أوروبا

رئيس وزراء مقدونيا يناشد مواطنيه قبول تغيير اسم البلاد

–  قال رئيس الوزراء المقدوني زوران زايف في مقابلة مع وكالة فرانس برس، انه يطلب من مواطنيه التصويت على تغيير اسم مقدونيا لربطها بالمعسكر الغربي، مؤكدا ان البديل عن ذلك هو اليأس، و”عدم الاستقرار” و”العزلة”.

وفي 30 ايلول/سبتمبر، سواء أكانوا ينتمون الى الاكثرية السلافية المقدونية او الى الأقلية الألبانية (20 الى 25% من 2،1 مليون نسمة)، سيقول الناخبون عبر استفتاء هل يوافقون أم لا على أن يصبحوا مواطنين في “مقدونيا الشمالية” عملا بالاتفاق الذي وقعه في تموز/يوليو زوران زايف مع نظيره اليوناني اليكسيس تسيبراس.

واثر ذلك يتعين أن يصادق البرلمان على “نعم” لكن اذا فازت “نعم” سيمثل ذلك خطوة نحو حل نزاع مع اليونان، يعود الى 1991 عند حصول هذه الجمهورية اليوغوسلافية الصغيرة السابقة على استقلالها.

ويقفل هذا النزاع على مقدونيا باب حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي بسبب فيتو اليونان التي تطلق على جارتها الصغيرة تسمية “جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة”.

وتتهم اثينا مقدونيا بطموح توسعي والاستيلاء على ارثها التاريخي واستخدام اسم “مقدونيا” وهو ايضا اسم منطقة بشمال اليونان.

الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والحلف الأطلسي

ويشعر الكثير من المقدونيين بأنهم قد جُرحوا من جراء تغيير اسم بلادهم المفروض من الخارج. لكن زوران زايف يقول ان 80% يأملون أيضا في الانضمام الى الحلف الأطلسي والاتحاد الاوروبي.

ولم يغب الامر عن الحكومة الاشتراكية-الديموقراطية التي تسلمت الحكم في ربيع 2017 بدعم من الأقلية الألبانية. فجاء سؤال الاستفتاء خاليا من الاشارة مباشرة الى تغيير اسم البلاد كما يلي “هل توافق على الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والحلف الأطلسي من خلال الموافقة على الاتفاق” مع اليونان؟

وقال زوران زايف، على هامش اجتماع انتخابي في كيسيفو (غرب) حيث حرص على عدم التلفظ بعبارة “مقدونيا الشمالية”، ان “فشل الاستفتاء ليس خيارا. انا مقتنع تماما بنجاحه بحيث لا أفكر في خيارات اخرى”.

وحذر زايف من ان فوز “لا” من شأنه ان يعني “غيابا تاما للأمل، وعزلة كاملة للبلاد، وان يفتح على الارجح فصلا جديدا من انعدام الامن وعدم الاستقرار” في البلقان الغربية التي “قد تعود على الارجح الى سنوات الماضي القاتمة”.

وفي المقابل، قال زايف ان فوز “نعم” يتيح “بناء مستقبل اوروبي تعاوني” لدول البلقان ويقدم “نموذجا ايجابيا لمناطق اخرى في العالم”. واكد ان “ذلك يعني ان المشاكل الشبيهة يمكن ايجاد حلول لها عبر اتفاقات من هذا النوع”.

وشدد زوران زايف على انه “لا حل امام مقدونيا سوى الانضمام الى الحلف الأطلسي والاتحاد الاوروبي”.

وقد دعا الحلف الاطلسي سكوبيي الى فتح مفاوضات، محذرا في الآن نفسه من ان تغيير الإسم مرحلة إلزامية. وتبدو الطريق أطول الى الاتحاد الاوروبي الذي وضع شروطا لبدء محادثات في حزيران/يونيو 2019.

معارضة روسية

وتوجه عدد كبير من المسؤولين الغربيين الى سكوبيي لدعم ال “نعم”، على غرار المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل ووزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس المنتظر وصوله الاثنين بعدما حذر من تدخلات روسية.

وكشف زوران زايف ان الروس “قالوا لي انهم لا يعارضون انضمام مقدونيا الى الاتحاد الاوروبي لكنهم يعارضون انضمامها الى الحلف الأطلسي”.

وذكر “مركز الابحاث للدراسات الاستقصائية” وهو مركز بحوث بتمويل اميركي ان 57% من الناخبين سيؤيدون الاتفاق.

ومن دون حماس احيانا، على غرار ساشو إيليوسكو الذي قال قبل اجتماع زايف في كيسيفو “لا اعتقد ان هذا الاتفاق عادل، لكني سأصوت لتأييده… الناس يشعرون بشيء من الاحباط لخسارة جزء من هويتهم… لكنهم سيصوتون مع ذلك نعم”.

ودعت المعارضة اليمينية ناخبيها الى “التصرف بما تمليه عليهم ضمائرهم”، ممتنعة عن الانضمام الى حملة للمقاطعة اطلقت على شبكات التواصل الإجتماعي.

وحذر زوران زايف “من أن البعض يأمل من خلال التضليل أن يفشل هذا الاستفتاء” ساعيا بذلك الى اقناع الناخبين المحبطين بسبب وضع اجتماعي-اقتصادي كارثي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق