رياضة

 2019 عام فاصل في مستقبل لوف مع المانشافت

ـ ميونخ ـ رغم الخروج المبكر للمنتخب الألماني لكرة القدم (مانشافت) من رحلة الدفاع عن لقبه العالمي والسقوط في الدور الأول لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا، احتفظ يواخيم لوف بموقعه على رأس القيادة الفنية للفريق.

ولكن المدرب الألماني، الذي قاد الفريق للفوز بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل، يحتاج الآن إلى النزول من برجه العاجي والتخلي عن حالة الارتياح التي كان عليها في السنوات الماضية إذا أراد إعادة بناء الفريق حيث يتعين عليه الدفع بوجوه جديدة خلال الشهور المقبلة التي تشهد مشاركته في التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020).

ويضاعف من حاجة لوف إلى العمل الجاد في 2019 أن حجم الدعم الجماهيري له تراجع بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وبالطبع، يشعر لوف بسعادة فائقة لأن أصعب عام في مسيرته مع المانشافت انتهى دون أن يخسر موقعه.

ولكنه يواجه الآن تحديا كبيرا يتمثل في إعادة هيكلة وبناء الفريق بالتزامن مع حاجته للتقدم بشكل جيد في النتائج حيث يخوض في 2019 تصفيات يورو 2020.

وقال لوف: “من الجيد أن يبدأ عام 2019” في إشارة إلى رغبته في اجتياز ذكريات 2018 المزعجة حيث خرج الفريق من الدور الأول للمونديال الروسي كما خرج من الدور الأول بالنسخة الأولى من بطولة دوري أمم أوروبا بل واحتل المركز الأخير في مجموعته بالقسم الأول لهذه البطولة ليهبط إلى دوري القسم الثاني في النسخة التالية.

وشهد عام 2018 رقما قياسيا سلبيا للمانشافت حيث خسر الفريق ست من المباريات الدولية التي خاضها على مدار العام المنقضي.

ولم يبدأ لوف عملية التغيير في صفوف الفريق إلا بعد الهزيمة الثقيلة صفر / 3 أمام المنتخب الهولندي في دوري أمم أوروبا حيث أدرك ضرورة منح اللاعبين الشبان فرصة للمشاركة مع الفريق.

والآن، يمنح لوف فرصة متزايدة للاعبين الشبان من مواليد 1995 و1996.

وكان جوشوا كيميتش 23 عاما وتيمو فيرنر 22 عاما ونيكلاس سوله 23 عاما وليون جوريتسكا 23 عاما وجوليان براندت 22 عاما ضمن قائمة الفريق في المونديال الروسي بالفعل.

كما أصبح لكل من ليروا ساني 22 عاما وسيرج نابري 23 عاما وتيلو كيهرر 22 عاما والموهبة الصاعدة كاي هافريتز 19 عاما أهمية كبيرة في صفوف الفريق حاليا.

وقال لوف 58 عاما: “عملية إعادة البناء تتم حاليا” مشددا على حاجة اللاعبين الشبان إلى الاستقرار والتوجيه.

وفي الوقت نفسه، ما زال حارس المرمى مانويل نيوير 32 عاما ولاعب الوسط توني كروس 29 عاما من العناصر الأساسية المهمة بالفريق فيما لم تعد المشاركة بالتشكيلة الأساسية للفريق أمرا مضمونا للاعبين مثل جيروم بواتينج 30 عاما وماتس هوملز 30 عاما وتوماس مولر 29 عاما.

ويدعم نيوير التغييرات التي يجريها لوف في صفوف الفريق والتي تتضمن أيضا التغيير في طريقة اللعب من الأسلوب الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة إلى طريقة اللعب 3 / 4 / 3 التي تناسب سرعة ساني ونابري وفيرنر.

وقال نيوير : “لدينا روح جديدة في الفريق ولكننا نتمتع أيضا بمزيد من السرعة والمهارة”.

ومن بين أكثر عشرة لاعبين مشاركة من حيث الدقائق في مباريات المانشافت بعد المونديال، هناك خمسة لاعبين من مواليد عامي 1995 و1996 وهم كيميتش وفيرنر وسوله وكيهرر وساني.

ويركز لوف ومسؤولو الاتحاد الألماني للعبة حاليا على يورو 2020. وقال راينهارد جريندل رئيس الاتحاد: “يورو 2020 هي الهدف”.

وأكد جريندل أنه لن تكون هناك أي مبررات أو أعذار إذا فشل المانشافت في التأهل ليورو 2020 عبر مجموعته بالتصفيات والتي تضم معه منتخبات هولندا وأيرلندا الشمالية واستونيا وبيلاروس.

ويلتقي المنتخب الألماني نظيره الهولندي في 24 آذار/مارس المقبل فيما يلتقي قبلها بأربعة أيام نظيره الصربي وديا.

وقدم المانشافت عرضا جيدا وواعدا في مباراة الإياب أمام هولندا بدوري أمم أوروبا لكنه فرط في تقدمه بهدفين في الشوط الأول واستقبلت شباكه هدفي التعادل في الدقائق الأخيرة من المباراة.

ولكن لوف لم يعد بحاجة إلى أن يقدم الفريق عروضا جيدة فقط وإنما يحتاج أيضا للنتائج الجيدة.

ورغم ارتباطه بعقد مع الفريق حتى 2022، لم يعد مستقبل لوف مع الفريق أمرا لا يقبل المساس.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد “يوجوف” أن 41 بالمئة من الألمان يرون أن لوف ليس الرجل المناسب لقيادة الفريق. وكشف الاستطلاع أن 35 بالمئة من الألمان ما زالوا يرون في لوف الخيار المناسب فيما لم يكشف 24 بالمئة عن رأيهم.

وأجرى المعهد هذا الاستطلاع على عينة قوامها 2038 شخصا في أواخر كانون أول/ديسمبر المنقضي حيث طرح السؤال، بتفويض من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، عما إذا كان لوف لا يزال هو الرجل المناسب لتدريب المانشافت حاليا.

وكانت الإنجازات في السنوات الماضية سببا في بقاء لوف بمنصب المدير الفني للفريق لاسيما وأنه قاد فريقا من لاعبي الصف الثاني والنجوم الاحتياطيين للفوز بلقب كأس القارات 2017 بروسيا.

ولكنه يحتاج الآن إلى نجاح مقنع في تصفيات يورو 2020 من أجل الاحتفاظ بموقعه في قيادة المانشافت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق