام في قطاع الإعلام يوم 14 يناير/ كانون الثاني المقبل “ذكرى الثورة”، احتجاجا على “الوضع المتردي”، الذي يعيشه الإعلام في البلاد، وان حادثة زرقي ليست بمنأى عن الواقع المرير الذي يعيشه قطاع الإعلام والصحافة في تونس من تفقير وتهميش وغياب لأي إرادة سياسيّة لتطبيق القوانين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق