السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: عصيد يدعو إلى تعطيل آيات الجهاد وأبو نعيم يصفه بالمرتد
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ بعدما دعا الناشط الحقوقي، أحمد عصيد، إلى تعطيل آيات الجهاد الواردة في القرآن الكريم، كمدخل للحد من التطرف والإرهاب. خرج الشيخ السلفي، عبد الحميد أبو النعيم، في بث مباشر على صفحة أبو النعيم على فيسبوك، ليصف دعوة عصيد بالكفر والردة، واصفا في الوقت ذاته، الباحثين بـ”الكفار والمرتدين والملعونين والمجرمين والملاحدة”.
هذا وأثار ظهور أبو النعيم، غضب المغاربة لأنها ليست هذه المرة الأولى التي يُكفِّر بها أبو النعيم أشخاصا بسبب مواقفهم وآرائهم، حيث سبق وأن أثار جدلا بعدما دعا إلى قتل ادريس لشكر، الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وذلك على خلفية ما نسب إلى لشكر من دعواته إلى مراجعة نظام الإرث ومسألة تعدد الزوجات.
وعبر نشطاء مغاربة عن تخوفاتهم من تلقي مثل هذا الخطاب على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ووصول الأمور إلى انزلاقات تتمثل في ارتكابهم لأعمال عنف.
واعتبر أحد النشطاء، أن حرية المعتقد يكفلها الدستور، و أن الإعتدال و الوسطية و التسامح من لبنات الدين و ركائز الإسلام بالمغرب لا غير. وقالوا : “إن التشدد و الطائفية في شقه الوهابي الخطير، فنحن منهم براء”.
و تأتي خرجة أبو النعيم التكفيرية بعد أسبوع من الصدمة الكبيرة التي عاشها الرأي العام المغربي بعد مقتل السائحتين الاسكندنافيتين، على يد أربعة إرهابيين موالين لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وقال عصيد، في محاضرة بمقر حزب الاشتراكي الموحد، قبل أيام: ” اليوم، صورة الإسلام مرتبطة في أذهان الناس بالعنف، لأن من صميم الثقافة الإسلامية أن الإسلام هو أفضل الأديان وأن الديانات الأخرى محرفة، وهذه الفكرة في حد ذاتها عنيفة حتى لو لم يكن هناك حرب ولا قتال”.
وأضاف، أن “الإسلام فيه، كغيره من الديانات، قيَم إنسانية نبيلة، لكننا لم نقدر على التعريف بها، لأننا أعطينا الأولوية لإرساء أسس الدولة الدينية على حساب نشر القيم الإنسانية، وهذا أدى إلى تزايد المساجد والتدين في صفوف الناس، لكنّ الأخلاق تتراجع”.
واسترسل الناشط العلماني، قائلا: “أخلاق المسلمين اليوم في الحضيض. داعيا إلى عدم ربط عمل الخير بالرغبة في الدخول إلى الجنة، والإعراض عن فعل الشر بالنجاة من النار، لأننا بذلك نربي أشخاصا انتهازيين لا يفعلون الخير إلا بمقابل، بينما المطلوب هو أن نتحلى بأخلاق الواجب، بأن يقتنع الإنسان بأن عمل الخير واجب لأنه خير ولأن فيه مصلحة للمجتمع وللدولة”.