العالم
إفريقيا تنتظر تقارير مراقبي الانتخابات في الكونغو الديموقراطية
ـ كينشاسا ـ تتجه الأنظار في إفريقيا والعديد من الدول الغربية إلى الكونغو الديموقراطية حيث يفترض أن تقدم فرق مراقبة الانتخابات التي جرت الأحد، تقاريرها الأولى بينما أعلنت اللجنة الانتخابية أنها تنوي إرجاء النتائج الموقتة لهذا الاقتراع التاريخي.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية كورني نانغا لوكالة فرانس برس الخميس “لسنا نائمين ونفعل ما بوسعنا لنشر النتائج في السادس من كانون الثاني/يناير. لكن إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك، فليس هناك أمر مستحيل”.
وكانت اللجنة أعلنت الثلاثاء انها ستنشر هذه النتائج في السادس من كانون الثاني/يناير على أبعد حد.
وقطعت خدمة الانترنت في أكبر بلد في إفريقيا جنوب الصحراء منذ الثلاثاء بينما يفترض أن يبدأ المراقبون الكونغوليون إعلان ما إذا كان التصويت جرى “بحرية ومصداقية وشفافية وهدوء وعدالة”.
وسيقدم مؤتمر الأساقفة والمنظمة غير الحكومية “سيموسيل” النتائج الأولية لعمل آلاف المراقبين الذين تم نشرهم في مراكز الاقتراع في جميع أنحاء هذا البلد العملاق والمضطرب في إفريقيا. وتبلغ مساحة الكونغو 2,3 مليون كيلومتر مربع وله حدود مع تسع دول.
وصرح رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الإفريقي متوجها إلى أطراف الأزمة الكونغولية الأربعة أن “أنظار إفريقيا متجهة إليكم. اسعوا من أجل ألا يخيب ظننا”.
وتمكن رئيس مالي السابق بالوكالة دياكوندا تراوري من جمع مرشحي المعارضة المنقسمة فيليكس تشيسيكيدي ومارتن فايولو، وممثل عن مرشح السلطة إيمانويل رامازاني شاداري ورئيس مفوضية الانتخابات كورنيي نانغا.
وقال وسط مخاوف من أعمال عنف عند إعلان النتائج الموقتة “وضعناهم أمام مسؤولياتهم”. وأضاف “تحدثنا عن المشاكل الإفريقية ووجدنا حلولا إفريقية. أي منها؟ أن تشهد لديموقراطية الإفريقية قفزة حقيقية إلى الأمام”.
رغبة الناخبين
ورسالة تراوري موجهة أولا إلى لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة التي تحتكر إعلان النتائج و”تجميعها” مسبقا.
وخلال انتخابات 2011 التي أثارت معارضة، تحدثت منظمات غير حكومية عن عمليات تزوير “من المراكز المحلية لتجميع النتائج”.
وأكد تراوري الأربعاء مرتين أن النتائج التي ستعلن يجب أن تكون “مطابقة لرغبة الناخبين”.
ويلمح موفد الاتحاد الإفريقي الذي يوصف عادة بأنه هيئة قريبة من السلطات لقائمة في جميع أناء القارة، إلى أن النتائج قد لا تعكس “حقيقة صناديق الاقتراع” كما قالت المعارضة.
وكان جوزف كابيلا الذي يحكم البلاد منذ 2001، انتخب في 2006 وأعيد انتخابه وسط معارضة في 2011. وانتقدت المعارضة في انتخابات الأحد استخدام “أجهزة للاقتراع” وهي شاشات تعمل باللمس لاختيار المرشحين اعتبرها المعارضون “أجهزة للغش”.
وكانت سلطات الكونغو الديموقراطية قطعت الانترنت والرسائل النصية. كما قطعت الأربعاء بث إذاعة فرنسا الدولية وسحبت اعتماد مراسلتها في البلاد.
وقال الناطق باسم السلطات لامبير مندي لوكالة فرانس برس إن “إشارة بث إذاعة فرنسا الدولية (ار اف اي) قطعت في كل مدن الكونغو”. وأضاف ” لا نريد ان نسمح لمحطة بصب الزيت على النار، فيما ننتظر النتائج الموقتة”.
وتأتي هذه التدابير في فترة دقيقة من العملية الانتخابية في الكونغو الديموقراطية، بين الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد واعلان نتائجها الموقتة في موعد اقصاه السادس من كانون الثاني/يناير.
ويتعلق الرهان بخليفة جوزف كابيلا أول رئيس كونغولي يتخلى عن السلطة تحت ضغط الدستور منذ استقلال البلاد.
وتغطي إذاعة فرنسا الدولية على نطاق واسع الانتخابات في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وهي مسموعة جدا في أكبر بلد في العالم يعتمد الفرنسية لغة رسمية (حوالى 80 مليون نسمة).
وتشير الإذاعة إلى استطلاع للرأي أجراه معهد “افريسكوب/تي ان اس سوفريس” يؤكد أن نسبة مستمعيها تبلغ 40 بالمئة من الكونغوليين.
ورد سفير المملكة المتحدة في كينشاسا جون مورتون بدعوة الكونغوليين للاستماع إلى بي.بي.سي خلا انقطاع ار.اف.اي.
وقال “لا.إن قطع ار.اف.اي ليس شيئا جيدا لبي.بي.سي”.
وقال “يجب حماية قدرة وحقوق وسائل الاعلام كما أكدنا في اعلاننا الأخير” وذلك في إشارة إلى إعلان مشترك في الأول من كانون الثاني/يناير وقعت عليه لندن وباريس وواشنطن والاتحاد الأوروبي وكندا وبلجيكا وهولندا وسويسرا والسويد. (أ ف ب)