السلايدر الرئيسيشرق أوسط
هل تدخل اللوبي الصهيوني بأمريكا لتوجيه ضربات عكسية لحوار السيسي المثير للجدل؟!
شوقي عصام
ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ عجت الأيام الماضية، بجدل كبير حول الحوار الذي سجل من قناة “سي بي إس”، الأمريكية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذهب هذا الجدل، بتصورات روّجت في وسائل بالإعلام الغربي، وأيضاً منابر إعلامية إخوانية محسوبة على قطر وتركيا وإيران، وعلى رأسها “الجزيرة”، “العربي الجديد”، بأن الرئيس المصري يرفض إذاعة الحوار، وكأن “السيسي” قال ما هو كارثي، لدرجة أن هذه المنابر عملت على ترويج لعبارة “السيسي يتصبب عرقاً في انتظار بث اللقاء”.
أفرج عن اللقاء، وأهم ما جاء فيه، وبالاطلاع عليه يتضح أن الأسئلة وإجاباتها لا تحمل ما هو كارثي، وأن “السيسي” سلّم نفسه قبل ذلك لإعلاميين غربيين ومنابر تليفزيونية كبرى، استفسرت من الرئيس المصري عن كل ما هو سري ومحرج، لذلك يبقى السؤال عن سبب هذا الجدل والواقف وراءه؟!
بالاطلاع على اللقاء، فإن الأسئلة والإجابات عادية، بل أعطى “السيسي” لنفسه آفاقاً في تقديم إجابات تعجب مؤيديه من جهة، وتصحح الصورة لبعض الإجراءات المتبعة من جانب نظامه، فيما يتعلق بالعناصر الجهادية المتطرفة، التي تقدم من جانب منابر إعلامية غربية ومنظمات حقوقية دولية، على أنهم معتقلون سياسيون، في حين أنهم متهمون في جرائم قتل وعنف، ودخلوا في المسار القانوني الطبيعي للتحقيقات والحبس الاحتياطي والمحاكمات أمام القضاء الطبيعي.
من الواضح أن الأزمة في اللقاء ليست عند “السيسي”، ولكنها عند طرف آخر، من الواضح أنه خسر كثيراً في السنوات الأخيرة، في إطار حرب الجيش المصري على الإرهاب في سيناء المجاورة للكيان الإسرائيلي، أو بالأدق فلسطين التاريخية، فـ”السيسي”، تحدث بصورة مظهرها التعاون مع إسرائيل، ولكن باطنها هو أن كل ما كتب على مصر من تحديد لحركة الجيش في سيناء، سواء بشرياً أو تسليحياً، بفعل اتفاقية “كامب ديفيد”، قد انتهى مع حرب الجيش المصري على الإرهاب، بل إن الجيش المصري تجاوز هذه المرحلة بما هو أبعد، عندما يدخل الطيران الحربي المصري إلى داخل حدود الكيان الإسرائيلي، سواء لضرب معاقل للإرهابيين داخل حدوده، أو ملاحقتهم عند الهرب إلى الخارج.
فـ”السيسي” قال نصاً، في إطار سؤال عن التعاون مع إسرائيل: “نعم هذا صحيح، في بعض الأحيان يحتاج سلاح الجو إلى العبور إلى الجانب الإسرائيلي، ولهذا السبب لدينا مجموعة واسعة من التنسيق مع الإسرائيليين”.
ما قاله “السيسي”، أمر مزعج للإسرائيليين، في ظل قرب انتخابات برلمانية، خلال أشهر قريبة، مما يعطي نتائج بأن المتضرر الوحيد من هذا اللقاء سيكون “إسرائيل”، في ظل الصورة الخاصة بأن “السيسي” حصل لجيشه على مكاسب جمة ترجح كفة الجيش المصري أمام إسرائيل، مما يضر بوضعية حزب “بنيامين نتانياهو”، في الانتخابات المقبلة، ليُطرح هنا سؤال مهم: “هل تدخل اللوبي الصهيوني بأمريكا لتوجيه ضربات عكسية لحوار السيسي المثير للجدل؟!“.
ما يقوي هذا التساؤل، هو أن قناة “سي بي إس”، زعمت في البرومو الدعائي للحوار، أن مصر سمحت لإسرائيل بالتدخل جوياً في سيناء، وهو الأمر غير الصحيح بالمرة، بل إن “السيسي”، قال إن سلاح الجو المصري، هو من يدخل إلى الجانب الآخر
وفي الوقت نفسه، يتضح أن ما خرج من السفير المصري في واشنطن، ياسر رضا، في تواصل مع القناة الأمريكية، بمنع بث اللقاء عند الإعلان عنه، يتعلق بأن القناة لم تلتزم بالموعد الذي حدد من جانبها لبث اللقاء الذي تم تسجيله في سبتمبر من العام الماضي، خلال زيارة “السيسي” إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي أن القناة “سقعت” الحوار 4 أشهر، في حين أن التصريحات المقدمة فيه، خرجت في إطار موعد محدد سيبث فيه، أي أن الحوار تجاوز الوقت والظروف المحيطة به قد تغيرت، وهو أمر في الأساس، خطأ مهني من جانب القناة، وخطأ بروتوكولي في عالم اللقاءات مع الرؤساء والمسؤولين.