شرق أوسط
الرئيس السوداني يؤكد أن “الحكومة لن تغيّر بالمظاهرات”
ـ الخرطوم ـ أكد الرئيس السوداني عمر البشير الاثنين أمام حشد من أنصاره في اقليم دارفور (غرب) أن “الحكومة لن تغير بالمظاهرات” المناهضة له والتي تشهدها البلاد منذ نحو شهر.
وجاء كلام البشير خلال زيارته نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور غداة تظاهرات مناهضة للحكومة شهدتها هذه المنطقة للمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية منتصف كانون الاول/ديسمبر.
وقال إن “الحكومة لن تغير بالمظاهرات والطريق واحد للحكومة. صندوق الانتخابات الفاصل بيننا صندوق الانتخابات والشعب من سيقرر من يحكمه في 2020”.
ويشهد السودان احتجاجات منذ 19 كانون الأول/ديسمبر إثر قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف.
وأضاف البشير أن “السودان لديه أعداء كثر وهؤلاء لديهم ناس لا يعجبهم الأمن والاستقرار. لن نسمح لهؤلاء بتخريب بلدنا ولن نسمح لهؤلاء الذين يقومون بإحراق ونهب ممتلكاتنا”.
وفي الأيام الأولى للاحتجاجات أحرق العديد من المباني والمكاتب التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في بلدات وقرى.
وتشير السلطات إلى أن 24 شخصا على الأقل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن حصيلة القتلى بلغت أربعين شخصا بينهم أطفال وموظفون في قطاع الصحة.
وامتدت التظاهرات المناهضة للحكومة للمرة الأولى الأحد إلى نيالا والفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور.
مشكلات اقتصادية
ويشهد إقليم دارفور الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا، أعمال عنف منذ 2003 عندما حملت أقليات عرقية متمردة السلاح في وجه الخرطوم، متهمة إياها بتهميشها اقتصاديا وسياسيا.
وقتل حوالى 300 ألف شخص في النزاع كما نزح 2,5 مليون آخرون، حسب الأمم المتحدة. ولا يزال معظم النازحين يقيمون في مخيمات.
والبشير، الذي تولى السلطة إثر انقلاب مدعوم من الإسلاميين في 1989، مُتهم من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بالوقوف وراء عمليات إبادة وجرائم حرب يشتبه أنها ارتكبت في دارفور.
والإثنين كرر أن السودان يواجه “مشكلات اقتصادية” لكن لا يمكن حلها بالنهب وإحراق الممتلكات.
في تلك الأثناء منع عناصر أمن مجموعة من الصحافيين في الخرطوم من تنظيم اعتصام احتجاجي على حجب صحيفة هذا الأسبوع، وفق شهود.
وكان الصحافيون يخططون لاعتصام بعد أن حجبت السلطات صحيفة الجريدة عن الصدور لعدة أيام هذا الأسبوع، حسبما قال شاهد عيان لوكالة فرانس برس دون الادلاء بتفاصيل.
ودعا منظمو التظاهرات المناهضة للحكومة إلى مئات المسيرات في أنحاء السودان ومنها في الخرطوم.
وحض “تجمّع المهنيين السودانيين” الذي يقود التظاهرات المتظاهرين على مواصلة تحركهم هذا الاسبوع في إطار ما أسماه “أسبوع الانتفاضة لإسقاط النظام”.
والأحد نزل المتظاهرون إلى شوارع حي بحري في العاصمة وهتفوا “سلام سلام” و”الثورة خيار الشعب” لكن شرطة مكافحة الشغب سرعان ما تصدت لهم بالغاز المسيل للدموع.
وتقول منظمات حقوقية إن أكثر من ألف شخص أوقفوا منذ اندلاع الاحتجاجات، بينهم قادة من المعارضة ونشطاء وصحافيون ومتظاهرون.
ورغم أن الاحتجاجات تفجرت بسبب رفع سعر الخبز، إلا أن السودان يشهد منذ العام الماضي أزمة اقتصادية متفاقمة جراء نقص العملة الأجنبية.
وأفيد عن حالات متكررة من نقص الغذاء والوقود في أنحاء مدن، فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية والأدوية بأكثر من الضعفين. (أ ف ب)