شرق أوسط
فشل مساعي ثلاثة مبعوثين للأمم المتحدة إلى سوريا
ـ بيروت ـ منذ بدء النزاع في سوريا في العام 2011، فشل ثلاثة مبعوثين للأمم المتحدة في تحقيق أي نجاح في مساعيهم لإنهاء المعاناة بل اختاروا التخلي عن مناصبهم أمام مهمة صعبة جداً.
ويجري المبعوث الرابع غير بيدرسون الثلاثاء زيارته الأولى إلى دمشق منذ استلامه مهامه في السابع من كانون الثاني/يناير.
وبيدرسون دبلوماسي مخضرم، جاء خلفاً للديبلوماسي الإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا. وقبلهما، تولى الجزائري الأخضر الابراهيمي والأمين العام السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي أنان مهمة المبعوث الدولي الى سوريا، من دون أن تثمر جهوده أي منهم في تسوية النزاع.
كوفي أنان :”بذلت قصارى جهدي”
في 23 شباط/فبراير 2012، تمّ أنان “مبعوثًا مشتركًا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للأزمة في سوريا”.
توجّه إلى دمشق مرّات عدّة للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. واقترح على الأطراف المتنازعة خطة سلام من ستّ نقاط تنصّ على وقف القتال وعملية انتقال سياسي، إلا أنها لم تخرج إلى الضوء.
وبعد ستة أشهر من الجهود غير الناجحة، استقال أنان من منصبه مندداً بعدم دعم القوى المعنية لمهمته.
وصرّح وقتها “لقد بذلت قصارى جهدي”، لكنّ “العسكرة المتزايدة على الأرض والافتقار الواضح للوحدة داخل مجلس الأمن غيّرت بشكل جذري ظروف ممارسة مهامي بشكل فعّال”.
وأضاف “لم أتلقّ كل الدعم الذي تستحقّه القضيّة هناك انقسامات داخل المجتمع الدولي”، مشيراً ضمناً إلى ثلاث قرارات بشأن سوريا منذ بداية الازمة استخدمت فيها موسكو وبكين حق النقض لوأدها.
ومنذ العام 2011، استخدمت روسيا، حليفة دمشق الأبرز، حق النقض الفيتو 12 مرة في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرارات تدين دمشق.
الأخضر الابراهيمي: “حزين جداً لاستقالتي”
في 17 آب/أغسطس 2012، جرى تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الابراهيمي خلفاً لكوفي أنان.
وفي مطلع أيلول/سبتمبر تسلّم منصبه رسمياً داعياً “جميع الأطراف إلى وقف العنف”، واعتبر أنّ لدى الحكومة السورية “مسؤولية كبيرة” في وقف الأعمال العدائية.
وفي كانون الثاني/يناير ومن ثم في شباط/فبراير عام 2014، قام بتنظيم أوّل مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة في جنيف برعاية الولايات المتحدة وروسيا. لكن المفاوضات تعثّرت مع رفض دمشق المطلق البحث في مصير الرئيس السوري بشار الأسد.
في 13 أيار/مايو، استقال الإبراهيمي بعد أقلّ من عامين من الجهود غير المثمرة.
وقال يومها إنّه “حزين جداً لترك منصبه وسوريا في حالة سيئة كهذه”، واصفاً الوضع في سوريا بأنه “صعب جداً ولكن ليس ميؤوساً منه”.
رحبت دمشق باستقالته وكانت اتهمته بالانحياز للمعارضة وبالتدخل بالشؤون الداخلية بعدما انتقد إجراء الانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو في سوريا، معتبراً أنها ضربة لجهود السلام.
دي ميستورا :”أسف”
في تموز/يوليو 2014 كلف هذا الايطالي السويدي الذي اعتبره أمين عام الامم المتحدة السابق بان كي مون “دبلوماسياً من الصف الأول” ملف “المهمة المستحيلة” بحسب بان، أي التوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.
وفي العام 2016، أطلق دي ميستورا مفاوضات جديدة بين الحكومة والمعارضة في جنيف، جرت منها تسعة جولات منيت جميعها بالفشل.
وفي 14 كانون الاول/ديسمبر 2017، وبعد الجولة الثامنة اتهم دي ميستورا دمشق بالتسبب بفشل المفاوضات لرفضها الحوار الحقيقي مع المعارضة، واعتبرها “فرصة ذهبية ضاعت”.
في 17 تشرين الأول/اكتوبر العام 2018، أعلن دي ميستورا استقالته من منصبه لأساب “شخصية”.
وتمحورت جهود دي ميستورا في العام الأخير على تشكيل اللجنة الدستورية، التي انبثقت فكرتها في كانون الثاني/يناير 2018 خلال قمة للدول الثلاث الضامنة لعملية السلام، وهي روسيا وإيران وتركيا.
إلا أن دي ميستورا فشل في مساعي تشكيل اللجنة التي من المفترض أن تضم 150 عضواً. وقال الدبلوماسي الإيطالي-السويدي لمجلس الأمن في 20 كانون الأول/ديسمبر “”آسف بشدة لعدم انجاز العمل”.
وبعد استقالته، كتبت صحيفة “الوطن” المقربة من السلطات “أيام ويغادر المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا منصبه غير مأسوف عليه”. (أ ف ب)