أقلام مختارة

الفرق بين القناعة والتياسة

مشعل السديري

مشعل السديري
أنا شخصياً تعجبني «القناعة» التي يقولون عنها إنها كنز لا يفنى. ولكن اسمحوا لي، فالقناعة لها حد معين، إذا تجاوزته تتحول بعدها إلى «تياسة».
وسوف أورد لكم البرهان على صدق كلامي، فتوني هوكين مدرس رياضيات بريطاني، وزوجته الصينية الأصل شيو لي، زوجان يعيشان في تبات ونبات.
شيو كانت ديناميكية وطموحة، بعكس زوجها الذي يميل إلى الدعة، وبحكم أنها تعرف الصين، فقد لاحظت أن هناك ملاجئ قديمة مهجورة، وبالاتفاق مع المسؤولين هناك أنشأت في تلك الأماكن مراكز تسوق حديثة تهافتت عليها الجماهير، وحسب ما ذكرته مجلة «فورس» الأميركية، فقد جنت من وراء تلك المراكز ثروة تقدر بـ1.4 مليار دولار.
ومنطقياً كان من المفترض أن يسعد زوجها بذلك، غير أن موقفه – ويا للعجب – كان عكس ذلك تماماً، فقد قرر أن ينفصل عنها لأنه يكره حياة الثراء، ووافقته هي على ما طلب، وأرادت أن تمنحه مائة مليون دولار، غير أنه أيضاً رفضها مكتفياً بمليون واحد منها، مؤكداً أن هذا المبلغ سيكون كافياً لبقية حياته وزيادة.
فأي تياسة هذه؟! يمين بالله لو أنني كنت مكانه، لظللت طوال حياتي أغني قائلاً باللهجة المصرية: «يا دي النعيم اللي انت فيه يا ألبي، يا ألبي».
***
قرر سائح أميركي أن يدفع مخالفة مرورية ارتكبها قبل 50 عاماً في إحدى البلدات الإيطالية، بعد أن ركن دراجته النارية بشكل غير قانوني.
وأشار أثرتون – وهذا هو اسمه – إلى أنه نسي دفع المخالفة البالغ قيمتها 1000 ليرة إيطالية، أي ما يعادل 70 سنتاً في ذلك الوقت، وبعد أن احتسب قيمة التضخم وفرق العملة على مدى تلك السنوات، بالإضافة إلى قيمة المخالفات المرورية في الوقت الحاضر، قرر أن يرسل مبلغ 50 دولاراً للبلدية.
وأكد أثرتون أنه لم يتعمد إغفال دفع تلك المخالفة، وبقيت بين أوراقه لسنوات طويلة، إلى أن شاءت الصدفة أن يعثر عليها أخيراً، وهذا ما دفعه إلى محاولة تبرئة ذمته المالية، وإرسال مبلغ يزيد على قيمة المخالفة الأصلية.
المضحك أن المسؤولين في إيطاليا، أعادوا له الزيادة، وهي 7 دولارات، مع الشكر على أمانته. انتهى.
لا أدري ماذا دهاني اليوم، فكل فقرات هذا المقال، غارقة بـ«المثالية» على غير عادتها وعادتي؟! وهناك احتمال أنني أكثرت من أكل الحلويات في الليلة البارحة.
***
سامحك الله يا أوسكار وايلد، عندما قلت عن المرأة إنها إما أن تكون ذات وجه قبيح، وإما ذات وجه ملطخ بالأصباغ.
الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق