ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ لم تحلم يوماً من الأيام أن تكون مُصلحة اجتماعية وأن يطلق عليها أصدقاؤها وأقاربها لقب (مختارة) بشكل مجازي عندما نجحت عدة مرات في حل بعض القضايا والمشكلات بشكل عفوي إنها المختارة فاتن حرب.
فاتن حرب هي امرأة فلسطينية كباقي نساء فلسطين من سكان قطاع غزة وتبلغ من العمر (43عاماً)، وهي أم لخمسة أبناء ودرست وأبدعت وتميزت وتخرجت من كلية التربية في جامعة القدس المفتوحة وحصلت على درجة البكالوريوس بتقدير إمتياز وتعمل في مجال الإصلاح الاجتماعي منذ خمس سنوات ميدانياً.
تعتبر كلمة “مختارة” كلمة جديدة على المجتمع الفلسطيني بالذات بأنه يكون المختار هو الشخص المخول الذي تعينه الأسرة أو العائلة الذي يكون له حرية فرض السيطرة على كافة الأمور والرأي وفي الوقت نفسه أن تكون “إمرأة مختارة” شيء غريب بالفعل في المجتمع وخصوصاً في غزة المحافظة على العادات والتقاليد.
وانطلقت المختارة حرب من شعار أن الرجل لا يستطيع أن يفعل كل شيء وبات هناك بعض الأشياء التي تقف أمام الرجل ومن أهمها حل المشكلات الاجتماعية المتعلقة بالنساء، فلذلك بات بإمكان المرأة أن تنافس الرجل في هذا الدور وتشاركه في حل ذات البين أو إصلاح.
المشكلات المجتمعية وأن المرأة “المختارة” كان لا بد من وجودها في المجتمع الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة بسبب ما تعانيه المرأة الفلسطينية في القطاع من هضم حقوقها، والألام التي وقعت عليها من الإضهاض سواء من الأسرة أو من العمل في كافة المجالات، فكانت فكرة المختارة في الأونة الأخيرة للوقوف على جانب المرأة الفلسطينية والوقوف معها في حل مشكلاتها التي في بعض الأحيان لا تستطيع أن تبوح فيها إلى المخاتير أو التوجه إلى المراكز لرفع القضايا فكان هنا دور المختارة في هذا الوقت مهم جداً في القطاع.
تقول المختارة فاتن حرب”لطالما كانت أدوار المرأة معروفة أو المجتمع حاول أن يجعلها في قلقعة من الأدوار والتي لا يجوز لها الخروج عنها، فعملي كمختارة تصلح بين الناس وتزاحم الرجال في هذه المهنة، كان شيئاً غريباً خاصة أننا في مجتمع محافظ”
تضيف” لم ألقي بالاً لكافة الانتقادات التي تعرضت لها في بداية عملي، وأكلمت المشوار الذي بدأت فيه فعلاً لم تكن مدة بسيطة على ظهور المختارة وأصبحت هذه المختارة لها شعبية ولها وجود، ودور فعال على الساحة الفلسطينية وهذا أن دل فإنما يدل على أهمية دور المرأة ( المختارة )، في المجتمع لتقدم الحلول للقضايا الأسرية و المجتمعية”.
وتتابع” دوري لم يكن لتجاور الرجال في المجالس والشقوق والحل ولكن هذا الدور جاء لخدمة المرأة الفلسطينية وخاصة أن المجتمع الفلسطيني يعتمد على الخصوصيات ولا يستطيع أن يبوح بها إلى الجميع فيكون هناك صعوبة على المرأة أن تبوح إلى المختار في العديد من القضايا والمشكلات فجاء دوري ليثمن ويقف بجانب المرأة الفلسطينية فكان هذا هو السبب الحقيقي في نجاحي في الكثير من القضايا المجتمعية”.
وتوضح المختارة حرب أن بعض النساء يرفضون أن تكون أمرأة مختارة بأنهم يقولون أن المرأة ليست صاحبة قرار وليس بقدرتها أن تحل مشاكلها في بيتها، فكيف لها أن تحل مشاكل الآخرين وأن بعض المخاتير توجهوا لها بالعنف عندما سمعوا إلى كلمة “مختارة” ولكن كان التنويه من قبل المختارة أنها لحل القضايا الأسرية والمجتمعية وأن المرأة لها جانب خاص.
من التحديات والإنجازات فالمختارة فاتن أخذت على عاتقها أن تحل قضاياها من قاعدة أن النساء أجدر بحل قضاياهن قادت شخصيتها القوية ورؤيتها الثاقبة إلى حل العديد من المشكلات النسائية في قطاع غزة
وتلفت إلى أنها تحدد الكثير من اللذين كانوا يسخرون منها ويحبطونها وأنجزت العديد من القضايا التي صعب فيها الرجال ( المخاتير ) من إنجازها، مشيرة إلى أنها استطاعت بقوتها وإرادتها أن تغير رأي الكثير من حولها بعد أن أسهمت في حل العديد من المشاكل لنساء وجدن صعوبة في تقبل الواقع المر الذي يعشنه مع أزواجهن.
وتًصر حرب التي تمكنت من الحصول على هذا اللقب على إكمال عملها كمختارة رغم الصعوبات والمعيقات التي تواجهها.