السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

تونس: الشاهد بمحافظة جندوبة… وحقوقيون: زيارة لتسويق حزبه الجديد

سناء محيمدي

ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ اثارت زيارة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، لمحافظة جندوبة بالشمال الغربي، سيلا من الانتقادات لدى الاوساط الحقوقية التونسية، معتبرينها زيارة تندرج في اطار الحملة الانتخابية لرجل القصبة الذي يستعد للإعلان عن تاسيس مشروعه السياسي الجديد.

هذا وعبرت منظمات بجندوبة، في بيان مشترك لها، عن استيائها من العودة إلى “سلوك الإقصاء المتعمد والممنهج لممثلي مكونات المجتمع المدني وذلك خلال الزيارة السرية لرئيس الحكومة لجهة جندوبة”، على حد تعبيرهم.

وأكدت هذه المنظمات أن زيارة الشاهد تندرج في إطار الحملة الانتخابية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد ومساعيه لتأسيس حزبه الجديد، مشيرة إلى أن هذه الزيارة لم تسبقها استعدادات حقيقية ولم ينتج عنها أي إجراء أو قرار لدفع التنمية في الجهة بل تزامنت مع تركيز التنسيقية الجهوية لحزبه الجديد “نداء الوطن”، بحسب ما ورد في البيان.

كما اعربت المنظمات الممضية على البيان المذكور عن استنكارها من النظرة الدونية للجهة من طرف الائتلاف الحاكم الذي يعتبرها خزانا انتخابيا فقط ولا يولون أي اهتمام حقيقي لمشاكلها الحقيقية كالفقر والبطالة والتهميش وضعف البنية التحتية وتأخر إنجاز البنية التحتية وغياب منوال تنموي جهوي يمنح الجهة في الدورة الاقتصادية ويحسن من ظروف حياة اهالي المنطقة.

بدورها، دانت هذه المنظمات ما وصفته بتوظيف مكونات الدولة وهياكلها ومؤسساتها في التجاذبات الحزبية والحملات الانتخابية السابقة لأوانها، معتبرة أن عملية إقصاء للمجتمع المدني من شأنها أن تضرب العلاقة التشاركية بالجهة ومصداقية التعامل بين السلط الجهوية والفاعلين الاجتماعيين بالجهة.

الى ذلك، عبرت هذه المنظمات عن استعدادها الكامل للدخول في سلسلة من التحركات الاجتماعية السلمية للتصدي لسياسة الإقصاء والتهميش التي عانت ومازالت تعاني منها الجهة، وفق تعبيرها.

ووقع كل من الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بجندوبة، الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة، الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بجندوبة، الهيئة الجهوية للمحامين بجندوبة، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع جندوبة، اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بجندوبة، والاتحاد الجهوي للمرأة بجندوبة، على البيان المشترك.

كما هاجم رواد الشبكات الاجتماعية زيارة الشاهد، واعتبروها حملة انتخابية مبكرة واحتذاء برؤساء الانظمة السابقة بتونس الذين يهرولون الى المناطق الفقيرة والمهمشة ويطلقون الوعود بالتنمية وتحسين ظروف عيش الاهالي، لكسب ود الناخبين بتلك الجهات، لكنهم سرعان ما ينسون تلك المناطق عند وصولهم الى كراسي الحكم، وتبقى هذه المحافظات منسية في دفاتر وعود حكام تونس ومجرد خزان انتخابي لحصد اكثر الاصوات.

وكان يوسف الشاهد قد توجه إلى منطقة مشراوة حمام بورقيبة من منطقة عين دراهم بمحافظة جندوبة، خلال زيارة سرية، وأعلن عن تمكين 35 عائلة من تحسين بيوتهم البدائية ضمن تحسين البيوت بقيمة 330 ألف دينار بمعدل 5 آلاف دينار لكل عائلة وتوزيع 3 آلاف الة تدفئة إضافة إلى حل عاجل لتحسين ظروف العيش وإنجاز مسلك لفك عزلة المنطقة.

كما أكد رئيس الحكومة على التعهد بتدخلات إجتماعية لتوفير موارد رزق وتحسين ظروف العيش للمناطق الحدودية بجندوبة والكاف وسليانة والقصرين.

وتعد محافظة جندوبة من أفقر الجهات في تونس، كحال بقية المحافظات الاخرى في الشمال الغربي، خاصة في فصل الشتاء اذ يعاني اهالي المنطقة من موجة برد شديدة، وهطول كميات كبيرة من الامطار وسقوط الثلوج، ما يتسبب في انزلاقات أرضية وفيضانات ينجم عنها تهدم الأكواخ والمنازل، وتحاصر الثلوج المنازل ما يؤدي الى عزلة تلك المناطق بأغلب الاحيان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق