السلايدر الرئيسيشرق أوسط
نائب عراقي: العاهل الأردني بحث في بغداد تشكيل التحالف العربي لمواجهة النفوذ الإيراني والإرهاب في الشرق الوسط
سعيد عبدالله
ـ بغداد ـ سعيد عبدالله ـ لم تكن زيارة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الى العراق التي جاءت تلبية لدعوة رسمية وجهها له الرئيس العراقي برهم صالح زيارة عادية، بل جاءت لبحث العديد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية في مقدمتها تشكيل الناتو العربي لموجهة الإرهاب والنفوذ الإيراني في المنطقة.
ووصل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الى بغداد صباح اليوم الإثنين في زيارة تعد الأولى من نوعها منذ نحو عشرة أعوام، فالزيارة الأولى للملك الأردني جرت في عام ٢٠٠٨ وكانت في وقتها أول زيارة لزعيم عربي يزور العراق بعد سقوط نظام حزب البعث وتأسيس العملية السياسية الجديدة في العراق.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة على صفحته في موقع تويتر وتابعته “”: “نعتز بزيارة جلالة الملك الأردني العاهل عبد الله الثاني، أخاً وصديقاً وحليفاً، فالعراق يرتبط مع الأردن بوشائج الجيرة والثقافة والتاريخ، وبشبكة مصالح وأمن مشترك. نتطلع لأن نبني على المشتركات لتلبية استحقاقات استئصال الإرهاب والتطرف، والبدء بعملية إعمار العراق وترسيخ الأمن الإقليمي”.
وكشف نائب عن تحالف الإصلاح والإعمار لـ”” مفضلاً عدم ذكر اسمه أن العاهل الأردني بحث في بغداد مع رئيس الجمهورية والمسؤولين العراقيين التحالف العربي الاستراتيجي لمواجهة إيران والإرهاب في الشرق الأوسط التي تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى انشائه في المنطقة من مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة وحلفائها في المنطقة، مضيفاً أن “زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الى الشرق الأوسط وزيارة الرئيس المصري عبدالفتاح سيسي الى الأردن أمس الأول وزيارة الملك عبدالله الثاني الى العراق جميعها تأتي في اطار الجهود الرامية الى انهاء نفوذ ايران في المنطقة، ووجود العراق في هذا التحالف مهم جدا لأنه يحتضن نفوذاً إيرانياً واسعاً”، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل خطواتها لتسليط ضغط أكبر على نظام ولي الفقيه في ايران.
وأعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم الإثنين في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم في بغداد أن الاتفاقيات المبرمة بين العراق والاردن ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من شباط/ فبراير المقبل. وتابع الصفدي “الأردن هو السند للعراق، واستقرار العراق استقرارنا، وعلاقتنا تأخذ انطلاقة جديدة مبنية على علاقات تاريخية قديمة”، مؤكدا دعم الأردن للعراق كي يستعيد عافيته.
وأعلن رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز في 29 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي 2018 خلال زيارته الى بغداد أنه اتفق مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي على مجموعة من النقاط بين البلدين منها فتح المعابر الحدودية الأردنية العراقية (الكرامة- طريبيل) أمام حركة النقل للبدء بتسيير الرحلات للبضائع سريعة التلف ومنح التسهيلات للبضائع العراقية المستوردة عن طريق ميناء العقبة التي مقصدها النهائي العراق خصما مقداره 75٪ من الرسوم التي تتقاضاها سلطة العقبة الاقتصادية.
واتفق الطرفان على تفعيل قرار مجلس الوزراء العراقي لعام 2017 الذي ينص على اعفاء عدد من السلع الأردنية من الجمارك وذلك اعتبارا من 2 فبراير المقبل إضافة إلى اتخاذ مجلسي الوزراء في كلا البلدين قراراً بتخصيص الأراضي المتفق عليها على الحدود العراقية الاردنية بعمق ٢كيلومتر على طرفي الحدود وبطول 6كيلومترات للشركة الأردنية العراقية ومنحها الإعفاءات اللازمة والانتهاء من اعلان طلب استدراج العروض لإعداد المواصفات الفنية للمنطقة الصناعية الأردنية العراقية المشتركة وذلك تمهيدا لعرض المنطقة الصناعية من قبل الشركة على القطاع الخاص للتشغيل والإدارة.
وفي قطاع الطاقة، اتفق العراق والأردن، على الربط الكهربائي الأردني العراقي من خلال شبكة الربط، ووقع الجانبان مذكرة تفاهم بهذا الشأن، بحضور رئيسي الوزراء، التي اتفق الطرفان فيها على المباشرة باتخاذ الاجراءات اللازمة لتسريع عملية تبادل الطاقة الكهربائية بين الطرفين من خلال الربط الكهربائي المباشر لشبكتي الكهرباء العراقية والأردنية.
وتضمنت الاتفاقيات بين الانتهاء من الاتفاق على الاطارية لأنبوب النفط العراقي ـ الأردني الذي سيمتد من البصرة عبر الحديثة إلى ميناء العقبة وذلك في الربع الأول من العام الحالي 2019.
بدوره أوضح الخبير الاستراتيجي العراقي علاء النشوع لـ””: “العرب أمام مفترق طرق أما مواجهة إيران في عقر دارها أو مواجهة ايران في الدول العربية التي تحتضن نفوذا إيرانيا وهي العراق وسوريا ولبنان واليمن، لذلك حاليا دخلت الدول العربية في اطار التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة المد الإيراني في الدول الأربع المذكورة، لذلك زيارة العاهل الأردني الى بغداد والرئيس المصري الى الأردن تظهر بدء العرب بحركة مباشرة في إطار التحالف السياسي العسكري والأمني العربي وإيجاد حلفاء لهم في العراق لمواجهة النفوذ الإيراني”.
وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تشكيل تحالف أمني وسياسي مع دول الخليج العربي ومصر والأردن بهدف التصدي للنفوذ والتدخلات الإيرانية في الشرق الأوسط، وأعلنت واشنطن تموز/ يوليو من العام الماضي عزمها إنشاء نسخة عربية من حلف شمال الأطلسي، أطلق عليها اسم “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي”.
وبحسب المعلومات التي كشفتها البيت الأبيض عن تفاصيل التحالف العربي، سينشئ هذا التحالف درعا من أنظمة الدفاع الجوي يكون بمثابة حماية دول الحلف من الصواريخ الباليستية الإيرانية، وتؤكد واشنطن أن هذا التحالف سيساهم في استقرار الشرق الأوسط وابعاد الشر والإرهاب الإيراني عنه.
(AFP)