أوروبا
البرلمان يناقش مذكرة حجب الثقة عن ماي غداة هزيمتها بشأن اتفاق بريسكت
ـ لندن ـ وصف زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن حكومة تيريزا ماي بـ”الميتة”، لدى افتتاح النقاش في البرلمان الأربعاء بشأن مذكرة حجب الثقة المقدمة ضدّها، بعد هزيمتها بشأن اتفاق بريكست.
واعتبر أن الزعيمة المحافظة خسرت “ثقة ودعم” البرلمان، غداة رفض النواب البريطانيين بغالبية ساحقة الاتفاق الذي أبرمته للخروج من الاتحاد الاوروبي. ودعاها كوربن إلى “القيام بما هو صائب والاستقالة”، قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد بريكست المرتقب في 29 آذار/مارس.
ومن المتوقع التصويت على مذكرة حجب الثقة التي قدّمها حزب العمال حوالى الساعة 19 ت غ. لكنها لا تحظى بفرص كبرى للنجاح، لأن حزب المحافظين الذي تنتمي إليه ماي وحليفه الحزب الصغير المحافظ في إيرلندا الشمالية، الحزب الوحدوي الديموقراطي، سيرصّان الصفوف دعماً لها. فهما يملكان سوياً الأكثرية المطلقة.
وقُدمت مذكرة حجب الثقة الثلاثاء فور رفض البرلمان اتفاق بريكست الذي توصلت إليه ماي مع بروكسل والذي لا يرضي لا المشككين في جدوى الاتحاد الأوروبي ولا المؤيدين له. ولم يحصل الاتفاق إلا على 202 من أصوات النواب فيما رفضه 432 نائياً، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ البرلمان البريطاني.
ولم توفر الصحافة البريطانية انتقاداتها اللاذعة غداة هزيمة الحكومة.
وكتبت صحيفة “ذي تلغراف” “إذلال تام” أما صحيفة “الغارديان” فعنونت “هزيمة تاريخية”. وفي الولايات المتحدة اعتبرت “واشنطن بوست” أن بريطانيا “تتجه نحو كارثة”.
ورأى كاتب الافتتاحية في صحيفة “تايمز” ماثيو باريس أنه آن الأوان لكي يتولى البرلمانيون من ذوي الخبرة ملف بريكست. وكتب “ليس هناك أي قيادة، لا داخل الحكومة ولا في المعارضة قادرة على مساعدتنا على الخروج من هذا المستنقع”.
“سمّ الاتفاق”
إذا نجت تيريزا ماي من مذكرة حجب الثقة، فسيكون أمامها حتى الاثنين لكي تعرض “خطة بديلة”. وهناك عدة خيارات متاحة أمامها مثل التعهد بالعودة للتفاوض في بروكسل أو طلب تأجيل موعد بدء العمل بالبريكست.
ورفض الاتفاق حول بريكست يزيد من احتمال حصول خروج من الاتحاد الاوروبي بدون اتفاق، وهو ما تتخوف منه الأوساط الاقتصادية.
ودافع 71 نائبا من حزب العمال في رسالة نُشرت الأربعاء عن فرضية أخرى هي إجراء استفتاء ثان. واعتبرت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن وهي استقلالية المنحى ومؤيدة للاتحاد الأوروبي، أن هذا الخيار الذي رفضته ماي، هو “الوحيد الموثوق”.
وفي محاولة لحلحلة الوضع، أعلنت ماي أنها ستلتقي نواباً من كل الأحزاب “لتحديد العناصر الضرورية للحصول على دعم مجلس العموم”.
وطالب النائب نايجل دودس من الحزب الوحدوي الديموقراطي مجدداً بإعادة النظر في الترتيبات المتعلقة بـ”شبكة الأمان” (باكستوب) التي يتمحور حولها الاستياء. وصرّح لشبكة “بي بي سي” أن “رئيسة الوزراء يجب أن تُدرك أن الباكستوب هو سمّ اتفاق الانسحاب”.
وينصّ حل اللحظة الأخيرة هذا على إبقاء المملكة المتحدة ضمن الاتحاد الجمركي مع الاتحاد الأوروبي لتجنّب إعادة الحدود الفعلية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية التابعة لبريطانيا وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد، في حال لم يتم التوصل إلى حل بديل بعد الفترة الانتقالية التي يُفترض أن تستمر حتى نهاية العام 2020.
ويخشى الكثير من النواب البريطانيين أن تُرغم شبكة الأمان المملكة المتحدة على إبقاء روابطها بالاتحاد الأوروبي لمدة غير محددة.
وحذّر دودس من أنه “إذا لم يتغير شيء، فالجميع سيكون لديه مشكلة كبيرة، بما في ذلك الإيرلنديون وأوروبا والمفوضية الأوروبية”.
“وقت للتفاوض”
من الجانب الأوروبي، ازداد القلق حيال احتمال حصول بريكست من دون اتفاق. فقد حثّ رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر المملكة المتحدة على “توضيح نواياها في أسرع وقت ممكن” معتبراً أن “مخاطر حصول بريكست بدون اتفاق تزايدت”.
من جهته أعرب كبير المفاوضين الأوروبيين بشأن بريكست ميشال بارنييه الأربعاء عن “أسفه” مذكراً بأن التفاوض على النصّ حصل “بناء على خطوط الحكومة البريطانية الحمراء”. وأعلن تكثيف التحضيرات في حال حصول بريكست “من دون اتفاق”.
وكذلك، اتخذت إيرلندا وفرنسا ترتيبات في هذا الاتجاه.
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار إن الأمر لم يعد فرضيات عمل. وأضاف أن هذه التحضيرات “تطبقها حاليا الحكومة. يجب أن تقوم الشركات والمؤسسات بالأمر نفسه”.
وأشارت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى أن “لا يزال هناك وقت للتفاوض”، وسألت ماي عما “تقترحه”. (أ ف ب)