العالم
الشيخة حسينة تحقق فوزا كبيرا في انتخابات بنغلادش والمعارضة تحتجّ
ـ دكا ـ فازت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة في الانتخابات التشريعية الأحد بحسب نتائج أعلنها التلفزيون الرسمي ورفضتها المعارضة منددة بعمليات تزوير، وسط أعمال عنف أسفرت عن مقتل 17 شخصا على الأقل.
ونقلت القناة 24 التي تجمع النتائج التي تصلها من مختلف مناطق البلاد، أن هذا الائتلاف الحزبي حصل على أكثر من 151 مقعدا التي تشكل الأكثرية المطلقة في البرلمان.
وقبيل منتصف الليل، كان مرشحو حزب رابطة عوامي الحاكم قد جمعوا 191 مقعداً مقابل خمسة مقاعد فقط للمعارضة، وفق ما ذكرت المحطة التلفزيونية.
في المقابل، وصف تحالف الأحزاب التي تنافس حزب حسينة الانتخابات بـ”المهزلة” وحض لجنة الانتخابات على إبطال النتائج.
وقال زعيم الائتلاف المعارض الذي يقوده حزب بنغلادش القومي كمال حسين للصحافيين “نطالب بإجراء انتخابات جديدة في ظل حكومة محايدة في أقرب وقت ممكن”.
وترافق الاقتراع مع أعمال عنف دامية شابت الحملة الانتخابية وتواصلت الأحد رغم الاجراءات الأمنية المشددة والتي نشر بموجبها 600 ألف عنصر أمن في أنحاء البلاد.
وقُتل 13 شخصاً في مواجهات اندلعت بين مؤيدي حزب رابطة عوامي الحاكم وأنصار حزب بنغلادش القومي المعارض، بحسب الشرطة، بينما قتلت قوات الأمن التي أكدت أنها كانت تحرس مراكز الاقتراع ثلاثة أشخاص آخرين.
وقُتل أحد عناصر الشرطة بعدما هاجمه ناشطون من المعارضة، وفق ما ذكر مسؤولون.
ويُنسب إلى حسينة (71 عاما) تعزيز النمو الاقتصادي في الدولة الآسيوية الفقيرة خلال حكم استمر عقدا بدون انقطاع، واستقبال اللاجئين الروهينغا الفارين من بورما المجاورة.
لكنها متهمة بالتمسك بالسلطة والتضييق على المعارضة، ولا سيما مع الحكم الذي صدر بحق زعيمة المعارضة خالدة ضياء بالسجن 17 عاما.
واتهم تحالف المعارضة الأحد حزب حسينة بحشو صناديق الاقتراع واستخدام وسائل أخرى لتزوير النتائج التي ستعلنها اللجنة الانتخابية رسميا الاثنين.
وتحدث الناطق باسم حزب بنغلادش القومي سيّد معظم حسين العال للصحافيين عن “تجاوزات” في الاقتراع لملء 221 من مقاعد البرلمان الـ300 التي يجري التنافس عليها.
وقال العال إن الناخبين “منعوا من دخول مراكز الاقتراع. وتم إجبار الناخبات على وجه الخصوص على التصويت لصالح +المركب+”، في إشارة إلى شعار رابطة عوامي.
“سندلي بصوتك عنك”
وقال الناطق باسم لجنة الانتخابات في بنغلادش اس.ام أسد الزمان لوكالة فرانس برس إن الهيئة “تلقت شكاوى عدة عن حصول تجاوزات” مشيرا إلى أن التحقيق جار في هذا الشأن.
ولم تعلّق حسينة فوراً على الاتهامات لكنها قالت قبل الانتخابات أنها ستكون حرّة وعادلة.
إلا أن عملية التصويت في دكا جرت بهدوء عموما مع انتشار قوات الأمن في الشوارع وأغلاق معظم الطرق.
لكن الناخبين في المناطق الريفية تحدثوا عن تعرضهم للترهيب وأفاد أطيار رحمن أنه تعرض للضرب من قبل أنصار الحزب الحاكم في منطقة نارايان غانج وسط البلاد.
وأفاد وكالة فرانس برس “قالوا لي ألا أشغل نفسي (بالتصويت) +سندلي بصوتك عنك+”.
وقالت المعارضة إن الاضطرابات هدفها ثني الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم بينما تحدث مسؤولون في مراكز الاقتراع عن نسب مشاركة ضئيلة في أنحاء البلاد.
ومع سقوط قتلى الأحد، يرتفع إلى 21 عدد الأشخاص الذين أكدت الشرطة مقتلهم منذ إعلان إجراء الانتخابات في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر.
وذكرت الشرطة أنها أطلقت النار على أنصار للمعارضة اقتحموا مركز تصويت في بلدة بشكالي (جنوب) وقتلوا أحدهم “دفاعا عن النفس”.
وفي حادث منفصل، قُتل شخص برصاص الشرطة بعد محاولته سرقة صندوق اقتراع.
جو من الخوف
وتفيد المعارضة أن أكثر من 15 ألفا من ناشطيها اعتقلوا خلال الحملة الانتخابية، ما قوض قدرتها على حشد قاعدة أنصارها.
واعتقلت السلطات 17 من مرشحي المعارضة بتهم يقولون إنها ملفقة، فيما رفضت المحاكم التي تعتبرها المعارضة خاضعة لسيطرة الحكومة، ترشح 17 آخرين.
ونددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ومجموعات دولية أخرى بعمليات القمع مؤكدة أنها أشاعت جوا من الخوف قد يثني أنصار أحزاب المعارضة عن الإدلاء بأصواتهم.
وأعربت واشنطن كذلك عن قلقها إزاء مصداقية الانتخابات في الدولة ذات الغالبية المسلمة، فيما دعت الأمم المتحدة إلى مزيد من الجهود الكفيلة إجراء انتخابات نزيهة.
وتنقلت القيادة في بنغلادش في العقود الثلاثة الماضية بين الشيخة حسينة وخالدة ضياء اللتين كانتا حليفتين قبل أن تصبحا خصمين.
وحسينة هي ابنة الرئيس الأول لبنغلادش الشيخ مجيب الرحمن. وفازت بسهولة في انتخابات عام 2014 التي قاطعها حزب بنغلادش القومي مشككا بنزاهتها.
واتهمت منظمات حقوقية إدارتها بخنق حرية التعبير من خلال تشديد قوانين الإعلام وإخفاء معارضين قسرا.
وترفض حسينة اتهامها بالتسلط لكن المحللين يقولون إن حكومتها شنت حملة القمع خشية تصويت الناخبين الشبان لصالح حزب بنغلادش القومي.
كما واجهت حكومتها انتقادات في وقت سابق هذا العام لتصديها بقسوة لتظاهرات طالبية حاشدة استمرت لأسابيع.
استهداف للإعلام
والأحد، أفاد مسؤولون أنه تم حجب بث قناة “جامونا تي في” الإخبارية الخاصة منذ مساء السبت.
وقال رئيس تحرير المحطة فهيم أحمد لوكالة فرانس برس إن “مشغلي محطات الكابل أوقفوا بث +جامونا تي في+ بدون توضيح الأسباب”. ولا يزال من الممكن متابعة القناة عبر الانترنت.
ويعرف عن القناة المملوكة من قبل مجموعة “جامونا” تغطيتها المستقلة.
وفي السياق ذاته، أفاد سبعة صحافيين أنهم تعرضوا لاعتداءات من قبل أنصار الحكومة في حوادث متفرقة أصيب عدد منهم خلالها بينما تم تخريب معداتهم.
ومنع ناشطون مؤيدون للحكومة صحافيين، بينهم اثنان من وكالة فرانس برس، من التقاط الصور في بعض مراكز الاقتراع. (أ ف ب)