العالم
مجلس النواب الديموقراطي يبدأ حقبة جديدة في واشنطن في مواجهة ترامب
ـ واشنطن ـ عقد الكونغرس الامريكي الجديد الذي يضم عددا قياسيا من النساء وأعضاء يتحدرون من الأقليات، الخميس جلسته الاولى وسط انقسام بين الديموقراطيين الذين يسيطرون على مجلس النواب والجمهوريين الذين عززوا غالبيتهم في مجلس الشيوخ.
وفي الكونغرس الجديد ينتقل مجلس النواب الامريكي إلى سيطرة الديموقراطيين لترتسم حقبة جديدة في واشنطن مع مزيد من استهداف رئاسة دونالد ترامب المضطربة.
ووسط التصفيق، ترأس نائب الرئيس الامريكي مايك بنس المراسم الاولى لاداء اليمين في مجلس الشيوخ.
والى مجلس النواب وصلت الديموقراطية نانسي بيلوسي مع عائلتها، وستصبح لاحقا رئيسة المجلس وهو المنصب الذي سبق أن تولته بين 2007 و2010 لتصبح أول امرأة في التاريخ الامريكي تتولى هذا المنصب.
وفي مقتطفات من كلمة ستلقيها في مجلس النواب الخميس، وعدت بيلوسي بأن يكون الكونغرس الجديد “ثنائي الحزب وموحّدا .. وسيناقش ويدعم الأفكار الجيدة مهما كان مصدرها”.
وأضافت “بهذه الروح سيعرض الديموقراطيون على لجنة المخصصات الجمهورية في مجلس الشيوخ مشروع قرار لإعادة فتح الحكومة في وقت لاحق من اليوم لتلبية احتياجات الشعب الأمريكي وحماية حدودنا”.
ولكن يبدو أن هذا التعاون بين الحزبين غير مرجح وسط استمرار تمسك ترامب بضرورة ان يوافق الكونغرس على خطة بخمسة مليارات دولار لتمويل بناء الجدار بهدف وقف الهجرة غير الشرعية، في حين من المستبعد أن يرضخ الديموقراطيون لطلبه.
وبعدما قال مساء الأربعاء إنه “جاهز ومستعد للعمل مع الديموقراطيين”، عاد ترامب الخميس الى مهاجمتهم، وكتب في تغريدة “الاغلاق سببه الوحيد هو انتخابات الرئاسة 2020”.
وأضاف “الديموقراطيون يعلمون بأنهم لا يستطيعون الفوز بعد جميع انجازات +ترامب+”، ولذلك فإنهم يهاجمون بشدة الجدار وأمن الحدود الضروريين للغاية، ويضايقون الرئاسة. الأمور بالنسبة لهم تنحصر في السياسة”.
الخلاف شبه مؤكد
من المرجح أن يحرص الديموقراطيون على كبح جماح الإدارة التي يعتقدون أنها تجاوزت سلطاتها وأساءت استخدام السلطة خلال نحو عامين منذ تنصيب ترامب.
وستتاح لهم تلك الفرصة عندما تتشكل لجان من الكونغرس يقودها مشرعون وعدوا بالتحقيق في قضايا من بينها ضرائب ترامب وإقالته لوزير العدل جيف سيشنز وعلاقاته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد أشار هؤلاء إلى أن ترامب سيواجه مجموعة من التحقيقات التي يمكن أن تعوق عمل البيت الأبيض الذي يحاصره حاليا تحقيق روبرت مولر بشأن تواطؤ حملة ترامب الانتخابية مع روسيا.
وأدت انتخابات منتصف الولاية إلى خروج عشرات الجمهوريين من الكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر. إلا أن حزب ترامب تمكن من زيادة غالبيته بشكل طفيف في مجلس الشيوخ بنسبة 53 إلى 47 ما يعني أن تصاعد الخلاف في واشنطن سيكون شبه مؤكد.
عزل الرئيس؟
من بين المهام الأولى للكونغرس ال116 إنهاء الشلل الحكومي الجزئي الذي أدى إلى إغلاق ربع الأجهزة الفدرالية.
وقال ترامب إنه لن يوقع الموازنة إذا لم تشمل مبلغ 5,6 مليارات دولار لبناء الجدار.
وطرحت بيلوسي تدابير جديدة لتمويل الادارات، إلا أنها أشارت إلى أنها “لا تشتمل على تمويل جديد للجدار” وهي الخطوة التي رفضها البيت الأبيض وقادة مجلس الشيوخ الجمهوريون.
وسيلوح في واشنطن ايضا تهديد عزل الرئيس، ومن شبه المؤكد أن بعض الديموقراطيين سيطرحون إجراءات لعزل ترامب من منصبه.
ورغم اعتقاد الديموقراطيين بأن بعض أفعال ترامب قد ترقى إلى “جرائم خطيرة” إلا أن بيلوسي قللت من احتمالات عزله.
وقالت لمجلة “إل” (النسخة الأمريكية) أن هذه الخطوة “ستتسبب بانقسامات شديدة .. لن أدفع بذلك الاتجاه”. (أ ف ب)