أوروبا
السلطات الفرنسية تتوقع تعبئة أكبر للمحتجين السبت
ـ باريس ـ توقعت السلطات الفرنسية مستوى تعبئة “اشد وأعنف” لمحتجي حركة “السترات الصفر” في السبت التاسع من الاحتجاجات المتواصلة ضد سياسات الرئيس ايمانويل ماكرون الذي لم يتوصل حتى الآن لانهاء اسوأ أزمة في ولايته مستمرة منذ نحو شهرين.
والاسبوع الماضي تظاهر خمسون ألف شخص في شوارع أهم المدن الفرنسية معلنين استفاقة جديدة لهذه الحركة الاحتجاجية التي تهز فرنسا منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2018 بعد أن شهدت تراجعا لمناسبة اعياد آخر السنة.
وسيكون يوم التظاهرات التي قد تتركز بباريس وبورج (وسط)، غدا السبت أشبه باختبار للسلطات الفرنسية. ويبدأ الثلاثاء الحوار الكبير الذي أعلنته الحكومة في محاولة للخروج من أزمة “السترات الصفر” التي يحركها مواطنون فرنسيون من الأرياف والمناطق شبه الحضرية احتجاجا على السياسة الضريبية والاجتماعية للحكومة.
وتوقع إريك مورفان المدير العام للشرطة الوطنية أنه في مجمل فرنسا “احتمال العودة الى مستوى تعبئة شبيه بما كان قبل عيد الميلاد”. وحسب ارقام رسمية يحتج المتظاهرون على صحتها، فان 66 ألف شخص تظاهروا في فرنسا كلها في 15 كانون الاول/ديسمبر 2018.
أما قائد شرطة باريس ميشال ديلباش لقناة سي نيوز الاخبارية فقد توقع “أن يتخذ سلوك المجموعات المشاركة طابعا اكثر تشددا مع مزيد من محاولات ارتكاب اعمال عنف”.
وفي 5 كانون الثاني/يناير شهدت احتجاجات باريس أعمال عنف لافتة وخصوصا اقتحام محتجين بآلية مكتب المتحدث باسم الحكومة والتعرض لشرطيين بالضرب.
وقالت السلطات أن التعبئة الأمنية غدا السبت ستعود الى مستواها في منتصف كانون الأول/ديسمبر الفائت. وسيتم نشر 80 ألف شرطي ودركي في كامل فرنسا بينهم خمسة آلاف في باريس. كما ستشهد عودة العربات المصفحة للدرك التي نادرا ما تسخدمها قوات الأمن.
“سكان قلقون”
ويثير تصاعد العنف قلق الفاعلين في الاقتصاد الفرنسي خصوصا في قطاع السياحة. فقد أدت الاحتجاجات الى تراجع عدد السياح الاجانب بما بين 5 و10 بالمئة بباريس في كانون الاول/ديسمبر.
وفي مستوى أجهزة الحكم والاغلبية، ستكون الادارة الأمنية لاحتجاجات غد السبت بالغة الأهمية وذلك قبل افتتاح الحوار الكبير الذي بادرت اليه السلطة التنفيذية للرد على الازمة لكن وضعه موضع التنفيذ كان موضع أخذ ورد من الحكومة.
وفي وقت اشارت فيه دراسة للمعهد الفرنسي للدراسات السياسية ان مستوى التحدي بين الفرنسيين للمسؤولين السياسيين بلغ مستوى “مفزعا”، فان هذا الحوار سيكون دقيقا جدا بالنسبة للحكومة بعد فشل ماكرون في بث أمل جديد بين المواطنين.
وتراجعت الثقة في ماكرون الى أدنى مستوى لها (23 بالمئة) اي 13 نقطة أقل من العام الماضي. كما تضاعف عدد المستجوبين الذين قالوا أنهم كانوا يثقون فيه في البداية لكن لم يعودوا يثقون به اليوم ليمر من 13 الى 26 بالمئة، بحسب الدراسة ذاتها.
والأمر الجديد غدا السبت هو أن باريس قد لا تكون المركز الرئيسي الوحيد للاحتجاجات، حيث أن ثاني أهم تحرك اعلن في بورج بوسط فرنسا.
ومنعت السلطات المحلية كل تجمع في الوسط التاريخي للمدينة. ومن المقرر ان تسير تظاهرة سلمية في الشوارع المحيطة بوسط المدينة.
كما اتخذت بلدية بورجي احتياطات حيث أزالت آلات التذاكر والأثاث من الاماكن العامة كما أمنت الورش وستغلق المتاحف والحدائق والمباني العامة. وقال رئيس البلدية باسكال بلان ان السكان “قلقون”.
وكما حدث في ايام الاجتجاج السابقة فان تظاهرات ستنظم في العديد من المدن وكذلك عمليات تعطيل حركة المرور. (أ ف ب)