السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: تعالي الأصوات المطالبة بشمولية تجفيف منابع التطرف
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ بعد مقتل الساائحتين الاسكندنافيتين في منطقة جبال الأطلس السياحية من قبل إرهابيين موالين لتنظيم داعش، تعالت الأصوات المطالبة إلى تحصين الشباب من ظاهرة الإرهاب.
في هذا الصدد، طالب الاتحاد التقدمي لنساء المغرب، المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، بـ”ضرورة اعتماد مقاربة شمولية تراعي الجوانب الدينية والاقتصادية والاجتماعية للحد من الجريمة وتحصين الشباب من ظاهرة الإرهاب، ثم إنزال أشد العقوبات على الجناة”.
ودعت المنظمة، في بيان لها، إلى “توفير الأمن المجالي لكافة المغاربة والأجانب ورفع الحيف عن المناطق المهمشة والنائية، وكذلك اجتثاث كل منابع التطرف وتربة الإرهاب من فقر وهشاشة وتهميش وظلم، مقابل نشر الفكر الحقوقي المنفتح والحداثي عوض الفكر الظلامي المتزمت. كما دعت إلى مراجعة الترسانة القانونية، وفي مقدمتها القانون رقم 73.13 وفق مقاربة حقوقية، بتضمينه التعديلات التي تقدمت بها المؤسسات الوطنية، من قبيل المجلس الوطني لحقوق الإنسان والجمعيات النسائية”، إلى جانب إعادة النظر في البرامج والمضامين التعليمية والإنتاج الإعلامي، وكل ما يؤثر على الخيال الجماعي، في اتجاه إرساء قيم الحداثة والتقدم والانفتاح والتسامح الديني”.
وقالت المنظمة: إن “ظواهر العنف والاعتداء والاغتصاب والتحرش الممارس على النساء أضحت تهدد أمن كل النساء في أرواحهن وأجسادهن واستقرارهن النفسي والاجتماعي. مشيرة إلى كون القانون رقم 73.13، المتعلق بمناهضة العنف ضد المرأة، لا يوفر الضمانات الحقيقية لحماية النساء من العنف والتمييز، ولا يوفر الآليات الحقيقية الكفيلة بتنزيله على أرض الواقع”.
وأضافت، أن لاتحاد التقدمي لنساء المغرب يعرب بمناسبة الجريمة الإرهابية في إمليل عن تخوفه الكبير من خطورة الإرهاب على حياة المواطنين، الذي أصبح يستهدف النساء ويطال عمق المغرب المعروف تاريخيا بثقافة التعايش السلمي وكرم الضيافة والانفتاح والتسامح.
هذا ولازال المغرب والمغاربة تحت وطأة صدمة العمل الإرهابي الذي أدى إلى مقتل السائحتين هو العمل الذي أدى بالكثير من الفاعلين إلى تجديد مطالبهم بتجفيف منابع التطرف في كتب التربية الوطنية ومحاصرة التنظيمات الداعية للتطرف، والعمل على مراقبة خطابات الكراهية.
في ذات السياق، دعا الناشط الحقوقي، أحمد عصيد، إلى تعطيل آيات الجهاد الواردة في القرآن، كمدخل أساسي للحد من التطرف والإرهاب.
وقال عصيد، وقال في محاضرة بمقر حزب الاشتراكي الموحد، قبل أيام: ” اليوم، صورة الإسلام مرتبطة في أذهان الناس بالعنف، لأن من صميم الثقافة الإسلامية أن الإسلام هو أفضل الأديان وأن الديانات الأخرى محرفة، وهذه الفكرة في حد ذاتها عنيفة حتى لو لم يكن هناك حرب ولا قتال”.
وأضاف، أن “الإسلام فيه، كغيره من الديانات، قيَم إنسانية نبيلة، لكننا لم نقدر على التعريف بها، لأننا أعطينا الأولوية لإرساء أسس الدولة الدينية على حساب نشر القيم الإنسانية، وهذا أدى إلى تزايد المساجد والتدين في صفوف الناس، لكنّ الأخلاق تتراجع”.
واسترسل الناشط العلماني، قائلا: “أخلاق المسلمين اليوم في الحضيض. داعيا إلى عدم ربط عمل الخير بالرغبة في الدخول إلى الجنة، والإعراض عن فعل الشر بالنجاة من النار، لأننا بذلك نربي أشخاصا انتهازيين لا يفعلون الخير إلا بمقابل، بينما المطلوب هو أن نتحلى بأخلاق الواجب، بأن يقتنع الإنسان بأن عمل الخير واجب لأنه خير ولأن فيه مصلحة للمجتمع وللدولة”.