السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

الجزائر: القضاء على 32 إرهابيا خلال 2018… وإجهاض تسلل إرهابيين من بؤر التوتر بجوازات سفر سودانية

نهال دويب

ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ كشفت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش الجزائري قضى على 32 إٍرهابيا، وأن 132 آخرين سلموا أنفسهم وأسلحتهم أقصى جنوب البلاد خلال العام 2018، وشهدت الحدود الجنوبية للبلاد خلال هذه الفترة محاولة تسلل إرهابيين قادمين من بؤر التوتر كسورية والعراق يحاولون اختراق الحدود الجزائرية باستعمال جوازات سفر سودانية مزيفة حسبما كشفه مسؤول حكومي جزائري.

ونشرت وزارة الدفاع، أمس، بموقعها الإلكتروني، حصيلة عن عمليات الجيش خلال العام المنصرم، أهم ما جاء فيها الأرقام المتعلقة بمقتل الإرهابيين في مناطق متفرقة من البلاد، وتوقف العشرات منهم، وأغلبهم في جنوب البلاد، وبالتحديد قرب المناطق الحدودية مع مالي والنيجر, معظمهم حاول اختراق الحدود ضمن قوافل المهاجرين غير الشرعيين.

وتم خلال 2018 اعتقال 170 شخصا بشبهة دعم الإرهابيين، كما سلم 22 شخصا ينتمون لعائلات إرهابيين أنفسهم للسلطات العسكرية, ويتعلق  الأمر بزوجات وأبناء متطرفين، عاشوا فترة طويلة بمعاقل الإرهاب، وأكثر من غادروا هذه المعاقل يتحدرون من محافظة جيجل شرق البلاد، التي عرفت بكونها مركز نشاط تنظيم ” القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي “.

وخلال العام المنصرم شكلت الحدود الجنوبية للجزائر مصدر قلق حقيقي، خاصة بعد محاولة إرهابيين قادمين من بؤر التوتر اختراق الحدود، وأصبحت هذه الظاهرة التي برزت مؤخرا تؤرق قيادة المؤسسة العسكرية، أمام تنامي نشاط التنظيمات المسلحة المنضوية تحت لواء القاعدة، أو المقربة منها، الأمر الذي دفع قيادة أركان الجيش إلى تعزيز وحداتها لا سيما على الحدود المشتعلة في كل من ليبيا ومالي، وحتى تونس، من أجل درء الأخطار التي باتت تهدد السيادة الترابية للجزائر.

وحذر مسؤول في وزارة الداخلية الجزائرية، من مؤامرة إقليمية كبيرة تحاك ضد الجزائر من قبل جهات إقليمية، هدفها تسهيل تدفق الإرهابيين من منطقة ” حلب السورية ” إلى الجزائر عبر دول مجاورة للبلاد تشهد اضطرابات أمنية على غرار النيجر ومالي.

وقال المدير المكلف بالهجرة بوزارة الداخلية، حسان قاسمي، في تصريح أدلى به لإحدى الصحف المحلية الحكومية، إن الإرهابيين القادمين من بؤر التوتر كسورية والعراق يحاولون اختراق الحدود الجزائرية باستعمال جوازات سفر سودانية مزيفة.

وأوضح قاسيمي، أن ” العديد من الجنود السابقين في الجيش السوري الذين دخلوا الجزائر بطريقة غير شرعية لهم اتصالات مع ضباط سامين في الجيش السوري الحر, وقفت قوى إقليمية على إنشائه بهدف الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد “.

وأكد المدير المكلف بالهجرة بوزارة الداخلية، أن الجزائر تتابع بانشغال ملف المهاجرين العرب المنحدرين من سوريا واليمن الذين يتخذون من النيجر ومالي ممرا لدخول الجزائر بتأطير من تنظيمات مسلحة، مشيرا إلى أن الجيش الجزائري مجند بقوة للتصدي لهذه التهديدات الأمنية الخطيرة التي تهدد استقرار البلاد.

ويصل عناصر الجيش السوري إلى الجزائر عبر السودان, وهذا بعد لجوء دول منطقة البلقان إلى وضع إجراءات أمنية مشددة على طول حدودها لمنع تسلسل عناصر التنظيمات الإرهابية ضمن قوافل اللاجئين الزاحفين إلى دول الاتحاد الأوروبي, وتتراوح أعمارهم بين 20 و 30 سنة.

وكشفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، إن “معلومات وصلتها تفيد بترحيل 50 رعية فلسطينيا وسوريا، يومي 25 و 26 ديسمبر / كانون الأول الماضي، إلى النيجر بواسطة حافلات وبمساعدة الهلال الأحمر الجزائري.

وحسب المعلومات التي كشف عنها التنظيم الحقوقي، فإن أولئك “اللاجئين دخلوا الجزائر قبل 3 أشهر عبر الحدود المالية، حيث اتصلوا بمصالح الأمن الجزائرية، طالبين الحماية حسب شهاداتهم، وقد تم وضعهم في مركز احتجاز، لكن بعد إدانتهم من طرف القضاء بـ3 أشهر حبساً غير نافذ، بتهمة الدخول غير الشرعي للتراب الوطني”.

وكشفت وسائل إعلام محلية وأجنبية وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبرا عن وجود نحو 43 سوريا في الصحراء الجزائرية تنوي السلطات ترحيلهم إلى بلدانهم, غير أن تلك المعلومات لم  تأكدها أو تنفها السلطات الجزائرية.

وحسب المعلومات نفسها فإن هؤلاء المواطنين السوريين بينهم مقاتلون وضباط في ” الجيش السوري الحر ” وعناصر من ” منظمة الدفاع المدني السوري ومدنيون مطلوبون للنظام السوري “.

وراسل  نشطاء حقوقيين وسياسيون، السلطات الجزائرية بعدم تسليمهم إلى النظام السوري مخافة تعريض حياتهم إلى الخطر.

وراسل الناشط البرلماني الجزائري حسن عريبي وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل طالبا منه ومن الحكومة تدخلا عاجلا لوقف إجراءات ترحيل المواطنين السوريين إلى مطار المزة العسكري بدمشق.

وقال إنه “في التراجع عن هذا القرار مكسب ثمين للدولة الجزائرية يضاف إلى رصيد احترام حقوق الإنسان، أما الاستمرار في تنفيذ هذا الإجراء فسيكون صفحة سوداء في سجل الدبلوماسية الجزائرية الحافل بالإنجازات والانتصارات”.

وحسب تقرير نشره مركز ” صوفا غروب الاستشاري للشؤون الأمنية, فإن 5600 عنصر من تنظيم ” داعش ” الإرهابي  من العراق وسوريا يستعدون للعودة ويمثل هذا تحديا أمنيا هائلا  لهذه الدول.

وتكشف العديد من التقارير الأمنية أن تونس والجزائر تعد في مقدمة الدول المستهدفة بعودة ونزوج الدواعش إليها, خاصة وأن عدد من دول المغرب العربي والساحل الإفريقي توفر للعائدين إليها منطقة خصبة للتحرك فيها.

وحذرت الجزائر مرارا وتكرارا على لسان وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل, من خطر عودة مقاتلي تنظيم ” داعش ” إلى بلدانهم من بؤر التوتر كسورية والعراق.

ودعا رئيس أركان الجيش الجزائري, الفريق أحمد قايد صالح, الثلاثاء, قوات الجيش إلى جعل القضاء على القضاء على آفة الإرهاب الهدف الأسمى لهم عام 2019.

وشدد على ضرورة “الحفاظ على نعمة الأمن والسكينة في كافة ربوع الوطن”، قائلا إن “العالم يعيش اليوم تحولات رهيبة ومتغيرات متسارعة تستدعي منا كجزائريين الكثير من الحرص والمزيد من اليقظة، في سبيل الحفاظ على نعمة الأمن والسكينة في كافة ربوع الوطن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق