شرق أوسط
حركة السيّاح تبدو اعتيادية في أهرامات الجيزة غداة تفجير استهدف حافلة قربها
ـ الجيزة (مصر) ـ بدت حركة السيّاح اعتيادية في المنطقة الأثرية في أهرامات الجيزة (غرب القاهرة) السبت غداة هجوم بعبوة ناسفة استهدف حافلة سيّاح بالقرب منها وأسفر عن مقتل ثلاثة فيتناميين ومرشدهم السياحي المصري.
وشاهد مصورو وكالة فرانس برس العديد من السيّاح الأجانب يمتطون ظهور الجمال ويستقلّون عربات الأحصنة، بينما اصطف آخرون عند مدخل أحد الأهرامات الثلاثة لدخول حجراته القديمة.
وفي الوقت الذي تحاول فيه السلطات المصرية إنعاش السياحة، التي تُعد من أهمّ ركائز الاقتصاد المصري، تلقّى القطاع ضربة جديدة مساء الجمعة حين قُتل ثلاثة سيّاح فيتناميّين ومرشدهم السياحي بانفجار عبوّة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلّهم على بعد حوالي أربعة كيلومترات جنوب منطقة الأهرامات.
وكانت الحافلة تقلّ 14 سائحًا فيتناميًّا عندما تعرّضت للاعتداء، بحسب بيان لوزارة الداخليّة.
“أكل عيشنا”
والسبت أبدى أحد الجمّالين العاملين في المنطقة خوفه من أن ينعكس الاعتداء على السياحة، وقال لفرانس برس طالبا عدم نشر اسمه “ما جرى محزن للغاية … أخشى أن يؤثّر حادث الأمس” على حركة السيّاح، مضيفاً “هذا أكل عيشنا (مصدر رزقنا)”.
وبنبرة ملؤها الحسرة قال الجمّال المسنّ الذي ارتدى جلباباً واعتمر عمامة “كنّا قد فرحنا بنشاط السياحة بعض الشيء”.
إلاّ أنّ السيّاح الذين التقتهم فرانس برس كانت لهم وجهة نظر مختلفة. وقالت سومانغ يانغ (32 عاماً) التي أتت من كوريا الجنوبية لزيارة مصر “أعتقد أنّ الإرهاب يحدث في جميع أنحاء العالم”.
وأضافت وقد بدت متحمّسة مع أصدقائها لزيارتها الأهرامات “الحظ العاثر لا يطرق نفس المكان مرتين، لذلك اعتقدت أنّه (موقع الأهرامات) سيكون أكثر أمناً اليوم”.
من جهتها قالت داليا صدقة المرشدة السياحية “أعرف المرشد الذي قتل أمس (الجمعة)، ليس شخصياً، لكنّنا أخذنا دورة تدريبية معاً”.
وأضافت بينما هي تشير إلى احمرار عينيها بسبب شدّة البكاء “لقد انهرت تماماً بالأمس، لكن كان عليّ أن أذهب إلى العمل في الصباح”.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت صباح السبت في بيان مقتل 40 “إرهابياً”،بينهم 30 في محافظة الجيزة كانوا يخطّطون “لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف مؤسسات الدولة خاصة الاقتصادية ومقوّمات صناعة السياحة ورجال القوات المسلّحة والشرطة ودور العبادة المسيحية”.
وهذا أول هجوم يطال سيّاحاً في مصر منذ تمّوز/يوليو 2017 حين قُتلت أجنبيّتان وأصيبت أربع أخريات في هجوم بسكّين في منتجع بحري بالغردقة في شرق البلاد.
وفي كانون الثاني/يناير 2016 أصيب ثلاثة سيّاح أوروبيين بجروح بسلاح أبيض في الغردقة أيضًا.
ويشهد قطاع السياحة في مصر تعافياً جزئياً بعدما تلقّى ضربة كبيرة عقب إسقاط تنظيم الدولة الاسلامية في العام 2015 طائرة روسية بعيد إقلاعها من منتجع شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها.
واستعادت البلاد بعضًا من حركتها السياحيّة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وسُجّل وصول 8,2 مليون سائح إلى مصر عام 2017، إلّا أنّ هذا الرقم لا يزال بعيداً جداً عن الـ14,7 مليون سائح الذين زاروا البلاد عام 2010.
وتعرّضت مصر سابقاً لاعتداءات عدّة نفّذتها مجموعات إسلامية متطرّفة استهدفت خصوصاً قوّات الأمن والأقلّية القبطيّة.
ومنذ أطاح الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في تمّوز/يوليو 2013، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات إسلامية متطرّفة أوقعت مئات القتلى من الجانبين، خصوصاً في شمال سيناء ووسطها.
وفي التاسع من شباط/فبراير بدأ الجيش بالتعاون مع الشرطة عملية عسكرية شاملة في شبه الجزيرة المصرية تحت اسم “سيناء 2018” لمكافحة الإرهاب، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 500 جهادي وما يزيد عن 30 عسكرياً، وفقاً للجيش. (أ ف ب)